تزايدت في الفترة الأخيرة ظاهرة لجوء المواطنين إلى هياكل الداوجن وبقايا اللحوم التي تخرج من المطاعم والمجازر والتي يستخدمها الأثرياء في طعام الكلاب أمامهم فلا تسمح لهم ظروفهم الاقتصادية الصعبة سوي بالاعتماد عليها بشكل أساسي.
وانتشرت داخل الأسواق العامة في محافظات مصر الأكشاك التي تبيع بقايا الدواجن التي تحتوي علي الأرجل والأجنحة والعظام والرقبة هذا السوق يتمتع بشهرة كبيرة لدي الفقراء وسكان المناطق العشوائية.
بعد ارتفاع أسعار الدجاج إلى 25 جنيه كمتوسط لسعر الكيلو، تركها الفقراء واعتمدوا على فضلاتها، فبعضهم اتجه إلى شراء الهياكل والأرجل.
ويصل سعر كيلو الهياكل (جناح الدجاجة ومعه عظام الصدر بعد إخلاء اللحوم منها والرقبة)، إلى 13 جنيه للكيلو، بينما تراوح سعر كيلو الأرجل من 7 إلى 9 جنيهات للكيلو، وزاد الإقبال عليها بشكل كبير بعد رفع أسعار الدجاج.
وهناك الأجنحة بمفردها دون الرقاب والهيكل العظمى، إلا أن سعرها مرتفع عن باقى الفضلات، ليصل متوسط سعر الكيلو إلى 16 جنيهًا، وهى بديل أيضا للبعض عن لحوم الدجاج.
أبوخليل، “فرارجي” قال، لـ”رصد”، إن الهياكل هي البديل الفعلي عن لحوم الدجاج، وذلك ليس بجديد، فالمواطنون بالفعل باتوا لا يستطيعون تحمل أي غلاء، مؤكدًا أن الإقبال على الدجاج قل بشكل كبير في الآونة الأخيرة وأن المواطنون يطلبون الهياكل.
وأضاف: أما الأثرياء فسيتخدمونها في إطعام الكلاب.
وأشار أبوخليل إلى أن هذا يسبب له مشكلة أيضًا؛ لنفاد الكمية مع ثبات كميات اللحوم، قائلاً: “أشترى 4 أقفاص فراخ بيفضلوا أسبوع مايخلصوش، الناس ربطت على بطنها وبطلت تشتري الحالة دي أول مرة نوصل لها، فيه غلابة كتير بطلوا ياكلوا فراخ وبيكتفوا بالبقايا لعمل الشوربة والطبخ بها دون النظر إلى طبيعة ما يأكلونه”، لافتا إلى أن تجارة لحوم الدجاج تعاني من الكساد، وبعض المحال تم إغلاقها لقلة الإقبال”.
أما عن أرجل الدواجن فقد أكد أنه لا يبيعها، لكن هناك من يأتي إليه ويقول إنه يأخذها للكلاب، فيعطيها له بلا ثمن قائلًا: “أنا بابقى عارف إن اللى بييجوا ياخدوا الأرجل بيكونوا عايزين ياكلوها، وباديها لهم بدون ثمن رأفة بحالهم، الناس حالتها بقت تصعب على الكافر، ومابقوش لاقيين ياكلوا”.
وتقول أم بسنت :” أشتري الهياكل أعمل منها شوربة وأفرح الأولاد بعد أسعار الفراخ ما ولعت لدرجة المواطن لا يتحملها”، فالدجاج ارتفع سعره على مدار الأسبوعين الماضيين، لذا اضطرت هى وغيرها من المواطنين الفقراء إلى شراء الهياكل والأرجل في بعض الأحيان ليطبخوا بها ويستخدموا شوربتها ويطعموا أطفالهم.
عشفة المواشي
ولجأ آخرون إلى “عفشة المواشي وهي “الفشة والكرشة والممبار والطحال وغيرها من أحشاء الماشية”، التي باتت البديل عن اللحم الأحمر الذي وصل سعر الكيلو منه إلى 110 جنيه.
وعن أسعار “العفشة” فقد وصل سعر كيلو “الكرشة” إلى 35 جنيه، و”الفشة” 30، و”الممبار” 35، وأرجل الماشية الواحدة بـ40 جنيه، ولحمة الرأس الكيلو بـ40 جنيهًا.
وتتراوح أسعار اللحم المستورد من 40 إلى 50 جنيهًا للكيلو، أما باقي المجمدات فقد لاقت أيضًا رواجًا؛ لانخفاض أسعارها.
عبد الله عبد العزيز، أحد تجار اللحوم المجمدة، قال إن الشهرين الماضيين شهدت المجمدات واللحوم المستوردة إقبالاً كبيرًا على عكس الفترة الماضية، فقد كان المواطن يأنف من شراء اللحوم المستوردة مبديًا تخوفاته منها، إلا أن الشهرين الماضيين شهدا حالة من الرواج منقطعة النظير، مؤكدًا أن هذا ناتج عن ارتفاع أسعار اللحوم البلدي.
الأسواق الشعبية
هناك أماكن محددة وأسواق بعينها يلجأ إليها الفقراء، وعلى رأسها أسواق “العتبة” و “الموسكي” و”حمام التلات” و”حارة اليهود”، بحثًا عن أقل تكلفة للبضائع حيث تحتوي تلك الأسواق على البضائع المهربة التي تُباع بأسعار أقرب إلى الجملة لتناسب تلك الشريحة.