بات سكان مثلث ماسبيرو أمام خيارين، وهما “السكن المشروط” أو “التهجير”، حيث يعيشون في منطقة حيوية منذ عشرات السنيين، وبدلاً من بناء مساكن جديدة في نفس المثلث، يتم إجبارهم على الرحيل، مقابل ترك المنطقة التي تقع في مكان حيوي بوسط القاهرة، مما جعلها مطمع لكثير من رجال الأعمال المصريين والأجانب الذين يحاولون بكل الطرق إبعاد أهل هذه المنطقة منها، كي يهدموها ويقومون ببناء منتجعات سياحية وفنادق وأبراج، وهو الأمر الذي يرفضه الأهالي الذين أكدوا أنهم لن يخرجوا من منطقتهم إلت علي جثثهم.
وعد بشقة و120 ألف جنيه
أكد علي سعد، أحد سكان المنطقة في حديثه لـ”رصد”، أنه تم وعده منذ أن كان يتولى رئاسة حي بولاق شخصًا يدعي سيف الإسلام، أنه سيتم إعطاء كل شخص له شقة أو غرفة في المنطقة، شقة و120 ألف جنيه، كتعويض له علي تركه مسكنه، ولكنهم تفاجأوا بأن الاتفاق قد تغير، وأصبح قيمة التعويض 45 ألف جنيه فقط، إما أن يتم بناء برجين لأهالي المنطقة على أن يدفع الأهالي مبلغ 5000 جنيه كمقدم، وقسط شهري بقيمة 600 جنيه، وهو الأمر الذي يرفضه الأهالي نظرًا لأن مكان سكنهم قيمة إيجاره الشهري تقدر بجنيهين، أو خمسة جنيهات كحد أقصي.
وعد من وزارة الدولة للعشوائيات
وأضاف محمد، أحد سكان المنطقة أنه في عهد ليلي إسكندر وزيرة الدولة للعشوائيات السابقة، تم وعدهم ببناء مساكن لهم، وبعد إنضمام وزارة العشوائيات لوزارة الإسكان تغيرت الوعود وأصبح الحالي هو بناء مساكن لهم بالمنطقة، مقابل دفع الأهالي 5000 جنيه وقسط 600 جنيه شهريًا، وهو ما يرفضه الأهالي.
نداء السيسي المتناقض مع الحقيقة
وتساءل محمد كيف ينادي السيسي في خطاباته بالقضاء علي العشوائيات، في الوقت الذي تتعنت معهم الحكومة في تعويضهم عن مساكنهم، وتريد أن يدفعوا كل هذه المبالغ مقابل مسكن جديد، في الوقت الذي يدفع فيه الأهالي جنيه ونصف كإيجار شهري.
تهجير غير مباشر
وأكد زكريا أحمد، وهو أحد سكان المنطقة منذ عشرات السنوات، أن هذه المنطقة بها منزله ومحلاتهم التجارية منذ زمن، متسائلاً: “كيف يطالبوننا الآن بالرحيل عنها، فهذه منازلنا ومنازل أجدادنا ويطلبون منا 5000 جنيه كمقدم لشقة جديدة، في ظل الظروف الصعبة لأهالي المنطقة، فمن يملك هذا المبلغ في أهالي مثلث ماسبيرو.
وأضاف زكريا إن الحكومة تمارس عملية “تهجير بشكل غير مباشر”، والسيسي يمنح الأغراب جزر وأراضي ويطرد المصريين من منازلهم، في إشارة إلى اتفاقية إعادة ترسيم الحدود التي تمت بين مصر والسعودية، وبموجبها تنازل النظام عن جزيرتي تيران وصنافير إلي السعودية، مطالبًا السيسي بإعطاء سكان مثلث ماسبيرو حقهم، إما بإعادة بناء المنطقة مرة أخرى وإعطاءهم حقوقهم في شقق سكنية، أو رحيلهم عن المنطقة مع إعطاءهم التعويض المناسب.