سلط تقرير لصحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأميركية الضوء على ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الفترة الأخيرة، وهو ما أدى إلى ارتفاع سعر الكشري الذي لم يعد طعامًا للغلابة.
وقالت الصحيفة إن الكشري المعروف “بطبق الغلابة” أصبح أعلى تكلفة، وخلال خمس سنوات تضاعف سعر الكشري ليصل سعر الطبق الكبير منه إلى 1 دولار، وهو ما يعد مبلغًا كبيرًا بالنسبة للمصريين، فيما يحذر أصحاب المحلات من ارتفاعه إلى أكثر من ذلك.
تقول شادية محمد: “كل شىء الآن أصبح غالي الثمن، من سكر إلى أرز ولحم ،ولا يستطيع الناس تحمل أكثر من ذلك” وتضيف الأرملة التي تعول خمسة أبناء “الجميع متضايق من ذلك”
وتلفت الصحيفة إلى ارتفاع أسعار الطعام مع تدمير الاضطرابات السياسية للاقتصاد ، وإلحاق الضرر بالسياحة ،التي تعد بمثابة مصدر كبير للدخل ،وعقد ارتفاع سعر البترول من المشكلة ،وفي بلد مثل فيه ارتفاع أسعار البترول مصدراً للاضطرابات الشعبية ، هناك مخاوف حول الظواهر الأخيرة من نقص في لبن الأطفال والسكر ، إلى انتشار اللحوم والخضروات الملوثة ، والآن يتكلف الكشري دولار واحد .
وتشير الصحيفة إلى ارتفاع أسعار مكونات الكشري بسبب استيراد معظم مكوناته من الخارج ،فيما يعاني القطاع الزراعي من انتشار الفساد ، وهو ما يزيد من غضب الجمهور ،وتحقق النيابة العامة الآن في إتهامات بسرقة مسئولين في وزارة الزراعة حوالي 60 مليون دولار من المبالغ المخصصة لشراء القمح من الفلاحين .
ومع وقوف الغضب الشعبي بسبب الاقتصاد وراء الشغب المميت إبان حكم الرئيس السادات في السبعينيات من القرن الماضي والتسبب في الإطاحة برئيسين هما مبارك ومحمد مرسي ، تقلق مصر الآن من “ثورة الغلابة”
ويقول “اتش ايه هيلر” الزميل الغير مقيم بمعهد “أتلانتك””الحكومة قلقة بوضوح من أن تؤدي أسعار الطعام المرتفع والإجراءات التقشفية الأخرى إلى إشعال الإضطرابات ، وهو ما سيكون من الصعب إيقافه” ،ويضيف “شغب هنا ،وشغن هناك ،ثم تندلع النيران ، وهو ما يقلق منه الناس”
وترى الصحيفة أن ما تصفه باندلاع الفوضى في أعقاب الربيع العربي يقف كعائق أمام من لا يرغبون في انزلاق مصر إلى عنف سوريا واليمن ،ويقول “تيموثي كالداس” الزميل الغير مقيم بمعهد التحرير “قام المصريون بثورتين وأطاحوا بحكومتين ، وبعد كلا الثورتين ازداد وضعهم سوءاً ، وهذا زرع في الناس الحذر من القيام بهذا الأمر مجدداً”
وتستطرد الصحيفة “بالرغم من ذلك ،فإن هناك حالة عدم رضا بسبب التضخم السائد” ،ويقول “هيلر” أن والدته التي تقيم بالقاهرة اشترت غسالة أطباق ،طلبوا منها 50 بالمائة زيادة في السعر .
ويؤكد الخبراء أن سعي الحكومة لتقديم الدعم النقدي للفقراء لن يحقق النتائج المرجوة منه لأنه من الصعب تحديد المستحقين ، فيما يؤكد كثيرين أن خفض الدعم وتعويم العملة سيزيد من أعباء الفقراء في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار الخضروات والفاكهة بنسبة 36 بالمائة مقارنة بالعام الماضي .