استنكر حقوقيون، واقعة تجريد سيدة مسيحية من ملابسها بقرية في محافظة المنيا، بعد أن قام نجلها بإقامة علاقة غير شرعية، مع سيدة مسلمة ومتزوجة.
الإخوان.. المتهم الجاهز
وأرجع اللواء طارق نصر، محافظ المنيا، الفتنة الطائفية بمحافظته إلى “شائعة بوجود علاقة بين سيدة مسلمة ومسيحي”، موضحًا -في تصريحات مع أحمد موسى، مقدم برنامج “على مسؤوليتي”، والمقرب من أجهزة الأمن الوطني، أمن الدولة سابقًا، أن “أي حديث حول الشرف بالصعيد يكون ملتهبًا”.
وحمَّل المحافظ، جماعة الإخوان المسلمين، مسؤولية الفتنة الطائفية، نافيًا “الاعتداء على سيدة مسيحية وتجريدها من ملابسها”.
وأضاف “عند اشتعال منزل هناك سيدات ركضن بملابس النوم، وأن الأمن موجود 24 ساعة والخلاف في طريقه للحل”.
“الإخوان” تستنكر تصريحات المحافظ وتدين الواقعة
من جانبه، استنكر القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، أحمد رامي، تصريحات المحافظ، ووصف تصريحاته بأنها “تضليلًا وتزييفًا للوعي من أجل مكسب سلطوي رخيص، من نظام يكرس الطائفية كأحد مرتكزات استمراره يتاجر بها ويستثمر فيها سياسيًا”.
وقال الدكتور أحمد رامي، تعليقًا على حادث تجريد السيدة المسيحية من ملابسها: عندما غابت دولة القانون كان الضحايا الإخوان ثم الإسلاميين ثم السياسيين ثم المهتمين بالشأن العام ثم عموم الناس، واليوم في المنيا حادث لا إنساني نتيجة هذا الغياب.
وأضاف “رامي” -في تصريح خاص لـ”رصد”- أن ثورة يناير رفعت الكرامة الإنسانية شعارًا لكن هناك من استبدلها بشعار احنا شعب وانتوا شعب، تضليلًا وتزييفًا للوعي من أجل مكسب سلطوي رخيص.
وأكد “رامي” أن النظام الحالي يكرس الطائفية كأحد مرتكزات استمراره يتاجر بها ويستثمر فيها سياسيًا من أجل أن يستمر.
وهاجم الدكتور جمال حشمت، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، تصريحات محافظ المنيا، مؤكدًا أنها لا تستحق الرد.
وقال “حشمت” -في تصريح لـ”رصد”- إن تعرية مصرية مهما كان السبب والطواف بها في الشوارع عمل دنيء لا يقوم به إلا من اتخذ ورضي بالعسكر حكامًا؛ فهم من انتهكوا الحرمات وفزغوا البيوت الآمنة وأهانوا المرأة في كل مكان.
وأضاف “حشمت”، أما آن لأقباط مصر أن يدركوا أن التسليم لمنتهكي حقوق المصريين لن يحمي أحدًا! وأن موقف قياداتهم من الانقلاب العسكري كان خطأ إستراتيجيًا مارسه هواة مفتونون بدعم غربي! وأن غياب الأخلاق واعتماد سياسة الغاب الكل فيها خاسر!.
غضب حقوقي
وقال الناشط الحقوقي جمال عيد، إن حادث تعرية السيدة المسيحية جريمة كبرى، ففي الوقت الذي تم مد خدمة اللواء المحال للمعاش بالقوات المسلحة 4 سنوات في العام الذي أطلق عليه السيسي عام الشباب، فإنه في الدولة المدنية تم تجريد مسنة مسيحية من ملابسها وسجن ليبراليين وتنويريين.
وأضاف “عيد” -في تصريح خاص لـ”رصد”- أن مصر تعرّت على يد العسكريين بمباركة وسخرية من الدينيين، ولم يتم سترها حتى الآن، فلا كرامة أو عدالة في ظل حكم عسكري أو ديني، بحسب قوله.
وهاجم “عيد” من يحاول تبرير الجريمة، قائلًا إن ما حدث جريمة لا يمكن تبريرها، وأن من يشمت في هذه الجريمة يستحق أن نبصق على وجهه.
واستنكر الكاتب الحقوقي جرجس بشرى الحادث، مؤكدًا أن هذه الجريمة اللاإنسانية تؤكد أن هناك مخططًا لإسقاط مصر في حرب طائفية ومذهبية كبديل عن الثورات التقليدية، مؤكدًا أن جريمة تعرية هذه السيدة وتجريدها من ملابسها استنادًا إلى هويتها الدينية هي تعرية للحكومة بأسرها وتجريدها من شرعيتها ودورها في حماية الوحدة الوطنية التي هي أهم دعائم الاستقرار في مصر.
وطالب بشرى، عبدالفتاح السيسي بسرعة الاعتذار لهذه السيدة ورد الاعتبار إليها؛ لأن الأقباط والمسلمين في حالة غضب بسبب هذه الجريمة التي هزت الضمير العام في مصر.
كما طالب بشرى بسرعة إقالة محافظ المنيا ومدير الأمن بسبب مشاركتهما في هذه الجرائم بالصمت الذي يصل إلى حد التواطؤ مع من أطلق عليهم المتشددين، خاصة بعد التهديدات التي أطلقها المتشددون بحرق منازل الأقباط في القرية على خلفية الشائعة، وحرق عدد من منازل الأقباط مع إفلات الجناة من العقاب.
وأكد بشرى أن النظام الذي يصمت على الجرائم التي تهدد وحدة مصر وسلامها الاجتماعي نظام يفقد مشروعيته وشرعيتها، ويعجل بسقوطه، محذرًا من الإعلان عن قيام ولاية إسلامية في صعيد مصر وخاصة في محافظة المنيا.