أصبح من المؤكد أن الحزب الوطني المنحل سيعود قريبا ولكن في ثوبه الجديد بقيادة جديدة وظروف سياسية مختلفة ولما لا، فبالرغم من حل الحزب رسميا، إلا إنه لا زال موجودا على أرض الواقع برموزه وكوادره وتنظيماته ومخططاته، فقد كشف الفريق شفيق عن نيته إنشاء حزب سياسي جديد تحت مسمى حزب "مصر للجميع" الذي يشترك فيه معظم رموز الحزب الوطني المنحل، حيث أفاد أحمد سرحان أحد مديري حملة المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية أحمد شفيق عن رغبته جمع توكيلات وتوفير مقرات للحزب بكل محافظات مصر, وأعلن أن الحزب يخوض الانتخابات البرلمانية القادمة التي سوف تبدأ في أواخر 2012.

وحسب بعد المصادر من داخل حملة الفريق، كشفت أن أبرز الممولين لحزب "مصر للجميع" رجل الأعمال محمد أبو العنين وشاهيناز النجار زوجة أحمد عز رجل الأعمال الذي يحاكم حاليا بتهمة إهدار المال العام وأمين لجنة التنظيم بالوطني المنحل ومحمد الأمين مالك مجموعة قنوات "سي بي سي" والعديد والعديد من رجال الأعمال المنتمين للوطني المنحل.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل يجتمع رموز الوطني المنحل في ثوب جديد يحمل اسم مصر للجميع تحت قيادة الفريق أحمد شفيق بدلا من الفريق محمد حسني مبارك الرئيس المخلوع؟ هل ستطبق فيه نفس سياسات الوطني الفاسدة وهل سينجح الشعب بأن يعزل هؤلاء عزلا شعبيا بدلا من عزل القضاء لهم؟!.

كل هذه التساؤلات سنتعرف عليها من خلال عدة لقاءات قام بها موقع "رصد.كوم" مع كافة القوى السياسية.

مستمرون في مطاردته

في البداية قال أحمد ماهر منسق عام حركة 6 أبريل من داخل ميدان التحرير: إننا سنطارد شفيق حتى لو أنشأ حزبا فقد نجحنا في مطاردته في الانتخابات الرئاسية بعد عزل المواطنين له شعبيا كما نجحنا أيضا في عزل فلول الوطني في ثوبهم الجديد في الانتخابات البرلمانية وأتمني أن يطبق قانون العزل السياسي قضائيا حتى نتفرغ لإعادة بناء مصر من جديد بكوادر وطنية مخلصة لكي نعيد مجد مصر الحقيقي من جديد، ونحن غير قلقين من إنشاء حزب بقيادة شفيق لأن ثقتنا في الله والمواطن المصري كبيرة.

بيت الفلول

أما عن الأستاذ صبحي صالح أحد قيادات حزب الحرية والعدالة فيرى أن ما يثأر الآن حول هذا الموضوع تضليل يقوم به الفريق شفيق ومعاونيه لكي يضللوا الرأي العام فهو مطلوب في عدة قضايا وفي حالة عدم ثبوت تلك القضايا عليه وهذا مستبعد تماما فالحزب سيضم قيادات وكوادر الحزب الوطني المنحل بنفس هيئته لكي يستعيدوا طاقاتهم في الحياة السياسية  بصورة جديدة و في تلك الحالة نعتبر هذا الحزب هو بيت الفلول.

معزول بالثلاثة

ومن جانبه قال شريف دياب- منسق عام حركة امسك فلول-: "إن الحركة ترفض تماما دخول أحد رموز النظام السابق في الحياة السياسية بأي شكل من الأشكال وأتعجب حقيقة على شخص قرر الشعب المصري عزله ثلاث مرات وزيرا ثم رئيسا للوزراء وأخيرا مرشح لرئاسة الجمهورية وعليه المزيد من مستندات الفساد الذي لم يتم التحقيق فيها إلى الآن والتي كانت سببا رئيسيا في قرب حدوث فتنة بين المسلمين والأقباط والقوى الثورية، واستطرد: "إن أنصار النظام السابق أمثال أحمد شفيق ليس مكانهم كرسي الحكم أو ممارسة العمل السياسي أمثاله مكانهم السجون وسنقاوم كل من شارك في إفساد الحياة السياسية وساهم في ظلم وفقر الشعب المصري.

منافس قوى لأحزاب الاغلبية

وأكد لنا د. حسام عيسى أستاذ القانون الدولي والناشط السياسي أن هذا الحزب سيضم كافة كوادر الحزب الوطني لأن أغلبهم كانوا مديرين لحملته الانتخابية على مستوي الجمهورية فهؤلاء يرون في شفيق أنه سوف يرجع لهم ما قبل ثورة يناير فبالتالي تراهم ملتفين حوله وأيضا سينضم له الغاضبون على وصول الإخوان إلى مؤسسة الرئاسة فهؤلاء كثيرون وأتوقع أنه لو قام شفيق بتأسيس هذا الحزب سيصبح منافسا قويا أمام أحزاب الأغلبية داخل البرلمان نظرا للأعداد التي حصل عليها في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

التأسيس بعد عودة شفيق

أما محمد أمين- محلل شئون أحزاب واحد مؤيدي الفريق شفيق- فيرى أن الفريق شفيق لم يصدر أي شيء حتى الآن بخصوص إقامة الحزب وسوف يتم البدء في إجراءات التأسيس بمجرد عودته إلى البلاد وسوف يكون أبرز المشاركين في الحزب الدكتور علي المصيلحي وزير التضامن السابق وإبراهيم مناع، وعدد من رجال الأعمال وعدد من نجوم الفن والكرة.
وشدد أمين على أنه لا توجد علاقة من قريب أو بعيد بين الحزب الذي يتم تأسيسه من جانب المستشار رجائي عطية وهذا الحزب؛ حيث يعتمد حزب مصر للجميع على تبني فكر وسطي بين الفكر الليبرالي الذي أثبت فشله واقعيا والفكر الديني الذي بدأ يفقد شعبيته بالشارع، وأيضا محاولة الاستفادة من تجارب بعض الأحزاب التي فقدت شعبيتها ولم تستطيع التأثير في الناس مثل حزب الوفد وبمجرد البدء في إجراءات تأسيس الحزب سوف يتم على الفور التنسيق بين كافة التيارات والقوى السياسية الموجودة على الساحة.

ونفى أمين أن يكون هذا الحزب هو إعادة إنتاج للحزب الوطني الذي كان يرفض الآخر وقضى على الحياة السياسية في مصر، مشيرا إلى أن الحزب الوطني حكم عليه بالموت بمجرد الحكم بحله، وأشار إلى أن الحزب سوف يضم بعض الشخصيات التي أكرهت على دخول الحزب الوطني مثل عمداء الكليات ورؤساء الجامعات وغيرهم، وأشار إلى أن الأحزاب الرئيسية أيضا لم تسلم من أعضاء الوطني السابق فانضم بعضهم إلى حزب الحرية والعدالة وحزب النور وحزب الوسط، وأضاف إن شروط العضوية والتأسيس لن تتحدد وإنما بعد أن يتم البدء في إجراءات الحزب، والهدف هنا ليس مجرد حزب ينضم إلى الأحزاب المهمشة ولكن نسعى إلى حزب ذا قوة فاعلة في الشارع المصري ليكون له أعضاء في مجلس الشعب والمجالس المحلية.

عكاشة لا يعبر إلا عن نفسه

وحول تصريحات توفيق عكاشة التي يحاول من خلالها الحديث عن الحزب والتحدث بلسان الفريق أحمد شفيق، أكد أمين أن عكاشة لا يعبر سوى عن نفسه وليس للفريق أحمد شفيق علاقة بتلك التصريحات ولم يوكل الفريق شفيق أحدا بالحديث نيابة عنه.

لن يترشح  للرئاسة

وأضاف أمين أنه سوف يتم دراسة خريطة المؤيدين للفريق شفيق بالمحافظات التي وقفت إلى جواره في الانتخابات الرئاسية وهي معروفة وشدد على أن الفريق شفيق بمجرد انتهائه من إجراءات تأسيس الحزب سوف يترك رئاسة الحزب وترك القيادة لأشخاص يتم انتخابهم من داخل الحزب ويصبح الفريق شفيق مستشارا للحزب، مؤكدا أن الفريق شفيق لا ينوي الترشيح مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية.