حاولت أن أنظر بمنطق الدولجية السياساوية إلى قرارات أوربية وأميركية غاية في الخطورة، مثل تسليم شيراك الرئاسة الفرنسية لساركوزي، وتولي أوباما رئاسة أميركا، وأخيرا استفتاء الناخبين البريطانيين على خروج بلادهم من الاتحاد الأوربي! ويالها من كوميديا سوداء! ترى ماذا كانوا سيقولون؟؟
***
أولا النسبة التي خرجت بها بريطانيا من الاتحاد ليست كافية! 52% ليست كافية أبدا لتقرير مصير الدولة، وبالذات في أمر خطير كهذا!
في قضايا كهذا جب ألا تقل النسبة عن 80-90% وفق النائب البرلماني الانجليزي.”مصطفى ايرلي”.
المرشح الوزاري السابق “حمدين مورنينج” يرفض الاعتراف بالنتيجة ويطالب بإعادة الاستفتاء، قائلا أن الأغلبية الصغيرة لا يجب أن تتحكم في الأقلية الكبيرة!
جبهة “رسكيو انجلاند” تعقد مؤتمرا استثنائيا وتدعو الجماهير للاحتشاد في ميدان الطرف الأغر الشهير في قلب العاصمة الإنجليزية لندن، وتطالب الجيش البريطاني بالتدخل لإنقاذ البلاد في هذا الظرف الدقيق.
بيان من الجيش الملكي البريطاني يطالب فيه القوى السياسية بالتوافق خلال 48 ساعة وإلا فإنه سيضطر للتدخل لإنقاذ البلاد!
طائرات بريطانية مقاتلة ترسم علم بريطانيا في سماء لندن فوق المحتجين على نتيجة الاستفتاء، وطائرات الهلكوبتر تلقي زجاجاة مياه وعصير على المحتجين!
اختفاء رئيس الوزراء البريطاني ووزير الدفاع يعلن عن إلقائه بيان على الأمة الإنجليزية بحضور ممثلين عن كنيسة ويستمنستر، ورؤساء الطوائف الدينية.
وزير الدفاع يعلن خارجة طرق تشمل تعطيل الدستور البريطاني بشكل مؤقت وحل البرلمان المنتخب، وتعيين رئيس المحكمة الدستورية رئيسا مؤقتا، وإجراء انتخابات مبكرة للاستفتاء على مصير بريطانيا في البقاء في الاتحاد أو الخروج!
اعتقال المؤيدين لنتيجة الاستفتاء والزج بهم في السجون بتهمة التظاهر من غير تصريح!
مجموعة من الفنانين البريطانيون منهم ممثلون قاموت بأداء دور جيمس بوند في أفلام الخابرات الإنجليزية يتقدمون حملة “انجلترا قريبة” وجموعة مغنين يتقدمون بأغنية “تسلم يور هاندس” لشكر الجيش على إنقاذ مصير البلاد!
إحدى معجبات وزير الدفاع البريطاني تكتب له: لو طلبني في شقة حروحله! ومعجبة أخرى تكتب له سابالك المفتاح قدام الباب!
كاتب بريطاني يكتب لوزير الدفاع قائلا: اور ويمن آر برجنانت اوف يور ستار”
***
إنها حقا كوميديا سوداء! لكن أسوأ ما فيها وأكثر متا يبكي القلب قبل العين أن شيئا من هذا لم يحدث، ومرت نتيجة الاستفتاء دون حتى أن يشكك فيها أحد! حسرة علينا!