أكد المفكر الفلسطيني عزمي بشارة، مدير المركز العربي للأبحاث، أن بريطانيا تريد منافع أوروبا دون تحمل أي أعباء.
وقال معلقا على التصويت بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلال منشور له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “إذا خيِّر الناس البسطاء عند التصويت فإنهم يفضلون المشاركة في المنافع دون الأعباء، ولكن هذا التخيير خاطئ من أساسه، فليس في الدنيا خيارات من هذا النوع”.
وأضاف: “بريطانيا تريد منافع أوروبا دون أعباء الهجرة الداخلية الأوروبية وحرية الحركة والعمل وغيرها.. سوف تفاوض لاحقًا لغرض الحصول على المنافع دون الأعباء، ولكنها سوف تفشل في ذلك.
وتابع: “إذا خيرت الناس عند التصويت بين هوية وطنية منغلقة، نحن أم الآخرون، فإنهم يختارون “نحن”، لكن التخيير بين بديلين بهذا الشكل من أصله غير صحيح ولا أساس له في الواقع المعاش، ومن هنا رخص الدعاية الوطنية الشوفينية وديماغوغيتها”.
وأوضح أن “الناس التي تتعامل مع الأجانب صوتت عموما ضد الانسحاب (لندن مثلاً)، الناس الذين خوفوا الآخرين من الأجانب هم الذين لا يحتكون بهم، وهم الأقل “تضررًا” منهم.. هؤلاء صوتوا من أحل الانسحاب.. لا تبحث عن المنطق حين تشتغل الشعارات وتشتعل الغرائز”.
وأردف: “الشباب عموما مع التواصل وتجاوز الحدود (75% منهم صوتوا مع البقاء في الاتحاد)، لكن الجيل القديم يصادر مستقبل الجيل الجديد بترسيمها”.
وشدد على أن “التصورات التاريخية الأسطورية لبلد من البلدان وشعب من الشعوب تلعب دورًا تحديد هوية الناس، ولا يبذل جهد كاف في تفنيد الأساطير والخرافات عن التاريخ الذاتي، والتي تعلق في الذاكرة الجماعية وتشكل الهوية، تسهم لاحقًا في تحديد السلوكيات السياسية عند المفترقات الكبرى”.