هاجم وزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية أنور قرقاش، شبكة الجزيرة الإعلامية، ووجه لها انتقادات على خلفية تغطيتها للذكرى الثالثة لحادث فض ميدان رابعة، الذي وقع في 14 أغسطس 2013م، وأودى بحياة أكثر من ألف مصري بحسب تقديرات منظمات حقوقية.
وقال قرقاش في تغريده له عبّر حسابه الرسمي على موقع “تويتر”: “من المؤسف أن تكون هذه نهاية مشروع إعلامي عربي متصدر، قراءة سياسية خاطئة ورهان حزبي قلّص القناة إلي منشور حزبي مرئي يشاهده المنتسبون”.
وتابع في تغريده أخرى: “همشت (الجزيرة) نفسها حين إختارت أن تكون قناة للإخوان بعد أن كانت قناة عربية مؤثرة، فكرة خامرتني و أنا أرى (الجزيرة مباشر) تطارد طيف (رابعة)”.
وفي الذكرى الثالثة للمجزرة عرضت “الجزيرة” على شاشتها تقارير عدة تتحدث عن فض الاعتصام، وسلطت الضوء على دور الجيش في قمع المظاهرات، لا سيما اقتحامه العنيف لمكان الاعتصام واستهداف المدنيين بشكل مباشر من قبل القناصة.
ويتزامن اليوم الأحد (14 أغسطس 2016م)، مع الذكرى الثالثة لأكبر جريمة ضد الإنسانية ارتكبت في عصرنا الحديث، والتي قامت فيها قوات الشرطة المصرية والجيش والقوات الخاصة بفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة وبقية ميادين مصر الرافضة للانقلاب على الرئيس محمد مرسي، وقامت بقتل الالاف من المدنيين في كافة محافظات الجمهورية بدم بارد.
وتعتبر المنظمات الحقوقية والإنسانية، عمليتي فض ميدانين “رابعة والنهضة”، أكبر جريمة قتل جماعي في تاريخ مصر كله، فمذبحة المماليك، التي ارتكبها محمد علي، ذهب ضحيتها 80 شخصا فقط، وتعد عملية الفض -طبقًا للصور والفيديوهات المتداولة- من أبشع جرائم ضد الإنسانية، وترى أنها “لا تسقط بالتقادم”، وتطالب بـ”التحقيق المستقل”، وتقديم المتورطين إلى المحاكمة.
ووثقّت “هيومن رايتس مونيتور”مقتل 1182 منهم في رابعة العدوية و 90 في ميدان النهضة، بينما يؤكد الباحثون على أن العدد كان أكثر من ذلك بكثير فمنهم من أحرقت جثته ومنهم من أحرق حيا ومنهم من جرفته الالجرافات إلى معسكرات الأمن المركزي وغيرهم في مختلف محافظات الجمهورية فقد كان يوما للقتل بضوء أخضر لقوات الجيش والشرطة.
وصل عدد من قتلوا من المدنيين خلال الثلاثة أعوام الماضية إلى ما يزيد عن 2821 ممن قتلوا بالرصاص الحي منهم 502 داخل السجون نتيجة للتعذيب أو الإهمال الطبي، ناهيك عمن قتلوا في سيناء نتيجة للعمليات العسكرية التي استهدفت المدنيين بالقصف العشوائي والطائرات والأسلحة الثقيلة ممن لم يتمكن أحد من حصرهم لكثرتهم ولصعوبة وخطورة التوثيق فيها.