يوم تلو الآخر تتغير نبرة الدكتور محمد البرادعي نائب عدلي منصور الرئيس المؤقت للجمهورية، عقب الإطاحة بمرسي، والذي كان له دور كبير في ترتيبات الحشد للتظاهر في 30 يونيو 2013م، وجولاته الدولية لتجميل وجه الانقلابيين وتصوير عزل الرئيس محمد مرسي بأنه ثورة شعبية.
وفي تغير جديد لمواقفه، وجه المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رسالة للشباب المصري، يطالبهم فيها بتوحيد الصف من خلال عمل سياسي منظم.
وقال “البرادعي” عبر حسابه على موقع التدوين “تويتر”: “يا شباب: النوايا الحسنة، والمجهود الفردي، فقط لا يصنعان مستقبل، فتوحيد الصف في عمل سياسي منظم يجسد أهداف الثورة مازال هو الطريق»” مضيفًا: “مستقبلكم بأيديكم”.
تأتي الرسالة بعد أيام من أخرى قال فيها: “إنه لا استقرار دون توافق وطني”، مضيفًا: “حلقة مفرغة ندور فيها: لا تقدم دون استقرار، ولا استقرار دون توافق وطني، ولا توافق وطني دون عدل، ولا عدل دون ديمقراطية، ولا ديمقراطية دون عِلْم”.
تدوينة البرادعي الأكثر وضوحًا في الهجوم على سلطات السيسي، غرد بها عقب رسائل أخرى هاجم فيها دعائمه المباشرة، قال فيها: “في الأنظمة الفاشية: بقدر ما يهبط الأفاكون إلى القاع بقدر ما يعلو أصحاب الضّمائر بقيمهم ومبادئهم. وسيبقى الحق فوق القوة”، وأخرى قال فيها عن قتلى الجنود المصريين في سيناء منصف الشهر الجاري، “حريق لا يبقى ولا يذر”.
“البرادعي” المثير دائمًا للجدل، ظهر في الحياة السياسية المصرية في أواخر 2009م، وأعلن إنشاء كيان سياسي باسم الجمعية الوطنية للتغيير، بحيث تكون إطارًا عامًا ينطوي تحته جميع الأصوات المطالبة بالتغيير، مطلقًا في الثاني من مارس لعام 2010م، بيان، طالب بجمع توقيعات المواطنين عليه.
وارتدى “البرادعي” عباءة القائد للتيار الليبرالي والعلماني عقب ثورة 25 يناير، ثم دخل منذ الدعوة للاستفتاء على التعديلات الدستورية في مارس 2011م، في صدامات دائمة مع التيار الإسلامي وبخاصة جماعة الإخوان المسلمين، وصلت ذروتها مع قيادته المبكرة للمحاولات المتواصلة للاطاحة بأول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر الدكتور محمد مرسي.
في حوار له مع صحيفة “النيويورك تايمز” الأميركية، اعترف “البرادعي”، بأنه قد سعى جاهدًا لإقناع القوى الغربية بضرورة ما وصفه بالإقصاء القسرب للدكتور محمد مرسي.
وقال إنه في اليوم الذي تمت فيه إزاحه مرسي، أجرى مباحثات مطولة مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وكاثرين اشتون، المسؤولة الأولى عن الشؤون الخارجية في الإتحاد الأوروبي، من أجل المساعدة في إقناعهم بضرورة إقالته بالقوة، وذلك للسماح بإعادة إطلاق عمليه التحول نحو حكومة ديمقراطية في مصر.
وبعد 30 يونيو، تولى “البرادعي” منصب نائب الرئيس المؤقت للجمهورية “عدلي منصور”، لمحاولة سلطات حينها استخدامه كواجهة أمام الغرب والمجتمع الدولي لينفذ تحتها مذبحة فض ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر وغيرها من المجازر التي نصبها النظام العسكري للمعارضين.
وعقب إتمام المهمة استقال “البرادعي” من منصبه، وآثر الهروب إلى فينا في النمسا حيث إقامته الدائمة، مفُضلًا مواصلة مسيرته السياسية من خلف شاشة هاتفه الذكي عبر تغريداتع على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.
ورحب الدكتور جمال حشمت عضو برلمان 2012م، والقيادي بجماعة الإخوان المسلمين، بدعوة محمد البرادعي، معربًا عن تمنيه أن يحدث على الأقل انسجام وتنسيق في العمل الثوري على الأرض.
وفي تصريح لـ”رصد” أضاف حشمت:”مرحبًا بجميع أطروحات توحيد الصف، بشرط أن يكون الهدف واحد وهو إسقاط هذا الانقلاب الغاشم، وعودة مكتسبات ثورة 25 يناير ثانيًا، فلو أردنا أن يسقط هذا الانقلاب بتحقيق أهداف لا تخدم سوى الثورة والشعب الذي يواجه الفقر والقمع كل يوم”.