شهدت اعلانات رمضان هذا العام موجة من الجدل، إذ تنوعت بين إعلانات تظهر مستوى الطبقية التي وصلت إليها مصر، حيث انقسمت إلى جزءين، الجزء الأول إعلانات عن كامباوندات وقرى سياحية وشقق وفيلل يصل سعرها إلى ملايين الجنيهات، وإعلانات أخرى للتبرع للفقراء وبناء المستشفيات.
إعلانات القصور والشحاتة
عبر أحد إعلانات الكمباوندات عن مدى الطبقية في المجتمع المصري؛ ففي إحدى الإعلانات تكون مشكلة أحد العملاء تقسيم حديقة الفيلا.
وفي إعلان آخر تتم السخرية من سكان العشوائيات.
أما إعلان أحد الكامباوندات في التجمع الخامس، فقد تحدث عن أنه نقل باريس الي القاهرة، واستعانت هذه الشركات بأكبر نجوم مصر للترويج لمشاريعهم العملاقة.
النوع الآخر من الاعلانات كان للتبرع لمستشفيات السرطان في مصر وصل عددها 6 إعلانات .
ومن أبرز الإعلانات التي تدعو للتبرع إعلان صندوق “تحيا مصر”، الذي ظهر فيه عبد الفتاح السيسي يدعو المصريات للتبرع بأقراطهن أسوة بالحاجة زينب، وهو ما دفع بالمخرج عز الدين دويدار للسخرية من الإعلان ومن السيسي بقوله: “السيسي هو الشخص اللي خلا مصر تبيع دهبها عشان معزور فيها”.
وعلق Ahmed.el-Maghraby : ”كمية إعلانات الشحاتة في رمضان تاريخي.. من الواضح إن الشحاتة بقت توجه عام للدولة.. نطالب المسئولين بإنشاء وزارة خاصة للشحاتة”.
إعلانات جنسية وتحرش
هناك ثلاثة إعلانات أثارت غضب مواقع التواصل الاجتماعي، يعلن الأول عن منتج للألبان، ولكنه حمل إيحاءً جنسيًا في حديث عن أطفال حديثي الفطام، حيث يقول أحدهم: “مش قادر أنسى الدوندو”، فيرد الطفل الآخر: “مش هتقدر تنسى الدوندو”، في إشارة إلى “صدر المرأة”.
ويعلن الثاني عن منتج للملابس الداخلية، حيث استبدل بكلمات أغنية قديمة، أخرى فيها إيحاءات جنسية، أما النسخة الثانية من الإعلان فكانت أكثر صراحة، بتصويرها شكل “قعدات” النساء المريحة مع المنتج.
ويأتي الإعلان الثالث، عن إحدى المشروبات الغازية والذي اعتمد أيضًا على إيحاءات جنسية واضحة.
إعلانات النجوم
أكثر الشركات التي استعانت بكبار النجوم هي شركة فودافون، حيث استعانت بكم كبير من النجوم هم أحمد السقا، منة شلبي، درة التونسية، شريف منير، حكيم، وشيرين عبد الوهاب، ليلى علوي، سمير غانم، وغيرهم من النجوم.
أما شركة اتصالات هي الأخرى فقد استعانت بالفنانه أصالة، والنني لاعب أرسنال الإنجليزي.
حرب الشركات
أحد أكثر المشاهد التى أثارات انتقادات هذا العام هو الحرب التى شنتها شركة دايس على شركة قطونيل، وإعلان الأخيرة الذى شهد ما يمكن وصفه بالتحرش اللفظي، وعلى الرغم من أن فكرة الهجوم على الشركة المنافسة، وانتقادها بشكل أو بآخر يعتبر أحد الوسائل المشروعة في فن التسويق والإعلانات، وتستخدمه كبرى الشركات المعروفة عالميًا، إلا أن الأسلوب الذى اعتمدت عليه “دايس” خرج عن أطر القيم المتعارف عليها في هذا النطاق.
“دايس” اعتمدت فى هجومهًا على “قطونيل” على تصوير جماهيرها باعتبارهم مرضى نفسيين، ويجب أن يخضعوا لعلاج لدى طبيب يتعامل معهم بتعالى وشفقة، ليتغير مسار محاولتها التفوق على الشركة المنافسة وتفضيل المنتج الخاص بهم عليها إلى إهانة واضحة وصريحة لجماهير الشركة الأخرى التى تحاول فى الأصل استقطابهم لها وجذبهم نحو المنتج الخاص بها.
جانب آخر لم تلتفت له “دايس” فى إعلانها، وهو أنها إضافة لإساءتها للجماهير الذين يجب دائمًا وضعهم خارج إطار هذا النوع من الإعلانات التنافسية، هو أنهم أساءوا أيضًا إلى المرضى النفسيين وأعادوا وضعهم فى التابوه الخاطئ عنهم، والذى يحاول الجميع كسره وتغييره فى الفترة الأخيرة، فقدموا المريض النفسي وكأنه مريض عقلي في إساءة أخرى واضحة تسير في رحلة الإسفاف التى اعتمد عليها صناع الإعلان.
