جاء استقبال بعض أعضاء مجلس العموم البريطاني للوفد البرلماني المصري فاترًا؛ وهو ما أصاب الوفد المصري بالصدمة، خاصة وأنه كان يهدف إلى عقد لقاءات مع رئيس مجلس العموم البريطاني، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية، وأعضاء مجلس العموم، لتوضيح وجهة نظر نظام السيسي بشأن تقرير لجنة العلاقات الخارجية بمجلس العموم، والذى يبرئ جماعة الإخوان المسلمين من العنف والإرهاب
الإخوان تمثل 50% من الشعب
إلا أن وفد البرلمان المصري تعرض لصدمة كبيرة، عندما قال له رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس كريسبين بلانت: “إن جماعة الاخوان تمثل 50 % من الشعب المصري، وإنه كان يجب أن تستمر في الحكم لوصولها إليه عن طريق الانتخابات”.
وأثارت هذه التصريحات والاستقبال السيئ للوفد المصري غضب أعضاء الوفد الذين لم يكونوا يتوقعون هذا الاستقبال، ومثّل صدمة لهم مما جعلهم يهاجمون النظام البريطاني ويصفونه بالإرهاب.
غضب نواب السيسي
وصرح النائب طارق الخولى – أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، عضو الوفد البرلماني المصري من المجموعة البرلمانية المصرية البريطانية، والمتواجد الآن فى لندن – بأن الوفد المصري قد التقى صباح أمس، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس العموم البريطانى، كريسبين بلانت بناء على طلبه لقاء الوفد المصري، وقد استعرض بلانت في بداية الاجتماع تقريره الذى أعده عن نشاط جماعة الإخوان فى بريطانيا.
وعن تصوره إزاء ما يسمى بالإسلام السياسى، وأنه لا يمكن أن ينتمى للإخوان فى ظل أنه ملحد وشاذ، وإنما يرى من خلال مشاركته فى اعتصام رابعة أن الشعب المصرى منقسم لفريقين، وأن 50% ينتمون للإخوان، وبالتالي كان يجب أن يبقى الإخوان في الحكم؛ لأنه تم انتخابهم ديمقراطيًا.
وفى تعليقه على ذلك خلال الاجتماع توجه له الوفد المصري بعاصفة من الانتقادات، حيث استهل طارق الخولي حديثه لبلانت بأن هتلر قد انتخب ديمقراطيًا ورغم ذلك قتل الملايين وتسبب في كوارث للشعب الألماني، وأضاف الخولي أن نسبه الإخوان 50 % من الشعب المصرى خطأ فادح، والدليل على ذلك خلو الشوارع فى 11 / 11 الماضي.
أيمن نور: وفد السيسي لا يعبر عن الشعب
ومن جانبه قال الدكتور أيمن نور – مؤسس حزب غد الثورة والمرشح الرئاسي الأسبق – أن الدبلوماسية الشعبية دبلوماسية مؤثرة ومفيدة طالما توفر فيها المصداقية المطلوبة، لكن زيارة الوفد المصري الأخيرة لبريطانيا كشفت أن الدبلوماسية في مصر هي أحد أدوات النظام تعبر عنه أكثر ما تعبر عن الشعب المصري.
وأضاف نور في تصريح خاص لرصد، أنه لم يكن متوقعًا أن تُستقبل وفود نظام السيسي بالورود، بل كان هناك شكل من أشكال الصد وعدم القبول بوفد برلماني يعبر عن النظام ولا يعبر عن الشعب.
وأكد نور أن الموقف البريطاني هو موقف مبدئي وظهر هذا في زيارة السيسي التي استقبل فيها استقبالًا فاترًا ورافضًا لزيارته، وبالتالي كان استقبال الوفد على النمط نفسه.
وقال نور أما عن كلام بعض أعضاء الوفد أن بريطانيا تساند الإرهاب؛ فهو شكل من اللغو السخيف، وضمن منطق النظام الحالي أن كل من ليس معنا فهو إخوان أو إرهاب، فالجميع متهم بالمؤامرة ضد السيسي وضد نظامه، بينما الحقيقة أن هذا النظام هو المؤامرة ومن لا يريد التورط مع هذا النظام لا يريد أن يكون ضمن المؤامرة.
وأشار نور أن موقف بريطانيا من الإرهاب واضح وصريح، ولا يحتاج إلي شهادة بعض رجال هذا النظام، ولكن هذا البرلمان لديه قصور، وليس لديه نظرية لإمكانية دمج مصر وفقًا للقواعد الدولية.
وكشف نور عن أن اعضاء تنظيم الدولة الإسلامية يتدفقون إلىسيناء من سوريا وسرت بليبيا، وسط تراخي من النظام المصري في التعامل معهم.
وأضاف نور في تصريحه لـ”رصد”، أن النظام الذي يدّعي أنه يواجه الإرهاب في سيناء هو ما يتعامل بسلبية أكثرمع تدفق تنظيم الدولة إلى سيناء، فهذا الخطر يقلق كل من له ضمير، حيث تتحول مصر إلى بؤرة من بؤر تنظيم الدولة وهذا يحدث والنظام فاقد للوعي.
وأوضح نور أن من يريد أن يستعيد السياحة لا بد أن يستعيد الأمن والاستقرار وليس العكس، متسائلاً من سيذهب إلى سيناء وهي معقل للإرهاب؟ مضيفًا: بدلاً من أن يصدق النظام في وعده ويطهر سيناء من الإرهاب؛ يعتبرها شماعة، ولهذا يترك سيناء لتنظيم تعرّض لهزائم كي يهرب بعض قيادته إليها.
وقال نور إننا ننظر من منطلق وطني وليس سياسيًا أو حزبيًا، ونحذر لخوفنا على مصر.. وهذا خطر حقيقي.