غادر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ورئيس مجلس حكماء المسلمين، القاهرة، صباح اليوم الإثنين، على رأس وفدٍ رفيع المستوى، متوجِّهًا إلى العاصمة الإيطالية روما؛ لعقد لقاء قمة مع البابا فرنسيس بابا الفاتيكان.
ويناقش اللقاء تنسيق الجهود بين الأزهر الشريف والفاتيكان من أجل نشر ثقافة الحوار والتعايش بين الشعوب والمجتمعات.
وأعلن المتحدث باسم الفاتيكان الخميس أن البابا فرنسيس سيستقبل للمرة الأولى الإثنين في الفاتيكان شيخ الأزهر بعد عقد من العلاقات المتوترة بين المؤسستين.
كانت العلاقات قطعت تمامًا في 2011 بعد أن أدان الأزهر بشدة تصريحات البابا السابق على خلفية اعتداء دام على كنيسة قبطية في الإسكندرية.
كان بابا الفاتيكان السابق بيندكت السادس عشر أدان أحداث العنف والاضطهاد الديني ضد المسيحيين، بعد ساعات من مقتل 21 شخصًا في انفجار أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية.
هذه الزيارة لها طابع خاص؛ حيث جاءت عقب قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة، والتي ما زالت تشغل اهتمامات الرأي العام العالمي.
الزيارة الأولى
قال السفير المصري في الفاتيكان، حاتم سيف النصر، تعقيبًا على اللقاء الذي جمع بين الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، هي أول زيارة في التاريخ لشيخٍ الأزهر إلى الفاتيكان للقاء بابا الكاثوليك.
وأكد أن تلك السابقة الفريدة تأتي في توقيت له دلالاته المهمة؛ حيث تحمل في طياتها تأكيدا عمليا على أهمية تقوية أطر الحوار بين القادة الدينيين للرسالات السماوية وتوسيع أرضية التفاهم حول القيم السامية المشتركة بينها، كما أنها تبعث برسالة واضحة لا مراء فيها لنبذ كل أنواع الغلو والتشدد والتعصب والفكر الظلامي المتطرف، وخاصة في ظل ما يموج به عالمنا اليوم من صراعات وإرهاب إجرامي- يتخفى وراء ستار الدين- خلَف وراءه صورا من المعاناة الإنسانية التي لا يوجد مثيل لها في التاريخ المعاصر.
ونوّه سيف النصر إلى ارتياحه لمدى الترحيب الحار الذي يلمسه من كل الدوائر في حاضرة الفاتيكان، وعلى رأسهم البابا فرانسيس، بزيارة فضيلة الدكتور أحمد الطيب، التي تأتي تلبية للدعوة التي وجهها البابا له، وتأتي تجسيدا لرغبة أكبر قيادتين دينيتين في تقديم نموذج حي للعالم للتعايش والوئام والسلام والسماحة والتسامح.
في نفس السياق أكد وكيل الأزهر عباس شومان، أن زيارة شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، إلى الفاتيكان “تاريخية”، وتأتي بعد قطيعة دامت 5 سنوات.
وقال في تصريحات صحفية، اليوم الإثنين، إن زيارة الفاتيكان تم التمهيد لها من خلال وفود، حيث أرسلها شيخ الأزهر إلى الفاتيكان في 2013 لحضور مؤتمر هناك، موكدا أن الأزهر لا يرفض الجميع، ولكنه ضد سياسة الحوار للحوار، بل هو يريد حوارًا هادفًا يصل إلى نتائج ملموسة تتحقق على أرض الواقع.
وشدد على أن الأزهر والفاتيكان بمقدورهما فعل الكثير، وسيكون هناك لقاء بعد لقاء القمة بين الوفد المرافق لشيخ الأزهر والمسؤولين في الفاتيكان، وستتحول نتائجه إلى خطوات عملية.
علماء السلطان
وقال الدكتور أحمد نصار الباحث والمحلل السياسي أنه :”لو كان الشيطان حاكما لاتخذ مفتيا، مضيفًا أن :”أي حاكم مستبد يحتاج إلى علماء السلطان الذين يبررون له ما يقوم به من جرائم، ويلوون عنق الآيات والأحاديث للتأثير على الناس، كي يسكتوا عن الحرام والظلم والفساد”.
وأضاف “نصار” في تصريح خاص لـ”رصد” إن :”تاريخ أحمد الطيب أسود.. فقد كان عضوًا في لجنة سياسات الحزب الوطني، التي كان يرأسها جمال مبارك، وله تاريخ سيء، ليس خافيًا على أحد، عندما كان رئيسًا لجامعة الأزهر.
وتابع :” أن الطيب لم يكن ليتحرك خطوة دون مباركة الأمن وموافقته، وكان يفصل الطلبة والطالبات بالعشرات دون أي خوف أو تردد، عندما كان رئيسًا لجامعة الأزهر بتهم سياسية”.