احتفل عشرات الألاف من أهالي محافظة الأقصر بختام مولد سيدى أبى الحجاج الأقصرى، فيما يسمى بدورة أبى الحجاج الذى يعتبر موروثا شعبيا قديما توارثه أبناء الأقصر عن أسلافهم .
ويحتفل الأهلى بمولده في الرابع عشر من شعبان من كل عام، ويحمل ذلك الاحتفال طابعا خاصا وعادات وموروثات ترجع إلى العصور الفرعونية وتشبه طقوس احتفال المصريين القدماء بالإله آمون.
يخرج الناس إلى ساحة مسجد أبي الحجاج الأقصري ويتحركون منها طائفين شوارع الأقصر يمارسون التحطيب والرقص بالعصا والرقص بالخيل وركوب الجمال التي تحمل توابيت من القماش المزركش، وجذب مجسم عملاق يحاكي الموكب الذي حضر به “أبوالحجاج” إلى الأقصر أنظار السائحين، في مشهد يحاكي استقبال أبناء الأقصر لسيدي أبوالحجاج عند مجيئه للمرة الأولى للأقصر، حيث مارس كل منهم عمله فوق العربات في مشاهد تمثيلية هزلية وكرنفال شعبي وفني .
وتطلق النساء الزغاريد فرحًا بانتهاء كل ليلة من التواشيح، ويتم توزيع الحلوى و”والنقود” فى الليلة الأخيرة، بدلًا من “المليم” الذى كان يوزعه أبو الحجاج على المريدين، ثم توزيع اللبن مع الجنزبيل على الزوار فى المسجد وبجوار المقام.
ويأتى للاحتفال بمولده المريدون من محافظتي قنا، وأسوان، ومن مراكز أرمنت، وإسنا، وغيرها من المراكز، طوال الأسبوع وحتى الآن.
ولد أبو الحجاج، في أوائل القرن السادس الهجري ببغداد في عهد الخليفة العباسي المقتفي لأمر الله وكان والده صاحب منصب كبير في الدولة العباسية.
أشرف أبو الحجاج الأقصري على الديوان في عهد أبي الفتح عماد الدين عثمان ابن الناصر صلاح الدين الأيوبي، ثم ترك العمل الرسمي وتفرغ للعلم والزهد والعبادة، وسافر إلى الإسكندرية فالتقى أعلام الصوفية فيها، خاصة أتباع الطريقتين الشاذلية والرفاعية، وتتلمذ على يد الشيخ عبدالرازق الجازولي، وأصبح أقرب تلاميذه ومريديه .
وعاد أبوالحجاج إلى الأقصر، والتقى الشيخ عبد الرحيم القنائي “صاحب المسجد الشهير بمدينة قنا”، وأقام واستقر بالأقصر حتى وفاته في رجب سنة 642 هـ “ديسمبر 1244 م”، في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب عن عمر تخطى التسعين عاما، ودفن في ضريح داخل مسجد سمي باسمه بنى فوق أطلال معبد الأقصر.