تقرب مفاجئ بين نظام عبد الفتاح السيسي وحركة المقاومة الفلسطينية “حماس” بعد الحصار الشديد الذي مارسه الأول على قطاع غزة، ومحاصرة الحركة سياسيا، إلي أن وصل الأمر إلي صدور حكم قضائي يصف الحركة بالإرهابية، لكن الفترة الأخيرة شهدت تطور في العلاقات بين الحركة والنظام، أرجع مراقبون أسباب عديدة دفعت الطرفان للتقارب.
التواصل مستمر
محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحماس أكد قبل أسابيع على أن التواصل بين حماس ومصر مستمر ولم ينقطع، مشدداً على أن مصر دولة محورية لا بد لها أن تحمل الهم العربي، وفق وصفه.
النظام مجبر
ويقول حسن أبو هنية المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة، أن النظام المصري مجبر على التعاون مع المقاومة الفلسطينية، فكل مخابرات العالم تتعاون معها في إطار حل الأزمات بينها وبين الاحتلال الإسرائيلي، بالاضافة إلى المساعدة في محاربة تنظيم الدولة.
وأضاف أبو هنية في تصريح لـ”رصد” النظام المصري لجأ إلى حماس ليكون له دور في القضية الفلسطينية، لتعيده إلي الواجهة العربية والدولية، إذ يعتبر ويعتبر ملف الجنود الإسرائيليين الأسرى من حركة حماس، أبرز الملفات التي من الممكن أن تعيد نظام السيسي إلي الواجهة سريعًا إذا نجح في التوسط فيها.
تحسن ملحوظ
حماس التي تحكم غزة وبجعبتها ألغاز الجنود بدأت في الآونة الأخيرة تعلن عن تحسن ملحوظ في العلاقة بين مصر وحماس، والتي شابها التوتر لسنوات، حيث قال موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إن زيارته لمصر ولقاءاته مع مسؤولين في القاهرة طبيعية، وأن التواصل بين حماس ومصر ضروري سواء كان بشكل رسمي أم غير ذلك.
لكن لم تتطرق الحركة لأي موضوع فيما يخص الصفقة والتحركات في هذا الملف حيث ترى الحركة أن إدارة هذا الملف يجب أن تتم بعيدا عن الإعلام.
مكاسب اقتصادية
ويلعب الاقتصاد دورا مهما في تحسين العلاقة بين الجانبين، فحماس تسعى إلى لتحسين الوضع المعيشي والإنساني لسكان القطاع (قرابة مليوني نسمة) المحاصرين للعام العاشر على التوالي، وفي الوقت نفسه من شأن الانفتاح التجاري على غزة ن ينعكس إيجابا على اقتصاد مصر”.
وتحدثت وسائل إعلام محلية في غزة عن توجّه جديد لدى مصر يقضي بتصدير البضائع إلى القطاع رسميا، عبر معبر رفح. لكن السلطات المصرية والفلسطينية في غزة لم تؤكد أو تنفي الأمر.
ونهاية الشهر الماضي، سمحت السلطات المصرية بإدخال 40 مركبة حديثة إلى غزة، من خلال المعبر، بموجب اتفاق بين رجال أعمال فلسطينيين ومصريين.
كما تسمح القاهرة، خلال فترات، بإدخال كميات من الأسمنت والخشب ومواد دهان وتعبيد للطرقات.
فيما نشرت صحيفة “الأهرام” الرسمية المصرية، الأحد الماضي، تقريرا حول “مكاسب مصر من إنشاء منطقة حرة مع قطاع غزة”، قالت فيه إن مكاسب مصر ستبلغ 2.5 مليار دولار تجارة، مع استثمار 9.5 مليار دولار ودائع.
التقرير وصف غزة بأنها تمثل “كنزا اقتصاديا وإستراتيجيا لمصر حال نجاحها في تحويل القطاع، الذي يصل عدد سكانه لمليوني نسمة، إلى سوق للمنتجات المصرية، بديلا عن إسرائيل التي توفر نحو 60% من احتياجاته، وتركيا والصين اللتان تستأثران بحجم كبير من تجارة الملابس والجلود”.
ضبط الحدود ومحاربة داعش
زعم موقع “واللا” الإخباري العبري، أنه لم يرد ذكر حركة حماس وقادتها أمام الانقلاب قط إلا وانهالوا عليهم بالسباب، موضحًا أن المصريين لم يخفوا احتقارهم للحركة خاصة بعد الانقلاب على الإخوان من الحكم، على حد قولها.
وقال الموقع العبري اليوم الجمعة، إن الجيش المصري أغلق مئات الأنفاق بين قطاع غزة وسيناء وشن حرب شاملة ضد التهريب من مصر إلى القطاع.
وأضاف الموقع أنه مع ذلك فإن أي شيء ممكن في الشرق الأوسط الجديد، ويبدو أن مصر عدو جماعة الإخوان، قررت تغيير نهجها مع حركة حماس.
وأوضحت أن الاتجاه الجديد في العلاقات بين مصر وحماس لا يرجع إلى حب مفاجئ تجاه حماس من جانب مصر، ولكن الأمر يتعلق أكثر بكراهية “داعش”.
وتابع أن المصريين أدركوا أن الوضع في غزة لن يتحسن قريبا وعليهم التعامل مع الواقع الحالي، ومصر تريد أن تحارب حماس “داعش” بدلًا من أن تقدم له المساعدة.
مخاوف إسرائيلية
من جانبه أشار المختص بالشؤون الإسرائيلية في شبكة مدار نيوز الإخبارية، محمد أبو علان ، أن “قادة الجيش الإسرائيلي والمخابرات العسكرية تخشى من استغلال كتائب القسام لهذا الانفتاح في تطوير قدراتها الهجومية والدفاعية وخاصة الأنفاق التي أصبحت سلاحا يؤرق القادة العسكريين في السنوات الأخيرة”.
وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية في عددها الصادر 23 من أكتوبر الماضي عن أن كتائب القسام قامت بإجراء تجربة ناجحة على صاروخ مطور باتجاه البحر يستطيع الوصول إلى حدود إسرائيل الشمالية.
تحذير إسرائيلي
وفي ذات السياق حذر الخبير العسكري الإسرائيلي، إيال زيسر، في مقال نشره في صحيفة “إسرائيل اليوم” في 16 نوفمبر الماضي قيادة الجيش الإسرائيلي من استغلال حركة حماس عودة علاقاتها مع مصر لتطوير قدراتها الصاروخية استعداد لأي مواجهة قادمة.
ويعزز مكانتها، وايضا سوف يساهم ذلك في تحسين الاوضاع في قطاع غزة غزة ما يساهم في تقوية سلطتها في القطا