شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

رحلة جهاز “الكفتة” من بيع الوهم للبسطاء إلى الإعلان عن فشله رسمياً

رحلة جهاز “الكفتة” من بيع الوهم للبسطاء إلى الإعلان عن فشله رسمياً
على مدى عامين ونصف، أثار اختراع القوات المسلحة المعروف إعلامياً بجهاز الكفتة، الجدل حول مصداقيته وجدواه، وفي خلال تلك الفترة مر الاختراع المزعوم بعدة مراحل بين الإعلان عنه وتأجيل نتائجه عدة مرات ثم الإعلان رسمياً عن فشله .

على مدى عامين ونصف العام، أثار اختراع القوات المسلحة المعروف إعلامياً بجهاز الكفتة، الجدل حول مصداقيته وجدواه، وفي خلال تلك الفترة مر الاختراع المزعوم بعدة مراحل بين الإعلان عنه وتأجيل نتائجه عدة مرات ثم الإعلان رسمياً عن فشله في نهاية المطاف وإحالة الأطباء المروجين له للجنة آداب المهنة بنقابة الأطباء.

لجنة آداب المهنة

قررت لجنة التحقيق بالنقابة العامة للأطباء في مصر إحالة الأطباء المشاركين في الإعلان عن جهاز علاج الفيروس الكبدي «سي» المعروف إعلاميا بجهاز «الكفتة» إلى لجنة آداب المهنة.

وفي بيان لنقابة الأطباء عبر موقعها، وضحت أن المحالين للتحقيق قاموا بالإعلان والترويج لجهاز قبل إتمام الخطوات العلمية المتعارف عليها، مما أدى إلى الإضرار العمدي بالملايين من المواطنين المصريين، حيث انتظروا العلاج عن طريق الجهاز المزعوم.

والأطباء المحالون للمحكمة التأديبية هم أحمد على مؤنس، وسالي مصطفى محمود، وأحمد عبد الله صبري، ووائل أحمد محمد عطية.

وقد تمت تبرئة خمسة أطباء آخرين بعد ثبوت عدم حديثهم للإعلام بشأن الجهاز.

الإعلان عن جهاز الكفتة

 في 22 فبراير 2014، اعلن عن نجاح الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في ابتكار علاج جديد للمصابين بفيروسي “سي” و”الأيدز” عن طريق جهاز “سي سي دي” للقضاء على الفيروسات من النوعين.

وبث التلفزيون المصري وقتها، تقريراً ظهر فيه اللواء إبراهيم عبد العاطي – مخترع الجهاز –  وهو يفحص مريضا بواسطة الجهاز، ويبلغه: “تحاليلك زي الفل قدامي، وكان عندك إيدز وراح”.

كتب العقيد احمد علي المتحدث العسكري حينذاك، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “القوات المسلحة تحقق أول اكتشاف عالمي لعلاج فيروسات سي والإيدز”، مضيفا: “الرئيس  عدلي منصور (السابق) والمشير عبدالفتاح السيسي (وزير الدفاع آنذاك) شاهدا أحدث المبتكرات العلمية والبحثية المصرية لصالح البشرية والمتمثلة في اختراع أول نظام علاجي في العالم لاكتشاف وعلاج فيروسات الإيدز، دون الحاجة إلى أخذ عينة من دم المريض والحصول على نتائج فورية وبأقل تكلفة، وقد سجلت براءات الاختراع لها باسم رجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية”. 

علماء وأطباء يشككون

وبمجرد الإعلان عن الجهاز الجديد، هاجم عدد من الأطباء والعلماء، وقال المستشار العلمي لعدلي منصور د. عصام حجي، في تصريحات صحفية، إن جهاز الإيدز فضيحة علمية لمصر، معتبرا أن الاختراع غير مقنع وليس له أي أساس علمي واضح.

وأضاف : البحث الخاص بالابتكار لم ينشر في أي دوريات علمية مرموقة. 

السخرية من الجهاز

أثار إعلان الجهاز سخرية مواقع التواصل الاجتماعي، التي لم تتوقف على مدى العامين ونصف على وصفه بالفنكوش، مشككين في مصداقيته.

ومن أكثر الجمل التي كانت مادة للسخرية، وصف اللواء عبد العاطي للجهاز عندما قال “باخد الأيدز من المريض وأغذي المريض بيه وأديله صباع كفتة يتغذى عليه، باخد المرض وأديله غذا وده قمة الإعجاز العلمي”.

في الوقت نفسه، شن مؤيدي عبد الفتاح السيسي،حملة كبيرة ضد المشككين في اختراع القوات المسلحة، وقال عمرو مصطفى عبر صفحته على فيس بوك: ” طالما كلاب أمريكا في مصر بدأت تنبح بصوت علالي سبب اختراع القوات المسلحة، يبقى لازم نعرف أن الاختراع ده يمثل كارثة على أميركا”

 الإعلان عن بدء استخدام الاختراع 

وفي الموعد المحدد لاستخدام الجهاز الموافق 30 يونيو 2014، أعلن الفريق الطبي أنه لن يتم استقبال مرضى من المواطنين، وأوصى بضرورة توسيع العينة التي يشملها البحث لمدة 6 أشهر أخرى تنتهي في ديسمبر 2014.

وخابت بهذا القرار آمال البسطاء الذين صدقوا، أن الجهاز سيوقف معاناتهم مع الأمراض.

ومع اقتراب موعد الميعاد الجديد الذي حدده الفريق الطبي لاستخدام الجهاز رسمياً، نشر الإعلامي الساخر باسم يوسف عبر تدوين ساخرة له على “تويتر” قال فيها “في انتظارك يا غالي” قاصداً جهاز الكفتة.

 

 

وبحلول الموعد الثاني لبدء العلاج بالجهاز، التزمت القوات المسلحة بالصمت حيال الجهاز المزمع بد ء استخدامه، بينما تطوع هاني الناظر، عضو اللجنة المشرفة على الجهاز، بالإعلان عن تأجيل الإعلان عن نتائج التجارب لمدة ستة أشهر أخرى.

وتسبب تأجيل الجهاز في وضع مصداقية القوات المسلحة المصرية على المحك، كما أثار سخرية مواقع التواصل الاجتماعي.

الذكرى الثانية للإعلان عن الجهاز

في فبراير 2016، كان قد مر عامان على الإعلان الوهمي للاختراع، ولم يظهر أي بوادر لعلاج حالات أو استخدام للجهاز، 

 نشر الإعلامي المصري الساخر، باسم يوسف، بالاشتراك مع عالم الفضاء الدكتور عصام حجي، مقطعاً مصوراً يكشفان فيه ما كان يحتويه جهاز علاج الإيدز، المعروف إعلامياً بجهاز الكفتة، والذي أعلنت عنه القوات المسلحة المصرية قبل عامين.

وقال حجي : “شفت الجهاز، وفتحته ولاقيت فيه إريال طالع منه سلكين، ومتوصل بقاعدة من البلاستيك، وكان فيه حجر، والمختصين وقتها قالولي ده حجر “مكي”، بيساعد في لقط الإشارات اللي بتيجي من الفيروسات، والجهاز أصلًا ما كنش فيه أي شيء إلكتروني أو كهربائي”.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023