* فرص فوز ترامب لا تتعدى 8 بالمائة فقط
* الولايات المتحدة تدعم الجيش المصري ماليًا ومن الصعب تغيير ذلك
* هزيمة التحالف لتنظيم الدولة.. ممكن
* الإسلام المعتدل لم يمت؛ لكنه في خطر
* رد فعل الجمهور على إلغاء الدعم ربما يزعزع الاستقرار في مصر
أكدت أماندا كادلك – خبيرة بشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤسسة “راند” للأبحاث – أن خفض الدعم سيكون سببًا رئيسيًا في عدم استقرار نظام السيسي.
وحول الانتقادات التي وجهت لجماعة الإخوان المسلمين أثناء الحكم، أجابت في حوارها لـ”رصد”: ربما يكون أكبر خطأ هو إعلان الإخوان المسلمين عدم الترشح للرئاسة، وبعد ذلك تم الترشح، وهو ما يعد أول إجراء في سلسلة أخطاء أدت في النهاية إلى فقدان ثقة الجمهور، وبخلاف النهضة فقد عملت جماعة الإخوان المسلمين في مصر بمستوى أقل بكثير مما يجب أن يكون عليه.. تقاسم السلطة هو المكون الأساسي للديمقراطية، ومرسي فشل في هذا الجانب.
وحول توقعاتها للانتخابات الأميركية، أشارت “كادلك” إلى أن فرص نجاح ترامب لاتتعدى 8%.
– نص الحوار:
** حال فوز “دونالد ترامب ” برئاسة أميركا.. ماهو تأثير ذلك على السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ؟
– فرص “ترامب” في الفوز بالرئاسة ضعيفة للغاية، ووفقًا لمراكز استطلاع الرأي الرسمية وبسبب بنية النظام الانتخابي الأميركي، فإن فرصته بالفوز هي 8 بالمائة فقط.
في حال فوزه فإنه من الصعب تقييم تأثير ذلك على السياسة الخارجية في المنطقة، فبرنامجه الانتخابي ضعيف في هذا الجانب، إذ أنه يعلن عن رغبته في هزيمة “تنظيم الدولة”، واتخاذ مواقف صارمة ضد إيران، ونظرًا لاستعداده للعمل مع “بوتين”، فإن مصالح الولايات المتحدة ربما تتأثر سلبًا لصالح روسيا.
أميركا والشعوب العربية
** كيف يمكن بناء الاحترام المتبادل بين الشعوب العربية والشعب الأميركي؟
– الإجابة تذهب إلى أبعد من مستوى السياسة الخارجية، لكن في النهاية كل دولة لها مصالحها الخاصة، والولايات المتحدة تراعي ذلك عند التعامل مع الدول الأخرى، وأميركا لديها علاقات في كافة أرجاء المنطقة تتعارض أحيانًا مع قيمها.. العالم مكان معقد، ومسؤولي الحكومة الأميركية في واشنطن يبذلون أقصى ما في وسعهم للتفاعل وفقًا للسلوك اللائق.
** كيف يمكن الرد على من يروجون للدعايا المعادية للولايات المتحدة والذين دائمًا ما يشيرون إلى الدعم المستمر الذي تقدمه الولايات المتحدة لأنظمة قمعية مثل نظام السيسي؟
– ما قام به تنظيم الدولة مع أقرانهم السنة أشد قمعًا مما قام به نظام السيسي، ومما لا شك فيه، أن نظام السيسي ينتهك الحقوق المدنية للمصريين على نطاق واسع، والحقيقة أن الولايات المتحدة تدعم الجيش المصري ماليًا، واستمرت هذه العلاقة منذ عام 1979م، ومن الصعب أن تتغير، بالرغم من مطالبة الكثير من الشعب الأميركي بوقف هذا الدعم.
** يقول بعض الخبراء إن مظالم المسلمين السنة هي السبب الرئيسي في صعود وقوة تنظيم الدولة.. هل سيكون بمقدور التحالف الدولي هزيمة التنظيم بالرغم من استمرار هذه المظالم؟
– هزيمة التحالف لتنظيم الدولة بالتأكيد أمر ممكن، على الرغم من استمرار هذه المظالم، لقد أثبت التنظيم في العراق أنه غير مؤهل للحكم، لدرجة أنه قام بذبح وقمع المسلمين السنة الآخرين.. ستتفاقم المشاكل إذا استمرت هذه المآسي ولم يتم ترسيخ الاستقرار ونظام الحكم فيما بعد.
** يتحدث الكثيرون عن الانسحاب الأميركي من العالم العربي، كيف سيؤثر ذلك على سياسة الولايات المتحدة في المنطقة؟
– هذا الادعاء مغالطة، في الحقيقة الولايات المتجدة أكثر انخراطًا في المنطقة عن أي وقت مضى، ولم تبد أي بوادر للتراجع منذ أن بدأ تنظيم الدولة في الاستيلاء على الأراضي، إلا أن أميركا مقيدة بشؤونها الداخلية ومصالحها الخاصة في باقي أنحاء العالم، الذي يجعل من المستحيل زيادة التركيز على الشرق الأوسط بشكل أكبر من الوضع الحالي.
الانتقال الديمقراطي
** على الصعيد المصري، ما الأخطاء التي وقع فيها الإخوان المسلمين أثناء فترة حكم مرسي، وكيف يمكن تجنب ذلك في المستقبل ؟
– ربما يكون أكبر خطأ هو إعلان الإخوان المسلمين عدم الترشح للرئاسة، وبعد ذلك تم الترشح ، وهو ما يعد أول إجراء في سلسلة أخطاء أدت في النهاية إلى فقدان ثقة الجمهور، وبخلاف النهضة، فقد عملت جماعة الإخوان المسلمين في مصر بمستوى أقل بكثير مما يجب أن يكون عليه.. تقاسم السلطة هو المكوّن الأساسي للديمقراطية، ومرسي فشل في هذا الجانب.
** بعد خمس سنوات من ثورات الربيع العربي.. لماذا فشلت هذه الثورات في كافة الدول التي حدثت بها ما عدا تونس؟
– الانتقال الديمقراطي يأخذ وقتًا لكي يترسخ.. في سوريا فشل هذا الانتقال حتى قبل أن يبدأ بسبب القمع الشديد الذي قام به الأسد وامتلاكه لجيش داعم له، وهو ما لم يتحقق في ليبيا وتونس، ودائمًا ما قيل إن الانتخابات في كل هذه الدول – ما عدا تونس- عقدت في وقت مبكر جدًا قبل تفكيك بنية الأنظمة الموجودة بشكل كامل، وحتى في تونس فإن الموقف السياسي والأمني مازال غير أكيد، ومازالت البلاد في منتصف مرحلة الانتقال الديمقراطي، ولم تصل بعد إلى مرحلة ترسيخ الديمقراطية، لأن ذلك يستغرق وقتًا.
المستقبل السياسي
** ما هو مستقبل ما يعرف بـ”الحركة الإسلامية المعتدلة” مثل الإخوان المسلمين في المنطقة ؟
– تدهور نفوذ ما يعرف بالإسلام المعتدل المتمثل في الإخوان المسلمين والجماعات المشابهة الأخرى؛ لأنهم يرتكزون على عمل المسلمين من داخل النظام لتحقيق التغيير المنشود، ونظرًا لفشل هذا الهدف في تحقيق الأهداف المرجوة منه أثناء الربيع العربي، وبسبب سجن الآلاف من أعضائهم لأجل غير مسمى دون تهمة، يتجه المعتدلون إلى التطرف، وإذا كانت الديمقراطية قد خذلتهم، فإن الخطوة التالية التي قد يلجأ إليها البعض ربما تكون حمل السلاح والدخول في معارك، والواقع الآني يؤكد أن الإسلام المعتدل لم يمت؛ لكنه في خطر.
** إلى أي مدى يتمتع النظام المصري بالاستقرار؛ خاصة مع تحضيره لإلغاء دعم الوقود والطعام والخدمات، وما يصفه السيسي بـ”القرارات الاقتصادية المؤلمة”؟
– استمرار الدعم هو أمر مثير للمشاكل على المستوى البعيد بالنسبة لمصر، فهي ليست دولة نفطية غنية، ولا يمكن الاستمرار بنفس النظام دون تغيير، ومع ذلك، فإن الصعوبة تكمن في أن الخفض الكبير للدعم سيضر بالفئات الأفقر في البلاد، وربما يكون رد فعل الجمهور على ذلك مزعزعًا للاستقرار.