أعلنت السلطات التركية الرسمية فشل الانقلاب الذي قام به مجموعة من العسكريين المنتمين لجماعة “كولن” مساء أمس الجمعة ، حيث تم القبض على حوالي 2839 عسكريًّا من المتورطين في أحداث الانقلاب، بينهم ضباط من رتب مختلفة، بحسب بيان لرئيس الوزراء التركي.
وقد ارجع عدد من المحللين فشل الانقلاب رغم سطوته العسكرية إلى عدة عوامل ، منها:
وعي الشعب التركي
شهدت تركيا في تاريخها الحديث، العديد من الانقلابات طيلة الخمسة عقود المنقضية، كان أولها في 27 مايو 1960، حين وقع انقلاب عسكري أطاح بالحكومة الديمقراطية المنتخبة ورئيس البلاد.
وقام 38 ضابطا برئاسة الجنرال “جمال جورسيل” بالسيطرة على مقاليد الحكم في البلاد، وأحال الانقلابيون وقتها 235 جنرالا و5000 ضابط بينهم رئيس هيئة الأركان إلى التقاعد، كما تم وقف نشاط الحزب الديمقراطي واعتقل رئيس الوزراء “عدنان مندريس” ورئيس البلاد آنذاك “جلال بايار” مع عدد من الوزراء وأرسلوا إلى سجن في جزيرة “يصي أدا”.
وجر ذلك الانقلاب بعده ثلاثة انقلابات عسكرية أضرت بالحياة السياسية والاقتصادية بالبلاد، وكبدتها خسائر غير مسبوقة، وعززت الخلافات الداخلية لتسود حالة القمع والظلم كما يصفها المراقبون للشأن التركي، وهو ما أيقظ وعي الشعب التركي ضد أي محاولات انقلابية.
الإنجازات الاقتصادية للحكومة
شهدت تركيا خلال الفترة الأخيرة نجاحات واسعة للحكومة ، حيث بلغ الناتج القومي لتركيا عام 2013 حوالي تريليون ومائة مليار دولار وهو يساوي مجموع الناتج المحلي لأقوى اقتصاديات ثلاث دول في الشرق الأوسط ؛ إيران السعودية والإمارات فضلاً عن الأردن وسوريا ولبنان.
أردوغان قفز ببلاده قفزة مذهلة من المركز الإقتصادي 111 إلى 16 بمعدل عشر درجات سنوياً، مما يعني دخوله إلى نادي مجموعة العشرين الأقوياء الكبار (G-20 ) في العالم
تركيا صنعت و للمرة الأولى في عهد حكومة مدنية – أول دبابة مصفحة، وأول ناقلة جوية، وأول طائرة بدون طيار، وأول قمر صناعي عسكري حديث متعدد المهام.
أردوغان قفز ببلاده قفزة مذهلة من المركز الإقتصادي 111 إلى 16 بمعدل عشر درجات سنوياً، مما يعني دخوله إلى نادي مجموعة العشرين الأقوياء الكبار (G-20 ) في العالم
تركيا صنعت و للمرة الأولى في عهد حكومة مدنية – أول دبابة مصفحة، وأول ناقلة جوية، وأول طائرة بدون طيار، وأول قمر صناعي عسكري حديث متعدد المهام.
في عشر سنوات ؛ كان دخل الفرد في تركيا 3500 دولار سنوياً ارتفع عام 2013 إلى 11 ألف دولار ..! وهو أعلى من نسبة دخل المواطن الفرنسي، ورفع قيمة العملة التركية إلى 30 ضعف
المعارضة التركية
أدانت كل أحزاب المعارضة التركية محاولة الانقلاب من قبل مجموعة من عناصر الجيش المرتبطين بحركة غولن التي وقعت في وقت متأخر من أمس الجمعة.
وأكّد زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم أن محاولة الانقلاب غير مقبولة، وقال حسب بيان لرئاسة الوزراء التركية إن حزبه يعلن تضامنه مع الشعب التركي.
وفي وقت لاحق، قال بهتشلي في بيان مكتوب إن محاولة تعليق الديمقراطية وتجاهل الإرادة الوطنية هو خطأ كبير ضد تركيا، وقال: “إن الثمن الذي ستدفعه تركيا سيكون كبيرًا في حال حدوث حرب أهلية. حيث سيحتاج الشعب التركي كل أنواع التدخلات والمخاطرة بوحدتنا وسلامتنا الوطنية”.
ومن جهته، صرح زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو في وقت مبكر من يوم السبت بأن المجتمع يجب أن يبدي رد فعل موحّد ضد أي محاولة انقلاب.
وفي حديثه مع محطة أن تي في، قال كليجدار أوغلو إن تركيا “تعرضت للخراب بالانقلابات. لا نريد أن نمر بنفس المشاكل. سنحمي جمهوريتنا وديمقراطيتنا، ونحافظ على التزامنا بالإرادة الحرة لمواطنينا”، وأضاف: “مهما يكن ومن قبل أي كان يجب أن نقف موقفًا مشتركًا ضد الانقلاب كما نقف موقفا مشتركا ضد الإرهاب”.