حالة من الجدل حول تقرير موقع “جيوبوليس” التابع للتليفزيون الفرنسي، في تقرير تحت عنوان “مصر وسوريا: الرئيس السيسي يدعم رسميًا الأسد”، والذي أكد أن السيسي اتخذ خطوة جديدة في تحديه للسعودية بإعلان دعم جيش بشار الأسد ضد الثورة، الأمر الذي يجعله يخاطر بـحدوث خلاف كبير مع السعودية أبرز داعميه.
معركة الكونغو تستنزف نصف احتياطي الذهب
منذ عام 1960م أرسل جمال عبد الناصر الجنود المصريون إلى الكونغو لدعم الزعيم الإنجوليلومومبا، وهي المغامرة التي قيل أنها استنزفت نصف احتياطي مصر من الذهب،
معركة اليمن
وتؤكد وقائع مغامرات العسكر أنه في 26 سبتمبر 1962م أرسل مرة أخرى القوات المسلحة المصرية إلى اليمن لدعم الثورة اليمنية التي قامت على غرار الثورة المصرية ومحاكاة لها، في حين أيدت المملكة السعودية الإمام اليمني المخلوع، وهو ما أدى إلى توتر العلاقات المصرية السعودية، ويذكر معارضو عبد الناصر “بأن ذلك كان له أثره السيئ في استنزاف موارد مصر وإضعاف قوتها العسكرية، وكانت أبرز عواقبه الوخيمة تلك الهزيمة العسكرية الفادحة التي منيت بها القوات المسلحة في حرب 1967م”.
الحرب الأهلية النيجيرية “حرب بيافرا”
اندلعت هذه الحرب بعد إعلان الحاكم العسكري لإقليم شرق نيجيريا “الكولونيل أوجوكو” الانفصال عن الدولة واستقلال الإقليم في 30 مايو عام 1967، وأطلق على الإقليم “جمهورية بيافرا”، وهو ما دفع الحاكم العسكري النيجيري يعقوب جون لإعلان حالة الطوارئ استعدادا للحرب؛ لاستعادة الإقليم الشرقي الذي منع المسيطرون عليه توريد عائدات النفط للحكومة المركزية.
وقرر عبد الناصر مساندة التدخل عسكريا لدعم “جون”، وذلك عن طريق إرسال طيارين مصريين إلى نيجيريا، شريطة أن يكونوا من الطيارين المتقاعدين، رغم أن مصر وقتها لم تكن قد أفاقت بعد من آثار هزيمة 5 يونيو.
وشارك هؤلاء الطيارون في العمليات الجوية ضد “بيافرا” حتى عام 1970، كما أنشأوا كلية طيران في “لاجوس” لتدريب الطيارين النيجيريين.
ضرب ليبيا 1977
بعد تطاول معمر القذافي على القيادة المصرية وتدخله في شأن مصر، عام 1977على خلفية اتفاقية السلام مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، تدهورت العلاقات بين مصر وليبيا.
وفي يونيو طرد القذافي حوالي ربع مليون عامل مصري من ليبيا، وحشد القذافي مظاهرات حاولت تقتحم الحدود المصرية للوصول وأمر القذافي بضرب مدينة السلوم الحدودية المصرية بالمدافع.
في 21 يوليو 1977 إبتدت العمليات العسكرية والمعارك على حدود البلدين ودخل الجيش المصري ليبيا وهاجم الطيران المصري المطارات والقواعد العسكرية التابعة لنظام القذافي، وبدأت تدخل أطراف دولية حصلت هدنة في 24 يوليو 1977، وخلصت الحرب ثاني يوم، في يوم 25 يوليو 1977، وانسحبت القوات المصرية من المدن والأماكن التي احتلتها في ليبيا.
ضرب قبرص 1978:
في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، لم تقم القوات المسلحة المصرية بأية تداخلات عسكرية خارجية سوى قصف جزيرة قبرص في 18 فبراير عام 1978، ردا على مقتل الروائي ووزير الثقافة المصري يوسف السباعي في ذلك الوقت.
وتعود الواقعة إلى قيام شخصين أحدهما فلسطيني الجنسية والآخر عراقي، بإيعاز من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، بإطلاق الرصاص على السباعي أثناء مشاركته مؤتمر التضامن الأفرو أسيوي، بفندق هيليتون بقبرص.
وقاما القاتلان باحتجاز 30 من أعضاء الوفود المشاركين في مؤتمر التضامن كرهائن، مهددين باستخدام القنابل اليدوية في قتل الرهائن، ما لم تستجب السلطات القبرصية لطلبهما بنقلهما جوًّا إلى خارج البلاد، سرعان ما لبت السلطات القبرصية طلب القاتلين وتقرر إقلاعهما على طائرة قبرصية من مطار لارنكا، وأطلق منفذا العملية سراح معظم الرهائن، بينما واصلا احتجاز إحدى عشرة رهينة من بينهم أربع رهائن مصريين، ثم أقلعت بهم الطائرة من قبرص، لكن عدة دول رفضت أن تهبط بها طائرة الرهائن، من بينها ليبيا وسوريا واليمن الجنوبية وبعد هبوط اضطراري في جيبوتي تقرر عودة الطائرة إلى مطار لارنكا.
وقام السادات بإرسال طائرة تقل مجموعة من رجال الصاعقة إلى قبرص؛ للقبض على منفذي العملية، وتحرير الرهائن المحتجزين، وطلب قائد الطائرة العسكرية المصرية رخصة للهبوط في مطار لارنكا، قائلًا: إن على متن الطائرة وزيرا مصريا حضر للتفاوض مع الخاطفين.
وكانت السلطات القبرصية قد توصلت في تلك الأثناء إلى اتفاق مع القاتلين على إطلاق سراح الرهائن مقابل الحصول على جوازات سفر قبرصية، إلا أن قائد قوات الصاعقة المصرية سارع بإعطاء أوامره بالتحرك والهجوم الشامل.
ومع بدء الهجوم المصري هاجمت قوات الحرس الوطني القبرصي قوات الصاعقة المصرية، ودارت بينهما معركة استمرت قرابة الخمسين دقيقة، وأسفرت عن تدمير الطائرة العسكرية المصرية وقتل خمس عشرة من قوات الصاعقة المصريين، وجرح ما يزيد على ثمانين مصابا من الطرفين، وتم القبض على من تبقى من قوات الصاعقة المصرية.
وفي اليوم التالي، طلب رئيس الوزراء وقتها ممدوح سالم من الدكتور بطرس غالي وزير الدولة للشئون الخارجية أن يتجه إلى قبرص ليتفاوض مع السلطات؛ لاستعادة رجال الصاعقة المعتقلين والعودة بجثث الضحايا، عاد الجنود بكامل أسلحتهم منفذين شرطًا قبرصيا أن يضعوها في صناديق مغلقة في باطن الطائرة التي ستقلهم إلى القاهرة.
وأسفرت هذه الأحداث عن إعلان مصر قطع علاقاتها مع قبرص وسحب اعترافها بالرئيس القبرصي “سيبروس كابرينو” واستدعاء بعثتها الدبلوماسية من “نيقوسيا”، كما طالبت الحكومة القبرصية سحب بعثتها الدبلوماسية من القاهرة.
حرب الخليج الثانية 1991
أما في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، فقد شاركت القوات المسلحة في حرب تحرير الكويت، عقب غزو العراق لها، في أغسطس عام 1990، ضمن تحالف دولي قادته الولايات المتحدة بمشاركة 30 دولة منها مصر.
وشاركت مصر بقوة مكونة من 35 ألف جندي توزعت بين أسلحة المدرعات والمشاة الميكانيكية والصاعقة والأسلحة المتخصصة، وتمركزت القوات المصرية على يسار الحدود الكويتية، ووفقا للتقديرات فإن الخسائر البشرية لمصر في هذه الحرب كانت حوالي 10 جنود.
في مقابل مشاركة مصر في تحالف حرب الخليج، تم إسقاط حصة كبيرة من الديون المصرية وقتها من قبل الولايات المتحدة واليابان وقطر، إضافة إلى إعادة جدولة باقي الديون خلال مدة 25 سنة، كما حصلت مصر على مساعدات مالية من الكويت والسعودية وبعض دول أوروبا، أودع الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك جزءًا منها في البنك المركزي المصري، وهي الوديعة المعروفة بـ”وديعة حرب الخليج”.
التدخل العسكري في ليبيا:
وبعد سيطرة المجلس العسكري في يوليو 2013، قامت القوات المسلحة بشن ضربات جوية على معاقل الثوار في ليبيا، حيث ذكرت وكالة “أسوشيتد برس”، في أغسطس الماضي، أن طائرات مصرية شاركت مع طائرات إماراتية في قصف مدينة بنغازي الليبية، وذلك لمساعدة قوات اللواء خليفة حفتر، قائد عملية الكرامة الليبية وقائد “الجيش الوطني الليبي”، وقائد سلاح الجو الليبي صقر الجروشى، المناهضين لـ”غرفة ثوار ليبيا”، في انقلابه العسكري الذي حاول تنفيذه ضد الحكومة والبرلمان المنتخب في فبراير الماضي.
حماة
كشفت مصادر صحافية مقربة من النظام السوري، انضمام 18 طيارا إلى قاعدة حماه الجوية، وأن أواخر شهر يناير المقبل سيكون ساعة الصفر التي سترتفع بعدها وتيرة الانخراط المصري العسكري في سوريا، حسب ما نشرته صحيفة “القدس العربى”.
وكان السيسي، في مقابلة مساء الثلاثاء الماضى مع قناة “آر بي تي” التلفزيونية الرسمية في البرتغال، نقلها التلفزيون الرسمي المصري زعم إن “الأولى لمصر أن تدعم الجيش الوطني في ليبيا وكذلك في سوريا وأيضاً العراق، من أجل فرض الأمن في هذه البلدان”، مما دفع المحاور أن يسأل “هل تقصد بالجيش الوطني في سوريا، الجيش السوري؟ أجاب السيسي: نعم”.
وفى هذا السياق قالت صحيفة “السفير” اللبنانية أمس الخميس، أنه منذ الثاني عشر من شهر نوفمبر الحالي، تعمل في قاعدة حماه الجوية وحدةٌ مصرية تضم 18 طياراً، ينتمون إلى تشكيل مروحيات بشكل خاص.