شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

آخرهم الدعوة للتخلي عن العسلية.. وقائع كشفت تدني التعليم في مصر

آخرهم الدعوة للتخلي عن العسلية..  وقائع  كشفت تدني التعليم في مصر
حالة من الجدل بعد انتشار مقطع فيديو، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لمديرة مدرسة تقنع التلاميذ أثناء الطابور الصباحي بضرورة التخلي عن "الشيكولاتة والعسلية" دعمًا لسلطات الانقلاب باسم مصر.

حالة من الجدل أصابت رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشار مقطع فيديو لمديرة مدرسة تقنع التلاميذ أثناء الطابور الصباحي بضرورة التخلي عن “الشيكولاتة والعسلية” دعمًا لسلطات الانقلاب باسم مصر.

وأظهر الفيديو الطلبة وهم يرددون كلمات المديرة كهتاف : “علشان مصر تبقى قوية ..هنستغنى عن الشيكولاتة والعسلية” باللغتين العربية والإنجليزية، وظهر الطلاب وهم يحملون لافتات وأعلام، وذلك بجانب إذاعة أغان وطنية من خلال مكبرات صوت.

وفي عهد السيسي شهدت المدارس المصرية وقائع توضح انحدار المستوى التعليمي، ونرصد خلال التقرير التالي أبرز تلك الحالات.

2370قرية بلا مدارس

شهد نظام السيسي تراجعًا في كل شئ، ومن بين المجالات التي أصابها الضرر والخلل مجال التعليم، حيث انخفض مستوى الخدمات وتراجع مستوى الطلاب، ولعل وجود 2370 قرية بلا مدارس يؤكد ذلك بوضوح، طبقًا لهيئة الأبنية التعليمية.

وكشف اللواء يسري عبدالله سالم رئيس هيئة الأبنية التعليمية، عن عن وصول عدد القرى الريفية المحرومة من مدارس التعليم الأساسي إلى 2370 قرية على مستوى الجمهورية، مشيرًا إلى أن أعلاها من حيث الاحتياج للمدارس جاء في محافظة سوهاج و قنا.

وأكد “يسري” أنه وفقًا لخطة الوزارة قريبة المدى حتى 2018م، سيتم الانتهاء من المرحلة الأولى فيها وتسليم 10 آلاف فصل جدد في30 يونيو من العام القادم، مشيرًا إلى أنه تم الانتهاء من بناء 3 آلاف فصل حتى الآن.

تعذيب الطلاب

منذ أحداث الثالث من يوليو 2013، انحدر مستوى التعليم في مصر انحدارًا بالغًا، ومنذ اللحظة الأولى عقب حلف الدكتور الهلالى الشربينى اليمين الدستورية وزيرًا للتربية والتعليم، في 19 سبتمبر 2015م، والأوضاع تزداد سوءًا، الإهمال والمخالفات تضرب معظم المدارس، فتحول بعضها إلى قاعات أفراح، والبعض الآخر زادت به حالات العنف ضد الطلاب، فضلاً عن عدم امتلاك الوزير الجديد رؤية لتطوير العملية التعليمية.

 حمل مواد البناء

ويستمر مسلسل الإهمال فى المدارس الحكومية والخاصة، وكان أبرزها ما رصدته وسائل الإعلام من إجبار إحدى المدارس بمحافظة السويس، التلاميذ على حمل مواد البناء من الرمال والطوب، ليس ذلك فحسب، بل واعتراف مسئولي المدرسة بالواقعة، معللين تلك الفعلة بالنشاط المدرسي، وسط غياب تام للرقابة من جانب المسئولين، ما يجعل الهروب الجماعي لتلاميذ هذه المدارس وغيرها نتيجة طبيعية للسياسات الفاشلة من القائمين على المنظومة.

واقعة أخرى شهدتها إحدى المدارس التابعة لإدارة بسيون التعليمية فى محافة الغربية، عقب سقوط إحدى مراوح السقف على رأس تلميذ بالفصل، وإصابته بجروح قطعية فى الرأس، فما كان من الوزارة إلا إصدار بيان بإحالة مسئول الصيانة للتحقيق.

حفل زفاف مدرسي 

 أما الواقعة الأبرز، فكانت إقامة حفل زفاف داخل إحدى المدارس فى دمياط، مرورًا بوقائع الضرب المبرح لتلاميذ المدارس، والذي يسبب عاهات مستديمة، منها ما يقع بسبب ابتزاز الطلاب بسبب الدروس الخصوصية، ومنها ما يحدث بسبب عنف المدرسين أنفسهم وغياب ثقافة التعامل القويم مع التلاميذ فى هذه السن.

التحرش بمدرس

كما تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” مقطع فيديو، لمدرس داخل الفصل خلال سخرية الطلاب منه، والرقص والتحرش به.

 

معركة الثانوية العامة

وتعددت مظاهر تعذيب طلاب المدارس، وذلك عندما دخل الوزير فى معركة “خاسرة” مع طلاب الثانوية العامة، تمثلت فى إصداره قرارًا بتخصيص عشر درجات للحضور والانضباط لطلاب الثانوية العامة، وهو ما رفضه الطلاب وأولياء الأمور، الذين خرجوا فى مظاهرات بمحافظات الجمهورية احتجاجًا على قرار الوزير، والذى لم يجد سبيلاً إلا إلغاء القرار لتهدئة الشارع.

وظهر الفشل الذريع وغياب الرؤية، متمثلاً فى الإخفاقات المتتالية منذ اللحظة الأولى لانطلاق امتحانات الثانوية العامة، والتي كانت بمثابة انتصار لصفحات الغش الإلكتروني على وزارة التعليم، حيث اضطرت الوزارة لإلغاء بعض الامتحانات وتأجيلها لإشعار آخر، معترفة اعترافًا صريحًا بالفشل فى إدارة المنظومة.

التقشف يصل التعليم

بالتزامن مع دعوات عبدالفتاح السيسي، المصريين بالتنازل عن الطعام والشراب من خلال الإعلام الموالي له، ومن خلال تصريحاته التي كان آخرها: “إن ثلاجته ظلت عشر سنوات خاوية من أي طعام سوى المياه فقط”، وهو ما يبشر المصريين دائمًا بالفقر والجوع قائلاً لهم: “إحنا ما نأكلش ونجوع من أجل الحفاظ على الدولة”،على حد قوله.

وفي فبراير الماضي، دعا وزير التربية والتعليم، جميع العاملين بالوزارة والمديريات والادارات التعليمية والمدارس إلى التقشف، وذلك بعد أن قام بالغاء مكافأة الامتحانات، التي كان ينتظرها المعلمون مع نهاية العام، وصرح الشربيني أنه لاتراجع عن الغاء المكافأة، وأنها كانت تصرف لجميع العاملين بالوزارة بدون وجه حق وتكلف الدولة مليارات الجنيهات سنويًا.

وأشار الوزير إلى أن الظروف الاقتصادية الآن تجبر الجميع على التقشف وتوفير النفقات حتى تمر مصر المحنة الاقتصادية الحالية بسلام

واعترض بعض مديري المديريات التعليمية على القرار، مؤكدين أنه سوف يسبب أزمة كبرى بالمنظومة التعليمية.

ولكن مطالبة التلاميذ الصغار بالتقشف أثارت استياء الكثيرين، فكيف يمكن وصول الموالين للانقلاب لهذه الدرجة من الانحطاط، حتى يطلبوا من الأطفال التخلي عن أبسط مايسعدهم، من أجل مساندة حكم العسكر.

وسخر العديد من المدونين والمغردين من مقطع الفيديو من خلال صفحاتهم الشخصية، وعلى رأسهم مؤيدون للانقلاب، الذين وصفوا الأمر بالاستخفاف بعقول الصغار وكأن الاستغناء عن الشيكولاتة والعسلية، هو من سيجعل مصر قوية.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023