أثيرت في الآونة الأخيرة أحاديث حول ترشح عبدالفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية في انتخابات العام 2018م، لاسيما مع بدء العد التنازلي لانتهاء فترة حكمة التي مدتها 4 سنوات قابله للتجديد.
يأتي ذلك بالتزامن مع طرح وجهة نظر لقطاع من المعارضة تُشير إلى ضرورة مواجهة السيسي بمرشح مدني في حال قرر الترشح لفترة ثانية، كما خرجت حملات عكسية تدعو إلى تمديد فترة ولاية الرئاسة لصالح السيسي لتتجاوز الأربع سنوات المنصوص عليها في الدستور.
وباتت تلوح في الأفق ضغوط عديدة تحاول أن تمنع السيسي من الترشح مجددًا لفترة رئاسية ثانية، كشفتها مصادر سياسية مصرية مطلعة بعضها من جهات داخلية والأخرى وإقليمية ودولية.
وأوضحت المصادر- في تصريحات لـ”عربي21″ أن “السيسي” بشكل شخصي يرغب في الترشح للرئاسة مرة أخرى، إلا أنه في النهاية سيرضخ لتلك الضغوط التي ستُمارس عليه لإثنائه عن هذا القرار، بحسب توقعات المصادر المطلعة التي رفضت الإفصاح عن هويتها.
العديد من الدوافع أكدتها تلك المصادر التي تنذر بعدم ترشح السيسي لفترة رئاسية أخرى، وعلى رأسها تفاقم الكثير من الأزمات الداخلية والخارجية على المستويات كافة، خاصة في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وانسداد الأفق السياسي، منذ الإطاحة بحكم الدكتور محمد مرسي في 3 يوليو 2013م.
(1) تراجع شعبية السيسي
وذكرت المصادر أن شعبية السيسي تراجعت بقدر كبير، بحسب تقارير قالت أنها ” مخابراتية وأمنية” مضيفة: “وبالتالي فسوف تضطر أجهزة الدولة للتزوير الفج، على غرار ما حدث في آخر انتخابات برلمانية جرت في عهد المخلوع حسني مبارك عام 2010م، لصالح السيسي حال إصراره على الترشح ثانية، بخلاف ما حدث في انتخابات الرئاسة السابقة، وهو ما سيضع الدولة المصرية في موقف حرج للغاية داخليًا وخارجيًا”.
وبحسب المصادر، فإن هناك جهات سيادية وشخصيات نافذة بالدولة المصرية، باتت مقتنعة بضرورة عدم ترشح السيسي لفترة رئاسية ثانية، مشيرة إلى أن دول إقليمية وغربية يرون أيضًا أنه من غير المناسب ترشح السيسي للرئاسة مجددًا، خاصة في ظل رغبة ما لمحاولة إيجاد مخرج وحل للأزمة المصرية ولمنع انفجار الأوضاع.
(2) انقسام المجلس العسكري
ثمه تباين واضح في موقف المجلس العسكري من فكرة ترشح السيسي للمرة الثانية في انتخابات الرئاسة، بحسب المصادر التي أكدت في الوقت نفسه أن أكثر من نصف أعضاء المجلس العسكري باتوا رافضين لترشحه مرة أخرى، وأنهم سيسعون خلال الشهور القادمة لإقناع باقي الأعضاء المؤيدين لترشحه بالعدول عن موقفهم، بل ولإقناع السيسي نفسه، بعدم الترشح ثانية.
وأضافت: “استمرار السيسي في الحكم لفترة رئاسية ثانية أصبح شبه مستحيل، لأنه سيزيد الأوضاع سوءًا أكثر مما هي سيئة، وحتمًا سيؤدي مستقبلاً لكارثة قد تؤدي لانفجار الأوضاع بالبلاد، وتدخلها في منزلق خطير يصعب جدًا السيطرة عليه، مهما كان حجم القمع والعنف، ومهما تلقى من مساعدات ومنح اقتصادية، في ظل تصاعد حالة الغضب الشعبي المكتوم ضده، واشتعال بعض الأزمات”.
كما رأت أن إبعاد السيسي عن الحكم محاولة لامتصاص الغضب الشعبي، واتقاء لأي خطر قد يلحق بهم أو بشخص السيسي نفسه، فضلاً عن الدولة ومؤسساتها.
ونوهت إلى أن استمرار وجود السيسي في الحكم يخصم كثيرًا من رصيد المؤسسة العسكرية، وتتحمل بشكل مباشر جزءًا كبيرًا من فاتورة فشله وفاشيته، رغم أنها عنصر رئيسي من تلك الممارسات والقرارات، مؤكدة أن استمرار الأوضاع بشكلها الراهن يهدد أمن واستقرار البلاد مستقبلاً.
(3) مساعي سرية للمصالحة
وحول إمكانية مصالحة بين أطراف الأزمة المصرية المختلفة لفتت المصادر إلى استحالة تنفيذها في ظل وجود السيسي في سدة الحكم.
و كشفت المصادر عن أن هناك ثمة اتصالات غير مباشرة بدأت مؤخرًا بين تلك الجهات الرافضة لترشح السيسي مجددًا وبعض الشخصيات المعارضة، لمحاولة إيجاد صيغة ما للتفاهم ورأب الصدع.
وقالت المصادر : “رغم أن جميع الأطراف تنفي وجود أي نية للمصالحة، إلا أن الحقيقة تقول عكس ذلك، فقد بدأ التواصل بينهم- ولو كان بشكل غير مباشر- منذ فترة قريبة، لكنها بالتأكيد لن تخرج للعلن في الوقت الراهن، وسيتم التمهيد لها تدريجيًا ومرحليًا، عبر إجراءات قد تتخذ مستقبلا“.
(4) سيناريو خروج السيسي
وتوقعت المصادر أن السيناريو الذي سيحدث بأنه بمثابة انقلاب أبيض ناعم على السيسي، ولكن من خلال صندوق الاقتراع، أو بالأحرى سيتم إخراجه هكذا، حيث سيتم التوافق على الشخص البديل للسيسي، وبما يضمن ما وصفوه بالخروج الكريم والآمن للسيسي، وبالتالي يعد بداية حقيقة لحل الأزمة المصرية، وفق قولهم.