انتهى منذ قليل، اجتماع اللجنة الثلاثية المشتركة من هيئات مكاتب لجان الدفاع والأمن والوطني وحقوق الإنسان والعلاقات الخارجية بالبرلمان، لمناقشة ودراسة تطورات أزمة مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني فى القاهرة، مطلع العام الجارى. 

وقال اللواء كمال عامر رئيس لجنة الأمن القومي واللجنة المشتركة من مكتب لجنة حقوق الإنسان والخارجية بمجلس النواب، إن هذه اللجنة المشتركة هي لجنة أزمة؛ تهدف لاحتواء ملف قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليز ريجيني وتداعياتها، مستخدمين في ذلك الدبلوماسية البرلمانية. 
جاء ذلك على غرار  موافقة مجلس الشيوخ الإيطالي، الأربعاء الماضي، على قرار بوقف تزويد مصر بقطع غيار لطائرات (إف-16) الحربية، احتجاجًا على مقتل ريجيني.
ونوه عامر عقب الاجتماع الثلاثي المشترك، إلى أن هذا الاجتماع تنسيقي و تمهيدي لاجتماع موسع سيعقد، يوم الاثنين المقبل، بحضور ممثلين عن وزارت الداخلية والخارجية والنيابة العامة والمخابرات العامة؛ لاستجلاء كل ما وصل إليه التحقيق، والمقترحات التي من الممكن أن تدعم حل الأزمة. 
يشار إلى أنه سوف تعد اللجنة تقريرًا عقب الاجتماع ترفعه للدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب بحسب ما أكده اللواء كمال عامر. 
وشدد على العلاقات الجيدة التي تربط مصر وإيطاليا، وحرص القاهرة على تقوية العلاقات، مستبعدًا دبلوماسية التصادم أو الدبلوماسية الخشنة، بحسب قوله.
وأضاف عامر “إيطاليا دولة ذات سيادة، ومن حقها أن تتخذ القرار الذي تراه، ونحاول أن نثنيها عن قرار وقف مد مصر بقطع غيار طائرات إف 16، ولكن هذا لا يعني أن مصر ليس أمامها بدائل أخرى”.
وتابع “بعد الاستماع للجهات المعنية، من الممكن بلورة عدد من التوصيات النهائية، ومنها تشكيل وفد من اللجنة المشتركة التي تضم لجنة العلاقات الخارجية والدفاع والأمن القومي وحقوق الإنسان لزيارة مجلس الشيوخ الإيطالي”.
وردًا على ما تردد حول سحب إيطاليا لسفيرها من مصر كخطوة تصعيدية جديدة، أكد عامر أن إيطاليا لم تسحب سفيرها، ولكنها استدعته للتشاور، لافتًا إلى أن اللجنة التي تم تشكيلها من قبل رئيس المجلس لبحث الأزمة، استعانت بأستاذ قانون دولي للاستفادة من خبراته في التعامل مع تلك الأزمة.
وفي ذات السياق، قال عاطف مخاليف وكيل لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان: “إن اجتماع اللجنة ناقش قرارات مجلس الشيوخ الإيطالي؛ للتخفيف من حدة الأزمة الحالية، حتى لا تتحول الأزمة لشبه كارثة”، بحسب وصفه.
وأوضح مخاليف، أنه تم طرح فكرة إرسال وفد لمجلس الشيوخ الإيطالي؛ لبحث الأزمة معهم، والتعرف على طبيعة مطالبهم، مشيرًا إلى أن بعض الأعضاء طالبوا بضروة التعامل بندية مع إيطاليا، لأن التعامل بتلك الطريقة سيدفعهم لاتخاذ قرارات أخرى مليئة بالتهديد والوعيد.
وأضاف مخاليف “نحتاج للبحث عن حلول غير تقليلدية لمواجهة تلك الأزمة، خاصة أن هناك العديد من أوجه التعاون المشترك مع إيطاليا”.
واختفى ريجيني -وهو طالب دراسات عليا بجامعة كمبردج- يوم 25 يناير الماضي، وعثر على جثته وبها آثار تعذيب يوم الثالث من فبراير على جانب طريق مصر- إسكندرية الصحراوي.
وكان تشريح جثة الطالب جرى في إيطاليا كشف أن الوفاة ناجمة عن ضربة عنيفة أسفل الجمجمة فضلا عن وجود كسور متفرقة في أنحاء الجسم.
وكانت إيطاليا استدعت، في أبريل الماضي، سفيرها لدى مصر للتشاور، بعد رفض القاهرة تقديم معلومات تعتبرها روما ضرورية لحل لغز مقتل الطالب ريجيني.
وفي 16 يوينو الماضي، قال وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني، إن سفير إيطاليا لدى مصر سيبقى في روما في الوقت الراهن بسبب التوترات بين البلدين على خلفية قضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني.