الداخلية ذكرت في بيان لها أنها “نجحت من خلال التحريات السرية حول تسريب الامتحانات، في التوصل إلى أن وراء ارتكاب الواقعة المدعو عاطف ع.م، رئيس قسم بالمطبعة السرية بوزارة التربية والتعليم، وهو محبوس على ذمة القضية، بجانب 8 آخرين من بينهم زوجته“.
وبحسب البيان “فإن المتهمين اشتركوا فيما بينهم لتسريب أسئلة وإجابات امتحانات الثانوية العامة، مقابل مبالغ مالية”.
وتابعت الداخلية : رئيس المطبعة السرية تمكن من الحصول على أسئلة وأجوبة امتحان اللغة العربية من خلال عمله كمسئول عن طباعة أسئلة الامتحانات بالمطبعة السرية، واستولى على أسئلة مادة التربية الدينية من جهاز خاص بأحد زملائه المسئول عن المادة بالمطبعة، ونقلها من خلال وحدة تخزين “فلاشه” إلى منزله، ووضعها على جهاز الحاسب الخاص به، وعقب ضبطه طلب من شقيقيه محو جميع محتويات جهاز الحاسب الخاص به.
تحريات غرفة عمليات وزارة التربية والتعليم
وفي تصريحات صحفية، كشفت مصادر مطلعة، أن النيابة العامة تسلمت إفادة من غرفة العمليات المركزية لامتحانات إتمام الدراسة الثانوية بوزارة التربية والتعليم، بشأن التحريات التي تجريها النيابة العامة في واقعة تسريب امتحانات الثانوية العامة.
وأكدت الوزارة تسريب مادة اللغة العربية، بالإضافة إلى تداول نموذج الإجابة الخاص به، بذات الكيفية الموجودة بنموذج الاجابة المعد بواسطة الهيئة الفنية لواضعي أسئلة الامتحانات في نفس الوقت عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، في الساعة 9 صباحًا يوم الأحد 5 يونيو، وهو ما يشير الى أن المادة تم تسريبها من خلال المطابع السرية.
ووفقًا للخطاب، فإن الوزارة أوضحت للنيابة، أنه تبين تداول أسئلة امتحانات مادة اللغة العربية عبر مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، في الساعة 9 صباحًا يوم الأحد 5 يونيو، بالإضافة إلى تداول نموذج الإجابة الخاص به في نفس الوقت، وبذات الكيفية الموجودة بنموذج الإجابة المعد بواسطة الهيئة الفنية لواضعي أسئلة الامتحانات.
وأكدت غرفة العمليات، أن امتحانات مادة التربية الدينية تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل بدء موعد انعقاد الامتحانات بحوالي ساعة، وبناءً عليه أصدر وزير التربية قرارًا بإلغاء الامتحان وتأجيل موعده ليوم الأربعاء الموافق على 26 يونيو.
ومن المفترض أن اختيار أعضاء المطبعة السرية المسئولة عن طبع امتحانات الثانوية العامة، يتم بعد تحريات الأجهزة الأمنية بشأنهم.
قرار النيابة
وأكدت مصادر مطلعة أن النيابة العامة أمرت بضبط وإحضار زوجة “عاطف.ع.م” موظف المطابع السرية بوزارة التربية والتعليم، بالإضافة إلى شقيقتها، في واقعة تورطهم معه في تسريب امتحانات الثانوية العامة، بالإضافة إلى والدة مؤسس صفحة “شاومينج بيغشش الثانوية العامة”، كما طلبت النيابة الاستعلام عنه واثنين من الموظفين بوزارة التربية والتعليم، في واقعة تسريب امتحانات الثانوية العامة، بالإضافة إلى تحريات الرقابة الإدارية حول الواقعة.
تحريات مكافحة جرائم الإنترنت أكدت تورط “عاطف.ع.م” موظف المطابع السرية بوزارة التربية والتعليم في ترسيب امتحانات الثانوية العامة، كما كشفت عن تورط زوجته وشقيقتها في الواقعة، والتي أمرت النيابة بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، بعد التحقيق معهم.
وكشفت التحقيقات التي تجريها النيابة أن نجل شقيقته في مراحل الثانوية العامة، بالمخالفة للقواعد والقوانين التي تمنع تواجد أي شخص لديه أقارب في مراحل الثانوية العامة.
كما أكدت المصادر أن مباحث مكافحة جرائم الانترنت قامت بإجراء تتبع للأجهزة لصفحات تسريب امتحانات الثانوية العامة، لتحديد أماكن تسريب الامتحانات ونطاق تسريبها، للوصول للمتهمين، كما تم فحص جهاز الكمبيوتر الخاص بالمتهم “عاطف.ع.م”، وتبين من خلال الفحص أنه تم مسح جميع محتوياته قبل فحصه.
وكانت نيابة جنوب القاهرة أمرت بإخلاء سبيل 5 من العاملين بالمطابع السرية لوزارة التربية والتعليم وعلى رأسهم، “محمد مسعود السيد مدير المطبعة السرية، و مجدى.م.ي” موظف مراجعة نموذج أسئلة امتحانات الثانوية العامة، و”محمد.د.م” و” محمود.ف.إ”، كما أمرت بتجديد حبس ” عاطف.ع. م” 15 يومًا على ذمة التحقيقات التي تجريها معه النيابة.
وأنكر جميع المتهمين خلال جلسة التحقيق كافة الاتهامات الموجهة إليهم، وطلبت هيئة الدفاع إخلاء سبيلهم، وعدم وجود أدلة اتهام.
واستندت هيئة الدفاع الى أقوال “مهند .أ.م” مدير صفحة شاومينج في تحقيقات نيابة الوراق، والذي أعترف بتسريب الامتحانات ورفعها على شبكة التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.
أقوال مدير صفحة شاومينج في تحقيقات تلخصت في أن التسريبات التي كان يتم رفعها كان يحصل عليها من داخل اللجان، مؤكدًا عدم تسريبها من المطابع السرية لوزارة التربية والتعليم، بالإضافة الى تصريحات وزير التربية والتعليم، والمنشور بعدد من الصحف بتاريخ 11 يونيو والذي أكد فيه أن المطابع السرية مؤمنه ولا يمكن اختراقها، وأن نسبة النجاح تصل إلى 94 % ، وأنه لا توجد تطابق في إجابات أسئلة الامتحانات.
وتعد المطبعة السرية، التابعة لوزارة التربية والتعليم، أكثر الجهات سرية داخل أروقة الوزارة، ويمنع كافة قيادات الوزارة من دخول المطبعة، وتنتهي عملية متابعة المطبعة السرية بالنسبة للقيادات بتنفقد المطبعة من الخارج، ولا يستطيع أي شخص داخل التربية والتعليم من غير أعضاء المطبعة الدخول إليها خلال فترة الامتحانات من أجل الحفاظ على السرية.
ومن المتوقع أن يتم إجراء تغييرات موسعة في أعضاء المطبعة السرية، عقب الانتهاء من امتحانات العام الجاري، كما حدث في عام 2008م، عندما تم تسريب امتحانات الثانوية العامة في القضية الشهيرة، وبعدها تم تغيير طاقم المطبعة السرية بالكامل.