شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

في ذكرى ثورة تونس.. مكتسبات واقعية ومخاوف على الطريق

في ذكرى ثورة تونس.. مكتسبات واقعية ومخاوف على الطريق
تحل ذكرى الثورة التونسية هذه الأيام على التونسيين والعرب، في ظل أجواء اختلفت كثيرًا عن ذكرى الثورة في السنوات الماضية، فالهزيمة تحيق بثورة مصر، فيما ثوار ليبيا ما زالوا يواجهون تحدياتهم، والثورة في اليمن أجبرت على اتخاذ منحى

تحل ذكرى الثورة التونسية هذه الأيام على التونسيين والعرب، في ظل أجواء اختلفت كثيرًا عن ذكرى الثورة في السنوات الماضية، فالهزيمة تحيق بثورة مصر، فيما ثوار ليبيا ما زالوا يواجهون تحدياتهم، والثورة في اليمن أجبرت على اتخاذ منحى غير متوقع، أما الثورة السورية فقد قفزت إلى مربع آخر ربما يحسم السلاح مدى استمرارها فيه.
ونرصد في التقرير التالي كيف أثرت بدايات الثورة التونسية على واقعها الحالي؟ وما الذي يأمله التونسيون ولم يتحقق بعد؟ 
عنصر المفاجأة
يرى الباحث السياسي التونسي بدر النوراني أن الكل كان يجزم قبل الثورة أن الرئيس المخلوع “بن علي”، مستمر ومتمدد بسياساته في الدولة، وأن التغيير حلم يصعب بل يستحيل تحقيقه، إلا أن الثورة قد فاجأت الجميع واستخرجت غضبًا شعبيًا مدفونًا بداخل الشعب على حد قوله، ويؤكد أن عنصر المفاجأة كان مربكًا للنظام في تونس، بل كان مربكًا لبعض الثوار.
دور المجتمع المدني
من جانبه يرى ماجد أبو ضيف – باحث سياسي مهتم بشؤون شمال أفريقيا- في تصريحات لـ “رصد” أن المجتمع المدني في تونس كان منظمًا بما هيأ المناخ للنجاح، وقدم دعمًا مهمًا للحراك الثوري، فلم يخرج عن مساره السلمي من جهة، ومن جهة أخرى تولى هذا المجتمع المدني جزءًا من عملية الوساطة والتفاوض بين المتظاهرين والنظام الحاكم. ويقول: لقد لاحظنا الدور الكبير الذي قام به اتحاد الشغل والاتحادات المهنية الأخرى لإنجاح الثورة التونسية.
تدافع كتل ثلاث
من جانبه يرى الكاتب التونسي عبد الحميد الجلاصي، أن الست سنوات الماضية حققت نوعًا من التدافع بين كتل ثلاث، تمثلت في كتلة أسماها” الحد من الخسائر” وهي منظومة تسعى لإيقاف المد الثوري قدر المستطاع وتكتفي بما تم إنجازه، وكتلة ثانية أسماها كتلة “استثمار الفرصة” وكانت تمثل الثوار غير المؤدلجين الذين يسعون للتغيير بأي ثمن، يقول عنها الكاتب: إن “أوراقها قد تبعثرت بعد الثورة، وعادت الاصطفافات الأيديولوجية فارتبكت هذه الكتلة”.

والكتلة الثالثة أسماها الجلاصي في مقال له تحت عنوان ” في ذكرى الثورة التونسية هل ينتصر الأمل على الخوف؟” كتلة الغضب الاجتماعي/ السياسي. 
وهي نوع من الضمير المعبر عن المطالب العميقة للشعب وللثورة، تقترب أحيانًا من التنظيم فتجر “العقل الحسابي”، وتتحلل أحيانًا فيخلو المجال للكتلتين الأوليين، وكان لها دور محدد في الأشهر الأولى، ولا تزال تمثل ضوءًا أحمر خاصة في الملف الاجتماعي والحقوقي.
 ويرى الكاتب أن الدمج والتدافع بين هذه الكتل الثلاث يسير في طريق إيجابية ربما يعود بالنفع على الثورة التونسية مع مرور الزمن. 
مكتسبات حقيقية
من زاويته يرى الدكتور عبد الرحمن الشيعاني – أستاذ السياسة جامعة صنعاء- أن التونسيين حتى الآن حققوا من ثورتهم الكثير من المكاسب، على رأسها انتخابات نزيهة ودستور كفل لهم الحقوق الفردية والجماعية ونظام سياسي متوازن إلى حد كبير، وهيئات تتمتع بشيء كبير من الاستقلال على حد قوله. 
ويؤكد أن التونسيين اليوم أمام فرصة تجديد روح الثورة، من خلال معالجة السبب الأساسي لتواضع الإنجاز في بعض المسارات، وهو الخلل القيادي.
ويتاعب الدكتور الشيعاني، فلاشك أن البلاد بحاجة إلى توافق إدماجي واسع يستمر سنوات، يوازن بين التنافس والتكامل، ويرسم خريطة طريق لإصلاحات عميقة، من خلال إبرام توافقات كبرى سياسية واجتماعية تغير نوعية حياة المواطنين. هذه مهمة المرحلة: بذل كل الجهود لملء الفراغ القيادي بتشكيل تحالفات قوية.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023