بعد تكليل مشاركة 18 طيار مصري بأمر من السيسي في قاعدة حماة ومساهمتهم في غارات جوية ضد مدينة حلب وتحقيق انتصار لصالح بشار الأسد والميليشيات الإيرانية، بدأت بوادر تكرار هذا السيناريو في العاصمة الليبية طرابلس حيث استقبل مطار القاهرة أول أمس وفدًا عسكريًا يتبع خليفة حفتر قائد الانقلاب في ليبيا، برئاسة محمد أبو القاسم صالح.
تدخل سابق
وسبق للسيسي أن استغل حادثة ذبح مسيحيين مصريين على يد ما يسمى بتنظيم “الدولة الإسلامية” في ليبيا، وهى الحادثة التي لم يتم تأكيدها ويعتريها الشك، ووجه طيران نظام السيسي ضربة جوية لمناطق تمركز الثوار في درنة، بعيداً عن “سيرت” التي ذبح فيها المسيحيين، مما زاد الشكوك تعقيدًا.
ولم تكن الضربة الجوية التي شنها نظام السيسي هي الأولى من نوعها إلا أنها الأولى التي يعترف بها، ففي 26 أغسطس 2014 كشفت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسئولين أمريكيين أن مصر والإمارات قامتا بضربات جوية سرا ضد مواقع تابعة لثوار طرابلس، والتي تقاتل ميليشيات مسلحة في العاصمة الليبية، وذلك في مرتين خلال الأشهر الماضية.
السيسي أعلنها مبكرا
وقال السيسي في مقابلة بثتها إذاعة «أوروبا 1» الفرنسية في وقت سابق: إنه «ما من خيار آخر في ضوء موافقة شعب ليبيا وحكومتها ودعوتهما لمصر بالتحرك».
وأوضح السيسي لراديو طأوروبا 1» أنه يرغب في الحصول على قرار من مجلس الأمن لتشكيل تحالف بشأن ليبيا.
البحث عن النفط
يقول الدكترو عطية عدلان عضو “التحالف الوطني لدعم الشرعية”، أنه مثلما جنى نظام السيسي مكاسب من سقوط حلب في سوريا، أهمها انخراطه في الحلف الذي تقوده روسيا والغنائم العسكرية التي سيحصل عليها وتثبيت دعائم نظامه خارجياً، قد يفوز السيسي بنصيب كبير من النفط حيث لمح سابقا بأنه أمامه فرصة كبيرة للاعتداء على ليبيا وسط تلك الظروف والاستيلاء على نفطها.
وأكد عدلان في تصريح لـ”رصد” أن السيسي يطمح في تطبيق النموذج المصري في طرابلس بقياد العسكر، المتمثل بحليفه “خليفة حفتر”، الذي بدوره يقوم بعزل الإسلاميين وإقصائهم من الحكم.
المشاركة صعبة
ورأى اللواء عادل سليمان الخبير العسكري في تصريح لـ”رصد”، إن مشاركة الجيش المصري في عملية مسلحة في ليبيا لن تكون بسيطة خاصة وأن الفرصة كانت مفتوحة أمام قوات الناتو لكن انقسام القوى بين فصيلين متناحرين في ليبيا يصعب مهمة انتصار احدهم عن الأخر.
وأشار إلى أن أي تدخل للجيش المصري خارج الحدود سواء أدرك السيسي أم لم يدرك، هو بمثابة إغراق للجيش في المستنقع الليبي، وكذلك إضعاف للحلقة الأخيرة والأقوى في الجيوش العربية خدمةً للكيان الإسرائيلي، تماماً كما حصل في العراق وسوريا، وهذا ما تريده أمريكا حالياً من السيسي.