أصدرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أول أمس السبت، بيان قالت فيه إن زيارة قيادات كنيسة تابعة لها إلى القدس، تأتي فى إطار حل أزمة ترميم دير السلطان بالقدس المحتلة، بحسب ما نقل القس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وأضافت الكنيسة فى بيانها، أن زيارة الأنبا رفائيل سكرتير المجمع المقدس وأسقف عام كنائس وسط القاهرة، والأنبا بيمن أسقف نقاده وقوص ورئيس لجنة الأزمات بالمجمع المقدس إلى القدس ستستمر لمدة 5 أيام، وبحضور القائم بأعمال السفير المصري وسفير أثيوبيا في “إسرائيل”.
وأوضح البيان أن الوفد سيبحث مع مسؤولين إسرائيليين ترميم دير السلطان الأثري، التي تطرق لها وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال زيارته الأخيرة لتل أبيب مطلع يوليو الجاري.
من المقرر أن يزور وفد من الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، مدينة القدس مطلع أغسطس المقبل، للمشاركة في احتفالية كبرى بكنيسة القديس العظيم الأنبا أنطونيوس ببطريركية الأقباط الأرثوذكس، وسيكون فى استقبالهم الأنبا أنطونيوس مطران الكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى، لحضور صلاة عشية تطييب الأجساد للقديس موريس والقديسة فيرينا.
وتلك هي رابع زيارة منذ رفض التطبيع، يزور فيها وفد للكنيسة المصرية القدس عن طريق تل أبيب، حيث زار البابا تواضروس الثاني القدس لحضور جنازة مطرانها الراحل الأنبا إبراهام نوفمبر الماضي، وبعدها شارك الأنبا رافائيل في الذكرى الأربعين للأنبا إبراهام، ثم أوفد البابا تواضروس فريقًا من المطارنة لتجليس الأنبا أنطونيوس مطران القدس والكرسي الأورشليمي، مارس الماضي.
وتعد زيارة البابا تواضروس الثاني للقدس، في نوفمبر الماضي، هي الأولى من نوعها منذ 35 عامًا، بعد قرار المجمع المقدس الذي يقضي بمقاطعة الزيارة، والذي أقره المجمع المقدس للكنيسة في 26 مارس عام 1980م، في أعقاب اتفاقية كامب ديفيد بين مصر و الاحتلال الصهيوني.
وفي نوفمبر الماضي، جدد بابا الكنيسة المصرية تواضروس الثاني تمسك الكنيسة الأرثوذكسية في مصر بموقفها الرافض لزيارة القدس، طالما لم تحل القضية الفلسطينية بشكل جذري، خلال لقاء جمعه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقاهرة.
تنديد بالزيارة
وأعرب محمد سيف الدولة الباحث في الشأن القومي العربي، ومؤسس حركة مصريون ضد الصهيونية، عن استياءه من زيارة أساقفة الكنيسة القبطية للقدس تحت الاحتلال الصهيونى والزج بالاخوة المسيحيين فى مستنقعات التطبيع ومشروعات السلام الدافئ، لاسيما بعد ساعات قليلة من لقاء قادة الكنيسة بعبدالفتاح السيسى وفقًا لقوله.
وقال سيف الدولة في منشور له عبر صفحته بموقع التوصل الاجتماعي “فيس بوك” المتدينون الحقيقيون والمسيحيون المؤمنون والوطنيون المخلصون لا يطبعون ولا يراوغون”.
وأضاف: “بعد وفاة البابا شنودة ظهرت على استحياء رحلات السياحة الدينية المسيحية الى القدس بالمخالفة لقرار الكنيسة، وقالوا وقتها انها تتم بدون موافقة الكنيسة وأنها تقتصر على كبار السن فقط الذين يخشون ان توافيهم المنية قبل ان يحجوا، وفى السنوات التاليات، زادت الرحلات وتضخمت أعداد الزائرين”.
وتابع “ثم بعدها قام البابا تواضروس بزيارة القدس، وقالوا وقتها انه موقف استثنائى للعزاء، وإن الكنيسة متمسكة برفض التطبيع، واليوم أعلنت الكنيسة انها سترسل وفد من الأساقفة بناء على طلب الكنيسة الأثيوبية إلى “إسرائيل” للتفاوض بشأن ترميم دير السلطان”.
وأعلن الباحث في الشأن القومي والعربي عن رفضه للزيارة بقوله: “عفوًا نرفض زيارتكم ونرفض تطبيعكم ولا نصدق بياناتكم ونتشكك فى دوافعكم، ونؤكد أنه ليس على رأس أى مصرى، مسلمًا كان أو مسيحيًا ريشة لكي يبيح لنفسه التطبيع مع العدو الذي أجمع الشعب المصري بكل قواه ونقاباته على رفضه وإدانته”.
واختتم سيف الدولة منشوره قائلاً: “ولا تراهنوا على أن حرصنا على الوحدة الوطنية، وتصدينا للفتن الطائفية، وإيماننا بالمساواة بين كل المواطنين بصرف النظر على دينهم، سيحرجنا ويمنعنا من أن ننتقد ونرفض وندين تطبيع قادة الكنيسة مع العدو الصهيونى، مثلما أدنا من قبل تطبيع مفتى الجمهورية، الشيخ على جمعة”.
دير السلطان
ويعتبر دير السلطان هو أحد أهم الأماكن العربية المقدسة لمدينة القدس الشرقية، وبناه الوالي المصري منصور التلباني عام 1092 ميلادية فوق كنيسة القيامة التي تعد أقدم كنيسة في العالم بترخيص من الوالى العثمانى جلال الدين شاه، وظل الدير منذ نشأته حتى الآن المدخل الوحيد لدخول الحجاج المسيحيين إلى كنيسة القيامة، حيث يوجد قبر المسيح.
واستولى الاحتلال الإسرائيلي على دير السلطان في القدس الشرقية، وسلمتها إلى الرهبان الأحباش بعد طرد الرهبان المصريين منها بعد حرب يونيو 1967م.
ورفعت الكنيسة المصرية، أكثر من 100 دعوى قضائية أمام المحكمة العليا الإسرائيلية، وكسبتها جميعًا ضد الحكومة الإسرائيلية، وأثبتت حقها في الدير، لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترفض التنفيذ حتى الآن.