ثلاثة حوارات أجراها وزير الخارجية المصري سامح شكري مع فضائيتين أميركيتين وصحيفة مصرية على مدار اليومين الماضيين، كشفت الوجه الآخر لعبدالفتاح السيسي، حيث أكد أن الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب يشبه السيسي لا سيما في ما يتعلق برؤيته لمكافحة الإرهاب.

ويتواجد شكري حاليًا، في أطول زيارة يقوم بها وزير خارجية مصري للولايات المتحدة، في محاولة لإقناع الإدارة الأميركية بزيادة المساعدات العسكرية، وتوثيق الروابط المشتركة معها، على حد قوله.

وكان شكري قال في لقائه مع رئيس لجنة الخدمات العسكرية بمجلس النواب الأميركي ماك فورنبري، بواشنطن، أمس الثلاثاء، إن “برنامج المساعدات العسكرية لمصر يتطلب المراجعة، وذلك بعد مرور أكثر من 30 عامًا على إطلاقها”.

ومن جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، إن شكري أجرى لقاءات مكثفة في اليوم الأخير من زيارته إلى واشنطن، وأنه حرص في لقاءاته كافة على تقديم عرض شامل لتطورات الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بمصر.

وبحسب “أبو زيد: “تطرقت لقاءات شكري أيضًا إلى برنامج المساعدات العسكرية والاقتصادية الأمريكي لمصر، حيث تم التأكيد على أهمية استمرار الدعم الأمريكي لمصر، بل وزيادة حجم هذا البرامج كي يتواكب مع حجم التحديات المتزايدة التي يواجهها الجيش المصري، سواء فيما يتصل بجهود مكافحة الإرهاب، أو ما يتصل بتعزيز ودعم الاستقرار والسلام بمنطقة الشرق الأوسط”، وفق قوله.

مرسي رئيس منتخب بشكل ديمقراطي

واعترف وزير الخارجية سامح شكري بأن الدكتور محمد مرسي رئيس منتخب بشكل ديمقراطي، ليُظهر للعالم- عن دون قصد- أن الاطاحة بالدكتور مرسي كان أمرًا مقصودا للإستيلاء على الحكم من قبل وزير الدفاع آنذاك عبدالفتاح السيسي.

تفاصيل الحوار  جاءت عندما اعترض شكري على وصف “الانقلاب”، الذي استخدمه بليتزر، بدعوى أن ما حدث في مصر ليس انقلابًا، قاطعه بليتزر قائلا: “لقد نظم الجيش ما حدث، وقتما كان السيسي وزيرًا للدفاع”.

فقال شكري: “الجيش لم ينظم ذلك، بل نزل 30 مليون مصري إلى الشوارع، وحماهم الجيش”.

وسأله المذيع: “محمد مرسي قائد إخواني، وتسبب في مشكلات بمصر لكنه كان رئيسًا منتخبًا بشكل ديمقراطي، أليس كذلك؟”، فرد شكري: “نعم.. لا جدال في ذلك”، وقال مستدركًا: “لكنه (أي مرسي) لم يكن ديمقراطيًا”.

وعقب المذيع: “إنه في السجن”. فعلّق شكري: “نعم إنه كذلك، وفقًا لقضاء العقوبات الباقية التي قررتها المحاكم، علمًا بأنه قد تمت تبرئته من بعضها”، على حد قوله.

وتناول الإعلامي المقرب من النظام، عمرو أديب الحوار بغضب شديد عبر برنامجه “كل يوم”، عبر فضائية  “ON E“، أمس الثلاثاء، متهما قناة “CNN” بالهجوم على المسؤولين المصريين بعكس ما يحدث مع أي مسؤول عربي آخر.

وقال “أديب” أنه ليس من المعتاد بالنسبة لقناة “CNN” أن يقوم المذيع بالجدال مع المسؤول في الحوار بهذه الطريقة.

تفاؤل السيسي بـ “ترامب”

ولم يكتفي شكري بالحوار الأول، إنما أجرى حوارًا آخر، ولكن هذه المرة مع صحيفة مصرية وهي “الشروق”، اليوم الأربعاء، كشف فيها عن أن السيسي وجه الدعوة لترامب لزيارة مصر، وأنه كان هناك حديث عن رغبة السيسي في زيارة الولايات المتحدة، لكن لا توجد تواريخ محددة لذلك، بحسب قوله.

وحول تفاؤل القيادة المصرية بالرئيس الأميركي الجديد، قال “نستخلص من التصريحات التي أدلى بها ترامب وجود وضوح للرؤية فيما يتعلق بتحقيق الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، والتعامل مع الإرهاب”.

وأضاف: “هذه الرؤية قريبة من الرؤية المصرية، فهناك أرضية مشتركة يمكن البناء عليها؛ لكي تكون العلاقة أكثر يسرا”.

تشابه السيسي و”ترامب”

وفي حواره الثالث، مع شبكة “PPS” الأميركية، أشار شكري إلى وجود أوجه تشابه بين وجهات نظر ترامب والقاهرة، وفق قوله.

وحول لقائه مع نائب ترامب، أكد شكري أن “ترامب يمتلك رؤية واضحة تتعلق بالظروف والتحديات التي تواجه الشرق الأوسط”.

وأضاف: “نتطلع لما سمعناه من ترامب عن سياسته، ورؤيته للوضع في الشرق الأوسط”، مشيرا إلى أن: “ثمة قدر كبير من التشابه في تلك الرؤية يتعلق بالقضاء على الإرهاب، وكيفية استعادة الاستقرار في المنطقة”.