اعتبر حقوقيون أن تصريح عبدالفتاح السيسي حول إيواء مصر لخمسة ملايين لاجئ، وطلبه دعم المجتمع الدولي لمصر – محاولة منه للحصول على مساعدات دولية، مؤكدين أن الرقم الذي أعلنه السيسي غير حقيقي، وأن إعداد الاجئين في مصر أقل من هذا بكثير.
السيسي يطالب البرلمان الأوروبي بمساعدات
قال السيسي خلال لقائه بالقاهرة، امس الأحد، مع وفد من أعضاء البرلمان الأوروبي، الذي رأسه رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي، المار بروك، بحضور وزير خارجيته، سامح شكري: إن الشعب المصري يستحق وقوف المجتمع الدولي إلى جانبه لمواصلة مسيرته التنموية، بالنظر إلى ما قدمه من تضحيات كبيرة في إطار تصديه للإرهاب، ورفضه للفاشية والكراهية والتطرف.
وصرح المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، علاء يوسف، بأن السيسي رحب بالوفد، وأكد أن مصر تتحمل أعباء من جراء استضافتها لما يقرب من خمسة ملايين لاجئ، توفر لهم الدولة الخدمات ذاتها، التي يحصل عليها المواطن، وخاصة في مجالات الصحة والتعليم.
وأشار السيسي إلى ما تبذله مصر من جهود لمكافحة الهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى تنفيذها للعديد من المشروعات التنموية التي توفر فرص عمل للشباب لإثنائهم عن الإقدام على الهجرة غير الشرعية، وفق المتحدث الرئاسي.
واستعرض السيسي تطورات الأوضاع على الصعيد الداخلي، مشددا على أهمية زيادة التشاور والتنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبي، في ضوء ما تشهده المرحلة الحالية من تحديات ومخاطر مشتركة تؤثر على الشرق الأوسط وأوروبا، مثل انتشار التطرف، والإرهاب، وأزمة الهجرة واللاجئين.
ولم تكن هذه هي أول التصريحات التي يطلقها السيسي حول إيواء مصر هذا العدد من اللاجئين، فقد سبقها تصريحات سابقة ذكر فيها السيسي نفس العدد، حيث ألقى كلمة في سبتمبر الماضي، بقمة الأمم المتحدة حول اللاجئين والمهاجرين، اكد فيها أن مصر تتحمل أعباء استضافة قرابة خمسة ملايين لاجئ، مسجلين وغير مسجلين، وتعمل على توفير الحياة الكريمة لهم، دون عزلهم في مراكز إيواء، وتوفر لهم الخدمات بالمساواة مع المصريين.
أعداد اللاجئين
ويأتي إصرار السيسي، على رقم الخمسة ملايين لاجئ بمصر، على الرغم من أن هناك إجماعا، فيما يتعلق بأرقام اللاجئين السوريين في البلاد، على أن عددهم لا يتعدى 400 ألف شخص، وهو ما كشفته وزارة الخارجية المصرية نفسها، في أحدث تعداد لها، إذ كشفت عن وجود 350 ألف سوري، وأنه مسجل منهم 140 ألفا بمفوضية اللاجئين، كما جاء حصر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة، مخالفا لما يتم الإعلان عنه في خطب السيسي ولقاءاته، إذ أعلنت المفوضية أنها سجلت حتى أغسطس الماضي 187 ألف لاجئ و838 طالب لجوء في مصر، منهم 116 ألف سوري (62%)، يتبعهم 31 الف سوداني، وقرابة 11 ألف أثيوبي، وألف صومالي، وسبعة آلاف عراقي، علاوة على جنسيات أخرى.
وقالت المفوضية المصرية لشؤون اللاجئين، أن أعداد الاجئين وصل إلى 186 ألف لاجئ، بينهم نحو 131 ألف سوري، إضافة إلى لاجئين من 60 دولة أخرى، أكثرهم من السودان والصومال، ناهيك عن اللاجئين الليبيين في مصر.
المانيا: ترحيل اللاجئين لمصر
وأعلن وزير ألماني بارز عن خطة غامضة لترحيل 500 ألف لاجئ إلى مركز في مصر قال إن الظروف مهيأة للاتفاق بشأنه مع القاهرة.
وكتب توماس ستروبول وزير داخلية ولاية بادن-فورتمبيرغ، في جنوب ألمانيا، عن خطته بالتفصيل في مقال نشره امس الأحد في صحيفة ألمانية، ويستعد لعرض المبادرة الثلاثاء على مؤتمر لوزراء داخلية ولايات ألمانيا، عبر ورقة بعنوان: “من يفقد حقه في الإقامة.. يجب أن يرحل”، بحسب صحيفة “صنداي إكسبريس” البريطانية.
ولم يكشف الوزير عن أسباب اختيار القاهرة، ولا عن موقف الحكومة المصرية من هذه الفكرة، ولكنه قال إن مصر يمكن أن تستقبل السفن التي تحمل اللاجئين المرحلين عبر البحر المتوسط، وإن الفرصة سانحة لإبرام اتفاق.
ولم يصدر من القاهرة تعليق رسمي على تصريحات الوزير الألماني.
وأعلن ستروبول أن نظام ترحيل اللاجئين الذين يتم رفض طلباتهم للجوء في ألمانيا بطيء للغاية لأنهم يحاربون ضد ترحيلهم من خلال قضايا يسدد رسومها دافعو الضرائب وتساندهم فيها جمعيات حقوق الإنسان.
أبوخليل: مفاوضات لنقل اللاجئين إلى مصر
أكد الناشط الحقوقي هيثم أبوخليل، أن الاتحاد الأوروبي يسعى الى إيجاد مكان بديل للاجئين بدلا من تركيا، نتيجة للخلافات مع تركيا في هذا الملف.
قال أبوخليل في تصريح خاص لـ”رصد”: ان المكان الجديد للاجئين سيكون مصر حيث أن هناك مفاوضات جدية تتم حاليا مع النظام المصري في هذا الملف، وأنها ستدخل حيز التنفيذ قريبا جدا، حيث يتم التفاوض حاليا حول نقل 45 الف لاجئ من تركيا الي مصر.
وأشار ابوخليل الى أن الاتحاد الأوروبي يرى ان مصر مكان مناسب، حيث ان تكلفة وجود اللاجئين في مصر لن تكلفه كثيرا بالمقارنة بتركيا.
واضاف أبوخليل : تصريح السيسي عن أن مصر بها 5 مليون لاجئ، هو يحاول أن يخفي ما هو قادم، حيث أنه يعلم جيدا ان هناك أعداد دقيقة لعدد الاجئين في مصر.
وأوضح أبوخليل أن الاتحاد الأوروبي سيدفع بسخاء في مسألة اللاجئين.