رأى الكاتب “جيمس دورسي” زميل مدرسة “إس راجاراتمان” للدراسات الدولية أن محاولة رجل الأعمال المصري أحمد أبو هشيمة الحصول على حقوق البث الخاصة لكأس الأمم الأفريقية إنما هي لتحسين صورة السيسي الملطخة خارجيًا وتحسين شعبيته داخليًا.
وقال الكاتب إن رجل أعمال مصري وثيق الصلة بالجنرال الذي تولى الرئاسة تقدم من أجل الحصول على حقوق البث الخاصة لكأس الأمم الأفريقية، في خطوة يراها الكثيرون محاولة لتلميع صورة مصر الملطخة بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والسياسات الاقتصادية الفاشلة، والانقلاب العسكري في 2013 الذي أنهى أول تجرية ديمقراطية في مصر.
ويمثل العرض تحد لشركة “بين سبورت” القطرية ، المملوكة للجزيرة والحاصلة على حقوق البث حول العالم ، وفي النهاية فإن حصول القناة المصرية على حق البث قد يساعد ذلك في تحسين شعبية السيسي داخلياً في الوقت الذي يكافح فيه من أجل تحسين اقتصاد البلاد المدعوم بالأموال السعودية والإماراتية، بينما لا يستطيع الكثير من المصريين دفع من 7.7 إلى 54 دولارًا شهرياً قيمة الاشتراك الشهري في قنوات “بين سبورت”.
ولفت الكاتب إلى تدهور العلاقة بين قطر ومصر منذ انقلاب السيسي على مرسي، وخلال يونيو الماضي حكم على أول رئيس منتخب ديمقراطياً – بوصف الكاتب – بالسجن لمدة 25 بتهمة التجسس لصالح قطر.
وأشار الكاتب إلى حصول رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة – قطب صناعة الصلب والإعلام والمقرب من السيسي – على دعم العديد من أعضاء البرلمان الحاليين، بالرغم من التقارير الإعلامية التي تحدثت في السابق عن دعم الإخوان المسلمين له في 2012 أثناء فترة حكم مرسي .
ويسعى أبو هشيمة إلى تحسين صورة البلاد العالمية بشرائه حقوق بث كأس الأمم الأفريقية نظراً للمجد الكروي السابق لمصر إذ أنه أكثر الفرق تتويجاً ، وحصل على الكأس ثلاث مرات متتابعة قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير التي أطاحت بمبارك ، ويقول “أبو هشيمة” “ نعمل علي وضع اسم مصر دائما في الصدارة إفريقياً في كافة المجالات و منها المجال الرياضي” ويأتي ذلك فيما يصف النواب المؤيدون للسيسي في البرلمان عرض الشراء بأنه تكريم للشعب المصري بعد ثورة 30 يونيو المجيدة وتعبير عن تعافي مصر من أزماتها.
ويقول محمود السيد – عضو البرلمان المصري : “التسويق المناسب للمباريات سيغير من صورة مصر بالرغم من التمرد العنيف، وسيظهر الدعم الشعبي للسيسي، وسيحسن من السياحة”.
ويرى الكاتب أن محاولة الشراء كجزء من إستراتيجية أوسع للحكومة لتسخير كرة القدم في جهودها من أجل كسب شعبية في الداخل ، وجاء العرض بعد أن أمر السيسي بإجراء دراسات الجدوى من أجل تشييد ستاد جديد في مدينة “بورسعيد” وهي من المحافظات الأقل سكاناً ، والأكثر إهمالاً في البلاد .
وأشار الكاتب إلى تجاهل مجموعات “الأولتراس” لعرض السيسي بالتحقيق بشكل مستقل في حادث “ستاد بورسعيد” في 2012 ، ويرجح أن يكون سبب هذا العرض هو كون الأولتراس العمود الفقري للاحتجاجات الطلابية المعارضة لنظامه التي قمعها بوحشية ، ولم يكن القمع العنيف هو السبب الوحيد للاحتجاجات ، بل كان هناك أيضاً السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي أخفقت في توفير فرص العمل
