تأسست “حركة تمرد” في أبريل 2013م، وانطلقت لجمع التوقيعات لسحب الثقة من أول رئيس مصري منتخب الدكتور محمد مرسي، والإعلان عن انتخابات رئاسية مبكرة، بمبرر أنه لم يف بوعوده، وتدهور الاقتصاد وغياب الأمن.
وبدأت حركة تمرد من القاهرة بدعم من تيارات وقوى وشخصيات بارزة في المعارضة، أبرزها جبهة الإنقاذ الوطني، وحركة كفاية والجمعية الوطنية للتغيير ونقابة المحامين ورئيس حزب الدستور الدكتور محمد البرادعي، ومؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي، وتبع ذلك انتشار حملتها لجمع التوقيعات في مختلف محافظات مصر، ونرصد في التقرير التالي قيادات تمرد، وأين وصل بهم الحال الآن بعد ثلاث سنوات من انطلاق الحركة.
بداية الانقسام
تفجرت أولى الأزمات داخل الحركة بالتزامن مع انتخابات رئاسة الجمهورية، في مايو من العام الماضي، حيث أعلن فريق من المؤسسين، على رأسه كلا من حسن شاهين ومحمد عبدالعزيز، تأييد ترشح حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي، وحضروا مؤتمر إعلان ترشحه، بينما أعلن كلا من محمود بدر ومها أبو بكر تأييد ترشح المشير عبدالفتاح السيسي، ما ترتب عليها تجميد عضوية “حسن شاهين ومحمد عبد العزيز” بعد إعلان الحركة دعم “السيسي” في الانتخابات.
وتبع ذلك استقالة مصطفى السويسي منسق الحركة في السويس وصاحب اختيار يوم 30 يونيو، وماري بسيط عضو المكتب السياسي، التي أعلنت انسحابها من الحزب وعدم خوضها الانتخابات على القائمة المشارك فيها الحزب، بالإضفة إلى 55 عضوًا آخر بالحزب تحت التأسيس.
محمود بدر
احتفظ محمود بدر بوضعه كمؤسس وراعي لحركة تمرد، وخرج بالاسم ليدشن به حزب الحركة الشعبية العربية “تمرد”، متوليًا رئاسته، الأمر الذي حدا ببعض أعضاء الحركة الأم بالطعن على اسم الحزب واستغلاله من قبل “بدر”.
وتولى “بدر” منذ تأسيس الحركة حتى اليوم عدة مهام، كان أبرزها عضويته بلجنة الخمسين لكتابة الدستور، ثم تقديمه لأوراق الحزب بصفته رئيسًا، وانتهى بعضوية مجلس النواب بعد دخوله تنسيقية قائمة في حب مصر الانتخابية التي دشنها اللواء سامح سيف اليزل مع عدد من الشخصيات العامة والسياسية.
محمد عبد العزيز
كان محمد عبد العزيز قياديًا بتنسيقية شباب حركة كفاية، كما تولى مهمة المتحدث الإعلامي لـ”كفاية” في فترة من الفترات، كما كان أحد مؤسسي 6 أبريل وحركة شباب من أجل العدالة والحرية، وائتلاف شباب الثورة.
عقب انتهاء حكم الإخوان، اختير “عبد العزيز” عضوًا بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، كما اختير عضوًا بلجنة الخمسين لكتابة الدستور، وانضم إلى حملة ترشح حمدين صباحي لرئاسة الجمهورية، مخالفًا بذلك فريقًا من مؤسسي الحركة، الذين أعلنوا تأيدهم لـ”السيسي” في انتخابات رئاسة الجمهورية.
و”عبد العزيز” الآن عضو بالمكتب السياسي لحزب التيار الشعبي تحت التأسيس، بالإضافة إلى عضويته بالمجلس القومى لحقوق الإنسان.
محب دوس
أول من أعلن خروجه من الحركة، وأعلن وقتها أن دورها انتهى بسقوط حكم الإخوان، معتبرًا أن مهمتهم كانت تحقيق أهداف إجراء انتخابات رئاسية مبكرة فور عزل محمد مرسي.
ورفض “دوس” فكرة تحويل الحملة لحزب أو حركة سياسية، للحفاظ على مكانتها ودورها التاريخي، وطالب مؤسسي الحملة بالعودة لصفوف شباب الثورة إما كمستقلين أو الانضمام إلى كيانات سياسية.
مها أبو بكر
مها أبو بكر محامية، وعضو مؤسس بحركة كفاية، عملت لأكثر من 10 سنوات بلجنتها القانونية، سبقتها بعضوية نادي الفكر الناصري وجماعة المحامين الناصريين والحزب الناصري، وكانت أحد الأعضاء المؤسسين في حركة تمرد منذ عامين، وممثلة للعنصر النسائي بها.
تولت أبو بكر مهام العمل القانوني للحركة، وكانت أحد الأعضاء الذين أيدوا تحول الحركة لحزب سياسي، واختيرت في عضوية لجنة الخمسين لكتابة الدستور ممثلة عن حركة تمرد في المجموعة الاحتياطية.
تتولى “أبو بكر” الأن مهمة المتحدث الإعلامي لحزب تمرد تحت التأسيس، كما تتولى رئاسة اللجنة القانونية للحزب.
حسن شاهين
دخل حسن شاهين حملة تمرد من باب العمل الطلابي، واستمر في الحركة حتى انتخابات الرئاسة، وانضم إلى حملة المرشح الرئاسي حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي، وعقب الانتخابات الرئاسية انضم “شاهين” رسميًا للتيار الشعبي، متوليًا عضوية المكتب السياسي لحزب التيار الشعبي تحت التأسيس.
التمويل الأجنبية
على الرغم من إعلان قادة الحملة دائمًا أنهم يعتمدون على تمويلهم على التبرعات من أعضاء الأحزاب التي تساندهم باستمرار من أحزاب ليبرالية وعلمانية وشخصيات سياسية بارزة، ولكن سرعان ما بدأت تتضح الصورة، وبدأت الاتهامات كذلك تظهر وبقوة، ولعل من أبرز ما يدل على تمويلهم من الخارج هو ما كشفه المحامي محمد فاضل،خلال استضافته على الهواء في برنامج “العاشرة مساءً”، مع محمد نبوي المتحدث السابق لحركة تمرد، ومحمد بدر وكيل مؤسسي الحركة الشعبية تمرد، وإعلانه بأنهم يتلقون تمويلات أجنبية لمساندة ة 30 يونيو، والمشاركة في حملة تمرد.
وقال فاضل إن أحد المسؤولين في السفارة الإماراتية قام بالاتصال بكلاً من: دعاء خليفة، ومحب دوس، وقام بإبلاغه أن هناك شيك بقيمة 30 ألف دولار سيتم إرساله على عنوان منزله، لافتًا إلى أنه رفض تلقي أي مقابل مادي في سبيل خدمة وطنه وإيمانه بثورة 25 يناير.
وأضاف فاضل، أنه تقدم ببلاغ إلى النائب العام، ضد محمود بدر، ومحمد نبوي، يفيد بوجود أدلة تلقيهم تمويلات أجنبية تقدر بملايين الجنيهات، مشيرًا إلى أن هناك 5 شيكات قيمة كل شيك مليون جنيهًا تم تلقيها من شيوخ قبائل سيناء قبل 30 يونيو، بحجة المساهمة بالإعاشة الخاصة بالميدان والخيم الخاصة بالميدان.
وأشار إلى أن هناك 30 شيك، قيمة كل شيك 100 ألف دولار، تم تلقيها من الجالية المصرية العربية بأمريكا، تم ذلك من خلال وسيط وهو رئيس الجالية، وأحد المعدين بقناة العربية، وأُعلن ذلك في أحد الصحف.
تسريبات تكشف المستور
وكشفت التسريب، الذي انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي لحديث دار بين اللواء عباس كامل مدير مكتب عبدالفتاح السيسي، الذي كان وزيرا للدفاع وقتها، وصدقي صبحي الذي كان رئيسًا لهيئة الأركان، طالب فيه كامل بمبلغ 200 ألف من عملة لم يحددها، من الحساب الخاص بـ”تمرد” الذي حوله مسؤول بالإمارات.
وكشف التسريب عن عقد لقاءات سرية بين السيسي ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، ليثبت التسريب، الأخبار التي أثيرت حول تقديم بلير دعما لنظام السيسي في الأوساط الغربية واستشارات له.
ولم ترد الحكومة المصرية على هذه التسريبات التي أثارت جدلاً واسعًا في الشارع المصري، سوى بتعليقات من رئيس الوزراء إبراهيم محلب، والسيسي نفسه، بأنه لن ينال أحد من علاقة مصر بالخليج، ولم ينف أحد أو يؤكد صحة التسريبات.
اعترافات
تمرد والمخابرات واعترافات آخرى
كان أول من كشف ما قالته غادة نجيب عضو اللجنة المركزية للحركة، والتي أعلنت انسحابها منها وقالت عن سبب الانسحاب إنها اكتشفت علاقة الحركة بالمخابرات المصرية عن طريق حمدين صباحي وضياء رشوان، وقالت إن المتحدث باسم الحركة محمد عبدالعزيز سافر إلى شرم الشيخ والتقى رجال حسين سالم هناك وأخذ منهم أموالاً طائلة لينفق بها على الحركة.
وقالت غادة نجيب، في تدوينة لها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” في شهادتها عن حركة تمرد: “ممكن الكلام جاي متأخر، بس بعض الأصدقاء بيلحوا عليّ إني أقول اللي عندي وأخلص ذمتي؛ البداية كانت لما أحمد طلعت، وهو عضو في المركزية وأدمن الصفحة الرسمية لتمرد كلمني عنها وافقت على طول وقررت أكون معاهم وقلت وقتها أنا بتنفس تمرد؛ كانت الأمل بالنسبة لي والمخرج للخلاص من شخص مرسي اللي أهدر الثورة وأضاعها، مش هطول عليكم ومش هدخل في تفاصيل إنه ماكانش عندهم رؤية ليوم 30 ولا خطة للي هيحصل بعد ما نجمع التوقيعات ولا إزاي إن فيه تيارين جوه اللجنة وإن الخلافات كانت كبيرة جدا”.
وتابعت نجيب: “المهم بداية شكِّي في تمرد حصلت بعد ما نقلنا للمقر اللي في شارع معروف اللي المفروض إن الشقة بتاعت أحمد عبدالربو، وطبعا مطلعش كده لأنه جات لي معلومة مؤكدة إن اللي بيدفع فلوس المقر واحد اسمه محمود سامي، وهو رجل أعمال والوجهة لبعض شركات الخرافي ومجرد اسم الخرافي لوحده هو شيء كارثي، رجل أعمال كويتي هو اللي بعت المحامين الكويتيين اللي دافعوا عن مبارك”.
وأضافت قائلة: “كلمت حسن شاهين وأنا بصوت فيه أقسم لي إنه مايعرفش وإنه حالا هينقل ونزلت له لأن ماكانش فيه فلوس للعربيات اللي هتنقل ورق تمرد وفعلا نقلناها للجمعية الوطنية للتغيير، بعد كده ابتديت أحس إن فيه أوامر بتيجي من فوق مش عارفة منين لسه بس في حد بيقول حاجة والأربعة المتصدرين المشهد بينفذوها حتى ولو كل الأعضاء رافضين؛ واجهت حسن بحاجة كانت اتقالت قدامي وإن فيه تنسيق بين تمرد وبين المخابرات، واتفاجئت برد حسن عليّ أيوة فيه تنسيق بس مش مباشر وإن ضياء رشوان بيقوم بالدور ده”.
وأردفت: “بس اللي عرفته بعد كده إن مش ضياء رشوان لوحده وإن حمدين صباحي له دور كبير في الموضوع ده، وفي نفس اليوم اتفاجئت إن حسن شاهين راح قعد مع تهاني الجبالي؛ طبعا”، على حد ذكرها.
كذلك قامت دعاء خليفة عضو اللجنة المركزية للحركة بمحافظة الدقهلية بالانسحاب من الحركة، وقالت اكتشفت حصول الحركة على تمويل من الخارج بمبالغ طائلة، وخصوصًا من دولة الإمارات والكويت والبحرين.