بالتزامن مع إعلان وزير الإعلام الإثيوبي عن انتهاء بلاده من بناء 70% من سد النهضة، وذلك بعد أشهر قليلة من فشل اجتماعات السودان ومصر وإثيوبيا في التوصل إلى نتيجة إيجابية بشأن سد النهضة الإثيوبي، تعتزم الكونغو الديمقراطية بناء السد الأكبر في العالم “مشروع إنجا 3” الذي من المقرر أن يتم البدء في بنائه خلال أشهر، ويمكنه توليد الكهرباء في أقل من 5 سنوات.
واعتبر عدد من خبراء المياه والسياسة، في تصريحات لشبكة “رصد” أن اعلان الكونغو عن هذا السد يبرهن نظرة البلاد الأفريقية لمصر وعدم احترامها لاتفاقية حوض النيل، لافتين إلى أن قرار عبدالفتاح السيسي، بالتوقيع على وثيقة “تقاسم مياه نهر النيل”، مع الجانب الإثيوبي، خلال زيارته للسودان يعطي شرعية قانونية وسياسية لكل دول حوض النيل بتشييد السدود.
تداولت وسائل الإعلام أنباء عن اتجاه عدد من دول حوض النيل خاصة أوغندا وجنوب السودان بناء سدود جديدة، الأمر الذي أثار الجدل حول خطورة هذه السدود والتي من المفترض أن اتفاقية حوض النيل تمنع إقامة هذه السدود.
وعلى الرغم من إعلان الأطراف المعنية عن اجتماع في نهاية الشهر الجاري لمواصلة البحث عن سبل تفتح الباب لاتفاق يضمن حقوق الجميع في مياه النيل، يرى متابعون أن جولة جديدة من المفاوضات لن تحقق تقدما يدفع باتجاه التسوية الشاملة.
وكانت الجولة الأخيرة من مفاوضات سد النهضة -والتي عُقدت في الخرطوم الأسبوع الماضي- انتهت دون تحقيق أي تقدم على صعيد القضايا الخلافية، مما أدى إلى رفعها وتحديد جولة أخرى يومي 27 و28 من هذا الشهر.
نقلت الصحيفة في مستهل تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني عن نقاد القول: “إن بناء السد سيتطلب نقل نحو 60 ألف شخص، كما أنه سيتم البدء في بنائه دون إجراء أي استطلاعات حول الأثر البيئي أو الاجتماعي المحتمل له”.
أوضحت أن الجزء الأول من مشروع “إنجا 3” البالغ تكلفته نحو 14 مليار دولار، ينطوي على بناء سد عملاق ومحطة لتوليد 4800 ميجا وات من الكهرباء.
لكن المراحل اللاحقة من المشروع، والتي تتكلف نحو 100 مليار دولار، يمكن أن تغطي في نهاية المطاف نهر الكونغو، ثاني أكبر الأنهار في العالم من حيث الحجم.
ومن المتوقع أن يكون لديه القدرة على توليد نحو 40 ألف ميجا واط من الكهرباء أي ما يقرب من ضعفي ما ينتجه سد “الممرات الثلاثة” في الصين أو ما يعادل ما تنتجه 20 محطة طاقة نووية كبيرة.
وقال الدكتور حازم حسني أستاذ العلوم السياسية، إن النظام الحالي جرأ أفريقيا على مصر بعدما كانت تقود هذه الدول؛ بسبب سياسة الاستسلام والجدال المفرغ من قيمته منذ البدايات، لافتا إلى أن مصر أصبحت في نظر أفريقيا دولة ضعيفة لا تقوى على تقديم رد فعل لأي قرار يهدد أمنها في أفريقيا.
وأضاف حسني، في تصريح لـ”رصد” السد العالي خرج من الخدمة لتوليد الكهرباء وهذا ما أعلنه وزير الكهرباء والسيسي طلب منه عدم التحدث عن هذا الأمر، في فضيحة كبرى تؤكد تضليل النظام المصري لمواطنيه عن العواقب الوخيمة لسد النهضة، ليخرج لنا سد جديد في الكونغو.
من جانبه قال الدكتور مغاوري شحاتة، خبير الري والموارد المائية، إن أضرار سد النهضة ظهرت ملامحها في مصر من نفس منسوب المياه بعيدا عن الانخفاض السنوي المعتاد، حيث حجز السد بشكل مكثف مياه النيل، ولكن الأزمة لم تعد ظاهرة بقوة بسبب اعتماد مصر على مخزون بحيرة ناصر الذي يوفر 2 مليار لتر كاحتياطي سنويا.
وأضاف مغاوري في تصريح لـ”رصد” أن إعلان الكونغو بناءها لسد كبير ضربة كبرى لمصر وفضيحة لجميع أجهزة الدولة التي لم تعلن عن هذه السدود التي تتوالى على مصر، لكنني أتوقع أنها لم تبدأ فيه لكنها تجس نبض السلطات المصرية، وهل سيكون هناك رد فعل أم لا.
وفيما يلي إنفوجرافيك أعدته “رصد” من قبل بتفاصيل 19 سدا بدول حوض النيل يهددون حصة مصر، بخلاف سد الكونغو المعلن عنه اليوم فجأة.