شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بسبب تقرير مجمع البحوث الإسلامية.. تجدد الأزمة بين الأزهر وإسلام بحيري

بسبب تقرير مجمع البحوث الإسلامية.. تجدد الأزمة بين الأزهر وإسلام بحيري
تصاعدت الأزمة موخرًا بين الأزهر ومقدم البرامج إسلام بحيري المحبوس في سجن طرة، بتهمة ازدراء الأديان، حيث فند مجمع البحوث الإسلامية كافة الشبهات التي أثارها بحيري على قناة القاهرة والناس حول الشريعة الاسلامية..

تصاعدت الأزمة موخرًا بين الأزهر ومقدم البرامج إسلام بحيري المحبوس في سجن طرة، بتهمة ازدراء الأديان، حيث فند مجمع البحوث الإسلامية كافة الشبهات التي أثارها بحيري على قناة القاهرة والناس حول الشريعة الاسلامية عبر برنامج “مع إسلام”، ورد بحيري على التقرير في رسالة تم توجيهها للمحكمة.

الأزهر يتغول على الدين

وجه إسلام بحيرى من محبسه بسجن طرة، رسالة ، صباح اليوم الإثنين ،  إلى هيئة المحكمة قال فيها: “إن الفكر الإسلامى طوال عمره حتى فى عصور الخلافات التى كانت تحكم بالقهر، لم يتعرض أبدا إلى وأد أو منع، حتى المطالبة بالمنع لم تكن موجودة فلم نعرف يوما فى العصر الأموى أو العباسى فى ظل حكمهما بالسيف أن قيل للمعتزلة أو الجهمية أو الأشاعرة أو المتصوفة أو الفلاسفة، أن يمتنعوا عما يكتبون، بل كان الكل يكتب ويقدم أفكاره ثم تختار الدولة أول الحاكم ما يريد، أو أن يختار الناس ما ترى لتتبعه وما يتوافق مع عقلها”.

وتساءل البحيرى:”كيف يتغول الأزهر على الدين والتاريخ والدستور وحرية الفكر، بل وحتى على مؤسسات الدولة؟»، وأكد أن الأزهر يتخطى ما خط له أو ما صنع له من مادة فى الدستور تنص على أنه يقوم على إدارة شئونه”.

وتساءل ثانية: “هل يكون جزاءه أن يطلب الأزهر حذف فكره ثم منعه مستقبلا، وهو الذى قدم فكرا أعلى القيم الكلية للإسلام ونصر القرآن ودافع عنه وعن الله وعن رسوله؟”، مؤكدا أنه يعلى القرآن وقيم الإسلام الحقيقية، ويدافع عن رسول الله: “فكيف يطالب الأزهر بمنع ذلك ويترك القنوات الفضائية السلفية 15 عاما تحض على الكراهية والقتل وتكفير الناس والقول الفحش عن رسول الله وعن زمانه وأحواله وزوجاته بدعوى أنها روايات منقولة عن رواة؟”، مضيفا: “لم يطلب الأزهر أبدا غلق هذه القنوات أو حتى حذف حلقات هؤلاء الأشخاص من على موقع اليوتيوب أو منعهم من الحديث مستقبلا”.

وأكد البحيري، أن الفكر لا يواجه إلا بالفكر، والحق ينتصر فى قلوب الناس والله ينصر من يريد وما يشاء، قائلا: “أرجو السيد رئيس المحكمة ألا يجعل للأزهر بطلبه منع بث حلقات برنامج (مع إسلام) وحذفها من على موقع (يوتيوب) سابقة فى منع ووأد كل الأفكار والمفكرين، فهذا لم يحدث فى أشد العصور الوسطى ظلاما وما شهدته من محاكم تفتيش”.

واضاف: “سيدى الرئيس أحكم بما أراك الله بينى وبين طلب الأزهر الجائر المتغول على الدين والمتغول على الفكر والمتغول على تاريخ الإسلام والدستور الذى نص على أن حرية الفكر والأعمال الفكرية مصانة»، مطالبا بألا تجعل المحكمة للأزهر دورا فى وأد كل فكر جيد ولا تجعل له بابا لأن يكون محكمة تفتيش فى القرن الحادى والعشرين.

وتابع: “الناس ما عادت تصبر على طعام واحد، ومن ثم فلابد من أن يكون هناك صوت آخر مغاير يعلى من القرآن على من بعده وما بعده، ويعلى من الرسول ووصفه فى القرآن على ما قيل فيه من روايات البشر، ولا نترك ذلك الخط الآخر هو الذى ينتصر بل ويطغى على الفكر المختلف معه، ويطلب منعه من الكلام فى سابقة دستورية وقانونية لم يعرف لها مثيل، تتمثل فى أن يمنع شخصا مما سيقوله مستقبلا، وليس فقط مما قاله سابقا”.

وناشد المحكمة برفض طلب الأزهر بحذف حلقات برنامجه ومنع ظهورها مجددًا جملة وتفصيلاً قائلاً: “سيدى الرئيس احكم بما أراك الله وأجعلنا نفوز بالحرية والفكر والدين معا”.

شبهات البحيري

قال تقرير مجمع البحوث الإسلامية، إنه بعد الاطلاع على الحلقات التى أذيعت من برنامج “مع إسلام” على قناة “القاهرة والناس”، تبين أن إسلام بحيرى، مقدم البرنامج، أثار بعض الشبهات التى يمكن توضيحها فى خمسة محاور هى:

أولًا : فى المحور الأول الخاص بكون الحرية المنضبطة فى الشريعة لا سقف لها، نؤكد أن الشريعة الإسلامية كفلت حق الإنسان فى أن يعيش حرا وتتاح له مساحة واسعة من الحرية والاستقلال، وجعلت التفكير فريضة وتدبر النصوص والاستفادة منها مطلوبا، وأن خير الشواهد على اتساع حرية الاجتهاد فى الفكر والفقه الإسلامى الاختلافات الفقهية الصادرة من أهلها والمدونة فى كتب الفقه ودواوين الفقهاء على اتساعها وتنوع أبوابها، وعدم تسفيه المخالفين من المجتهدين بعضهم لبعض أو انتقاص بعضهم من قدر بعض على مر العصور.

وفى المحور الثانى الخاص بالتأكيد على أن الدين علم، قال التقرير إن بحيرى يزعم أن الدين ليس علما، وأن نصوص الشرع يفهمها جميع الناس، كما يخاطب بها جميع الناس، ولكل شخص أن يفهم الدين وفقا لفطرته ومزاجه الإنسانى وهواه، مؤكدا أنه صرح بذلك فى أكثر من حلقة.

واعتبر التقرير تلك التصريحات دعوى للخروج من عباءة الدين، لأنه بموجبها سيفهم كل شخص النص بطريقته دون استناد إلى قواعد أو ضوابط، مستطردا بل الدين ــ كما قال بحيرى ــ هو تجربة شخصية وليس علما، فلكل شخص أن يفهمه كيفما يشاء دونما حسيب أو رقيب، حتى ولو لم يكن دارسا، بالمخالفة للعديد من الآيات القرآنية، منها على سبيل المثال لا الحصر تلك التى تدعو النبى لتبيان القرآن للناس.

وفى المحور الثالث لتقرير الأزهر الخاص بتطاول بحيرى على القرآن وقوله “هزيمة القرآن”، أعرب معدو التقريرعن تعجبهم الشديد من زعم بحيرى ــ على حد وصفهم ــ أن السنة تتعارض مع القرآن، وأن الأئمة عندما يأخذون بالسنة فإنهم يهزمون القرآن، مؤكدين أنه دلل على وجهة نظره تلك بغرائب تعرب عن عدم فهمه لدلالات الألفاظ وأبواب التعارض والترجيح التى تبحث فى أصول الفقه واختصها العلماء بالتصنيف.

وفى المحور الرابع الخاص بتطاول بحيرى على كتب التراث واتهامه لها بالعفن، أكد التقرير أن بحيرى يدلس على البسطاء ويلبس عليهم أمر دينهم، لرغبته فى أن يظهر تراث الأمة كله أنه تراث همجى، يفرح بالدم بل ويدعو إلى سفكه فى كل وقت.

وأضاف التقرير أن بحيرى وصف كتب التراث بأنها “لعنة”، وأنها كتب معادية للعالم، وكتب النفايات البشرية، وركام يندفن ويحترق، وأنه كله مبنى على النفاق والكذب والتدليس، وأنها المصدر الرئيسى لكل إرهاب وقتل باسم الدين»، وتساءل التقرير: “فهل كل التراث يدعو إلى قتل الناس كلهم، بل هل هناك من العلماء من طالب بقتل الناس كلهم؟ وهل أجبر أحد من أهل العلم أحدا على الأخذ بقوله هو فقط وترك آراء الآخرين”.

وردا على ما وصفه بادعاء إسلام بحيرى أن الأزهر يقدس آراء الأئمة ويفرض وصايته على الناس، قال التقرير إن فرض الوصاية أمر يتناقض مع الإسلام جملة وتفصيلا، مؤكدا أن أئمة المسلمين الذين يلعنهم بحيرى وينتقص من قدرهم أكدوا على إعمال العقل فيما لا نص فيه وينفون فرض وصايتهم على الناس، موضحا أنه ليس أدل على ذلك من مخالفة الإمامين أبويوسف ومحمد لإمام المذهب أبى حنيفة فى نحو ثلث المذهب، وغير ذلك مما هو موجود عند المذاهب الفقهية المختلفة، والذى يدركه أهل العلم فى هذا الشأن.

وأضاف التقرير أن بحيرى معذور ــ إن أحسنا الظن به ــ فيما يقول بسبب عدم معرفته بهذه الأشياء لأنه لم يدرسها.

وفى المحور الخامس والأخير المتعلق بملاحظات عامة لمجمع البحوث الإسلامية على ما ورد ببعض حلقات البرنامج المذكور، قال التقرير إن حديث بحيرى فى إحدى الحلقات حول سورة الرحمن وتكرار آية (فبأى آلاء ربكما تكذبان) فيها، لم يأت بجديد سوى تشويه المعلومة وسوء عرضها بما ينفر السامع ويوحى له أن ــ القرآن الكريم والعياذ بالله ــ معيب.

وأكد التقرير أن قضية التكرار فى القرآن ليست عبثا، وقد صنف المحققون فى بيان إعجازها مؤلفات جليلة، يجدر بكل مسلم أن يستقى منها ليزداد الذين آمنوا إيمانا، لافتا إلى أن الاجتهاد والنقد ينبغى أن يكون منضبطا بالقواعد العلمية، أما الاتهام والتطاول فإنه لا يثمر إلا عن ردود الفعل السلبية.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023