أثار إذاعة التليفزيون المصري، اليوم الثلاثاء، حوارًا قديمًا لعبدالفتاح السيسي مع الإعلامية مارجريت وارنر، على قناة “PBS” الأميركية، خلال مشاركتة السابقة بالجمعية العامة الـ 70 للأمم المتحدة،العام الماضي، على أنه حوارًا ضمن زيارتة الحالية إلى الولايات المتحدة، غضب أبواق النظام والاعلامين الموالين للسيسي.
التحقيق مع طاقم “ماسبيرو”
وقال مصطفى شحاتة رئيس قطاع الأخبار في اتحاد الإذاعة والتليفزيون (ماسبيرو)، إنَّ طاقم العمل على إذاعة الحوار أحيل إلى التحقيق.
وضم الطاقم المسؤول عن التبادل والتنسيق والأقمار الصناعية بقطاع الأخبار، والعاملين في إدارة التنفيذ في الفترة الصباحية بتهمة الإهمال، إذ أنهم نقلوا الحوار الموجود على موقع القناة الأمريكية ووضعوه على البث المباشر من دون التروي للتأكد من أنَّه الحوار الذي أُجري مساء أمس، ولكنهم اكتشفوا الخطأ بعد إذاعته بـ3 دقائق، فخشوا من قطع البث تجنبًا لإثارة البلبلة.
وأضاف شحاتة، أنَّ “حجازي” طلبت تحويل الموضوع بأكمله إلى النيابة الإدارية.
فيما كشف مصدر مسئول باتحاد الإذاعة والتليفزيون “ماسبيرو” عن إيقاف موظفة بإدارة التبادل الإخباري بالمبنى، ونقلها من إدارتها بسبب مسئوليتها عن إذاعة الحوار.
وأكد مصدر مسؤول أن الموظفة ليس لها أي ميول سياسية تخالف المرحلة الحالية في البلاد، مؤكدًا أن الأمر يتعلق بخطأ بشري لا تعمد فيه.
وأثار عرض الفيديو سخرية نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها البعض “فضيحة” وسقطة جديدة من الإعلام المصري الرسمي.
إقالة رئيس قطاع الأخبار
وأقالت صفاء حجازي رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، مصطفى شحاتة رئيس قطاع الأخبار، وكلفت نائبه خالد مهنى، بتسيير أعمال رئاسة القطاع، لحين تعيين رئيس جديد.
واعتذرت باسم اتحاد الإذاعة والتليفزيون عما بدر من خطأ جسيم، قام به قطاع الأخبار، بإذاعة حديث قديم لعبدالفتاح السيسي ، مع قناة أميركية، العام الماضي.
بلاغ ضد ماسبيرو
كما أكد المحامي سمير صبري أنه تقدم ببلاغ عصر اليوم، ضد التلفزيون الرسمي “ماسبيرو” بعد تورطه في إذاعة الحوار .
وأوضح صبري، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج ” على مسئوليتي”، المذاع على فضائية “صدى البلد”، تقديم الإعلامي أحمد موسى، أن البلاغ تضمن إقدام التلفزيون على ارتكاب خطأ مهني جسيم، يترتب عليه إساءه وإهانة للدولة المصرية.
ولفت إلى أنه أوضح في البلاغ أن الأخطاء مقصودة، لأغراض ما إضافة إلى تكرارها أكثر من مرة، كما هو معروف لدى الجميع، مجددًا تأكيده أن التلفزيون بات يمر بحالة متردية للغاية.
جريمة ولا يجوز الاعتذار
وأعرب الإعلامي أحمد موسى عن غضبه جراء سقطة ماسبيرو قائلا “انتوا بتهزروا في حوار للرئيس السيسي”.
أوضح “موسى”، خلال حلقة اليوم من برنامج “على مسئوليتي” الذي يقدمه على شاشة قناة “صدى البلد”، إن “جميع المواقع والقنوات نقلت عن التليفزيون المصري الحوار”، مضيفًا إن “بعض المواقع بدأت تنشر تعليقات بأن المذيعة أحرجت الرئيس”.
وتساءل موسى عن الرقابة في ماسبيرو قائلاً: “مين اللي بيتابع “، مضيفًا: “شغل رئيس الجمهورية يكون مسئول عنه رئيس التحرير واللي بيغلط يتفور”، مؤكدًا أنه “لا يجوز الاعتذار بالخطأ في هذا الأمر الذي وصفه بالجريمة”.
اتهام الاخوان
أما النائب مصطفى بكري عضو مجلس النواب، فإنه قال “إذاعة حوار قديم للرئيس السيسي بدلاً من حواره الأخير بالأمم المتحدة، دليل جديد على أن جماعة الإخوان ما زالت متغلغلة داخل جهاز التلفزيون المصري”.
وأضاف “بكري”، في مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج “على مسئوليتي” المذاع على فضائية “صدى البلد”، أنه “لا يسعى لهدم التلفزيون المصري فهو قضية أمن قومي”، مشيرًا إلى ضرورة فتح تحقيق موسع لمحاسبة المخطئ، ولابد من محاسبة المسئول عن إذاعة الحديث القديم للسيسي.
وأوضح أن “من فعل ذلك يقصد إحراج الدولة المصرية، وإحراج الرئيس السيسي”، مشيرًا إلى أن “ذلك لا يحدث في أي قناة خاصة، وما حدث اليوم دافع لإعادة هيكلة جهاز التلفزيون”.
التليفزيون راح في داهية
من جهة أخرى، قالت الدكتورة لميس جابر عضو مجلس النواب، إن هناك تخريب متعمد في التليفزيون المصري، وهو ما ظهر بشكل كبير في إذاعة حوار قديم للرئيس مع شبكة أميركية على أنه حوار جديد، لافتًا إلى أن هناك من يعمل داخل ماسبيرو ضد الدولة.
وأضافت “جابر”، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “علي مسئوليتي”، المذاع على فضائية “صدي البلد” اليوم الثلاثاء، أنه يجب علي صفاء حجازي رئيس ماسبيرو أن تستقيل من منصبها و”تروح”.
وأشارت إلى أن التليفزيون المصري بؤرة تدين الدولة وتعمل ضد الدولة قائله:” التليفزيون بعد 25 يناير راح في داهية”.
خيبة وفضيحة
من جانبه، وصف الدكتور سامي عبدالعزيز أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إذاعة حوار قديم للسيسي بأنها “خيبة”، مطالبًا رئيس الوزراء بمعالجة هذه “الفضيحة”.
وقال عبدالعزيز، في مداخلة هاتفية مع برنامج “علي مسئوليتي”، المذاع على قناة “صدي البلد”: “الإعلام المصري وصل إلى مرحلة “الخيبة”، معربًا عن صدمته الشديدة مما حدث من التليفزيون المصري”.
وطالب عبدالعزيز بمحاسبة المسئول عن عرض هذا الحوار، قائلاً: “لا بد من تقاعد المسئول عن هذا التقصير”.
وأشار إلى أن ماسبيرو هو أحد منافذ مصر على العالم عبر تاريخها، ومصداقيته إذا سقطت فلن تعود مرة أخرى و”شرفه مثل عود الكبريت”.
خطأ سابق
والخطأ السابق لم يكن الخطأ الأول الذي يرتكبه العاملون بماسبيرو بحق السيسي، ففي يوليو الماضي قرر مصطفي شحاتة رئيس قطاع الهندسة في قطاع الأخبار بمبنى ماسبيرو إحالة طاقم عمل استديو الأخبار إلى التحقيق بسبب خطأ في اسم عبدالفتاح السيسي.
وظهر خبر تغطية فعاليات مشاركة السيسي في القمة الأفريقية، على التلفزيون المصري، باسم “السيس” بدلاً من “السيسي”.
وشمل قرار الإحالة إلى التحقيق طاقم العمل كاملًا من مخرج الفترة الإخبارية، ورئيس التحرير، ومهندس الاستوديو، وفني الخط، ومساعدي الاخراج والتنفيذ.
