يذكر المؤرخون قصة حقيقية عن اتفاق عقد بين رجلين على بساطته تسبب في تغيير جذري في التاريخ الإسلامي ، الحسن بن الصباح كان مبشرا شيعيا من الطائفة الإسماعيلية ظهر في القرن الخامس الهجري وكان ينطلق ويجوب بلاد فارس داعيا لما أسماه بالدعوة النذارية – وهي قصة يطول شرحها – المهم أن ذلك الأمر قد سار به الركبان وتأثر به الناس وأحدث اضطرابا عظيما في المجتمع
هذا الإضطراب الكبير في منطقة مضطربة تاريخيا أصلا وتلاحقها الصراعات وعامرة بالإغتيالات السياسية وتعانى تماوجا فكريا وعقديا هائلا مثلت صداعا في رأس الحاكم يحيى ابن مهدي ،،،
يحيى ابن مهدي كان نموذجا للحاكم المسالم طيب السرير لا يعرف طباع الذئاب ولم يخبر لؤم الثعالب فظن أنه قادر على احتواء الثعلب ابن الصباح بمفاوضات الغرف المغلقة وبصفقات يشتري بها صمته ويرضيه بوهبه ما لا يستحق ،،، فذهب ابن المهدي إلى الحسن ابن الصباح وقد جلس في مكان قفر وأخذ يفاوضه على الصمت وهو رافض حتى قدم له عرضا مذهلا !
كان عرضه بإختصار أنه يوافق على الصمت وألا يثير القلاقل في البلد بشرط واحد فقط ،،، أن يبيع له – لاحظ كلمة يبيع – ابن المهدي مقدار سلخ بقرة (حوالي تسعة أمتار ) في قلب قلعة شاه ذر المنيعة أحد أقوى القلاع وأكثر شهرة في التاريخ ،،، ففرح ابن المهدي بهذا العرض فهو لم يفز بصمته فحسب ، بل سيحبسه ضمن اطار "الشرعية" وسيمنعه من الحركة والخروج إلا بإذنه محبوسا في قلب قلعته الحصينه معزولا عن رجالا بعيدا عن أصحابه وبين حرسه الذي يأتمرون بأمره !!
فسارع بقبول هذا العرض السخي وباعه على الفور المكان ! فذهب إليه الحسن ابن الصباح صاحب الكاريزما الهائلة والدعوى القوية ! ورجع يحيى ابن المهدي فرحا مسرورا بما حققه ولم يدر أي مصيبة فعل بيده ولم يعرف إلا بعدها بشهرين حين بلغه أنباء تحركات عجيبة من داخل قلعته المنيعة ! فذهب ليستطلع الأمر ففوجئ بحرسه يمنعونه من دخول القلعة حتى يأذن له ابن الصباح ! فتعجب من وقاحتهم ، هذه قلعتي وأنا الحاكم وأنت رجالي فكيف أنتظر اذنه ؟ فخرج له الحسن ابن الصباح وقد أدرك الحقيقة أن مقدار سلخ البقرة كان كافيا لينشر دعوته ويجند مئات الجنود لخدمة دعوته !
وعاد الحاكم وما يدري ما يصنع فيما أوقع نفسه فيه وبدأ التحرك لمحاربته ، ولكنه استيقظ ذات يوم على خنجر مغروس في وسادته وبجانبه مطويه أن كل من في هذا القصر يأتمرون بأمري !
الرسالة واضحة ، لتبق إذا كما أنت أميرا ولكن تذكر ,, أنا قادر على قتلك في أي لحظة ،،، حرسك رجالي !
أنا من وضعتهم لك ! يحمونك بأمري ولو أردت لأمرتهم فتركوك ولو شئت لقتلوك ،،،،،
فلا تخرج عن خطي ،،،، أنت الأن حاكم بلا صلاحيات حقيقية ،،،
ولم يمض وقت طويل حتى صار الحسن ابن الصباح هو الحاكم الحقيقي لكل هذه المنطقة واستمرت دولته طويلا ،،، وكل ذلك من مقدار سلخ بكرة ،،،
سلخ بقرة كان كافيا جدا لتدمير الدولة كلها ،،، تذكر أن مرض السرطان المميت يبدأ من مجموعة من الخلايا حتى تدمر الجسد كله ،،،،
أوجه هذه القصة إلى الرئيس مرسي وأذكره ، لم يكرم أي حاكم في التاريخ الإسلامي قط أهل السوء إتقاءا لشرهم إلا وغدروا به في النهاية ،،،،
الإستئصال الجذري لكل أضلع الفساد في النظام الأسبق هو طريقك الوحيد ،
سيادة الرئيس لا تبع لهم سلخ البقرة حتى لا يبتلعوا دولتك ،،،،
سيادة الرئيس تذكر التجربة الإسبانية بعد أن نجحوا في طرد المسلمين من اسبانيا قاموا بعدها بطرد حلفائهم من اليهود لأنهم لم يأمنوا جانبهم وتركوهم في عرض البحر تتقاذفهم الأمواج وتحركم العواصف حتى رقت لهم الدولة العثمانية ففتحت لهم أبوابها وأنشئوا الجماعات المشبوهة مثل تركيا الفتاة والإتحاد والترقي حتى نجح كبيرهم مصطفى كمال في خلع السلطان العثماني عبد الحميد الثاني وأسقط الخلافة الإسلامية كلها
رجاءا لا تبع لهم سلخ البقرة ،،، صدقني لن يكتفوا بهذا أبدا
المصدر: رصد