في واقعة تقشعر لها الأبدان وتشيب لها الولدان لبشاعتها وغرابتها، حيث تجرد أب لثلاثة بنات من مشاعر الأبوة وانعدمت بداخلة الإنسانية ونزعت من قلبه الرحمة والشفقة، وتحول إلى وحش مفترس يقتل أقرب الناس إليه بدلا من حمايتهم والحفاظ عليهم هذا الأب الذي استحل دم ابنته فقط لينتقم من أمها التي هربت من بطشه وجبروته ولجأت لبيت والدها المسن لتحتمي به هي وبناتها الثلاثة من سلوك مشين لأب مجرم وبلطجي أدمن المخدرات بمختلف أنواعها، حتى أصبح خطرا يهدد جميع من حوله لسلوكه السيئ, هذا الأب الذي لا يعرف قلبه الرحمة والإنسانية خطف ابنته ذات العشر سنوات وحبسها وقام بتعذيبها عدة أيام حتى لفظت أنفاسها الأخيرة , ولم يكتف بذلك بل وصل به التبجح لدرجة تصوّيرها بتليفونه المحمول وهي قتيله لتظل صورة جريمته أمام عينيه طوال عمره وكأنه فعل شيئًا يبعث على الفخر, ويظل ذنبها محفورا على جبينه إلى يوم الدين, وقائع هذه الجريمة البشعة تحكيها والدة الضحية بالتفصيل لـ"رصد.كوم".
في البداية خطفهم
تقول والدة الضحية: "اسمي ناهد عبد الله عبد الفتاح – 32 سنة – و لدي ثلاث بنات أعمارهم ( 10 سنوات و 6 سنوات و 4 سنوات) أقيم بمنطقة أرض المطار بإمبابة, زوجي اسمه محمد حسن محمد عبد الفتاح يعمل منفذ ديكور بمسرح البالون, مشكلتي بدأت منذ أول يوم في زواجي لأن زوجي كان قد أدمن تعاطي الخمر والمخدرات وكان بخيلاً جدا وكان كثيرا ما يضربني, ولكنني تحملت من أجل أولادي, ولكن المشكلة الكبرى بدأت في شهر أكتوبر الماضي عندما تمادى زوجي في تعاطي الخمر والمخدرات وأصبح يسبني ويضربني بطريقة وحشية وغير أخلاقية بشكل يومي, فتركت البيت وذهبت أنا وبناتي لبيت والدي وبالفعل مكثت عند والدي منذ شهر اكتوبر 2011 حتى شهر فبراير 2012 حتى أكملت بناتي الفصل الدراسي الأول, وكانت بناتي متفوقات في دراستهن, وفي يوم ذهبت لأشتري بعض الأغراض للبيت من السوق وتركت بناتي مع والدي الكفيف, وألحت بناتي على والدي لكي يسمح لهن باللعب أمام باب البيت ولكنه رفض وعندما ألحوا أكثر وافق بشرط ألا يبعدوا عن باب الشقة, وبالفعل خرجت بناتي ليلعبن ولكن أتى والدهن وقال لهم تعالوا معي سأشتري لكم بعض الأشياء, وأخذهن وهرب, وعندما أتيت ولم أجدهن بحثت عنهن أنا وجيراني في كل مكان ولكن للأسف لم نجدهم, بعدها اتصل بي زوجي من رقم غريب وقال لي إن البنات معه و قال (لو شوفتي حلمة ودنك مش هاتشوفيهم تاني) , فتوسلت له أن يعيد لي بناتي وبعثت له الجيران ليقنعوه بأن يرد لي بناتي ولكنه رفض.
وعلى الفور لجئت لقسم شرطة إمبابة، لكنهم قالوا لي إنه لا يجوز أن يعتبر اختطافا لأنه والدهم, ولكنهم حرروا محضرا وحوّلوه للنيابة, وفي نقطة شرطة المنيرة الغربية طلبت منهم أن يأتي أحدهم معي لآخذ بناتي من والدهم ولكنهم رفضوا وقالوا لي لا نستطيع أن نفعل لكي شيئا إلا تحرير محضر, فذهبت للمديرية ولكن الضباط رفضوا مقابلتي ولم يقابلني إلا أمناء الشرطة وهناك طلبت منهم أن يأتي أحدهم معي ليفتح لي شقة زوجي لآخذ بناتي خاصة أنه يتناول المخدرات والخمر وأنا خائفة على ابنتي ذات العشرة أعوام لأنها كبيرة وممكن أن يفعل بها أي شيء لكنهم رفضوا"
الجريمة الكبرى
واستكملت: "كنت قد رفعت قضية خلع ونفقة على زوجي بمحكمة الأسرة منذ شهر 6 عام 2011 ولم يتم الفصل فيها حتى شهر أبريل 2012, فسحبت ورق القضية, وطلبت من الموظفة بالمحكمة واسمها مروة وتعمل محامية أن تساعدني في استرداد بناتي من والدهم, خاصة أن والدهم منعهم من الذهاب للمدرسة في الفصل الدراسي الثاني, لكنها رفضت بحجة انشغالها بأمور أخرى, ثم بعد ذلك وافقت وقالت لي أعطيني مهلة أسبوع وبعدها سأذهب معك إلى النيابة ليعطوكي أمر تسليم البنات, ولكنها بعد ذلك ماطلت في مواعيدها فاضطررت أن أتصل بالجيش على أرقامهم الساخنة, وكنت أقول لهم إن زوجي بلطجي وعليه أحكام ولديه مخدرات وسلاح أبيض, وتوسلت لهم وقلت لهم تعالوا احبسوه و(على ضمانتي) و لكن لم يحدث شيء, بعدها سافرت لأهله في المنيا أشتكي لهم وقالوا لي إنهم سيبحثون معه الأمر ولكن أيضالم يفعلوا شيئا, ثم حدثت المصيبة الكبرى, وجدته يتصل بي يوم الاثنين الموافق 19 مارس 2012 يقول لي (وحياة أمك هاحرق قلبك على كل دقيقة قضيتيها برّة البيت) فقلت له ماذا ستفعل؟ ستقتلني؟ اقتلني و لكن أعد لي بناتي , فرد قائلا (لا مش كدة .. هاحرق قلبك بطريقة تانية) , ثم فوجئت بخبر قتل ابنتي في الثالثة من فجر يوم الثلاثاء الموافق 20 مارس.
و تقول: "روى لي بعض الجيران أنه يوم الاثنين قيّد ابنتي وحرمها من الأكل والشرب وضربها ضربا مبرحا, ثم خرج لعمله و هدد أخواتها وقال لهم إذا أعطاها أحدكم أكل أو ماء سأقتله, فخافت البنات ورفضن توسلات أختهم بأن يعطوها الماء, ولكنهم في النهاية فكّوا قيدها عندما قالت لهم أنهم إذا حرروها من قيدها سيهربون جميعا , وبالفعل حاولوا الهروب ولكنهم وجدوا باب الشقة مغلق بالمفتاح من الخارج , ووجدوا باب الشرفة مغلق بأقفال"
"وروت ابنتي الصغرى أمام رئيس النيابة أن والدها بعد عودته أمسك باختها وضربها ضربا مبرحا بماسورة ستارة وشومة وخرطوم, حتى أرداها قتيلة بعد تهشيم الشومة على رأسها, ثم صورها صورة بتليفونه المحمول بعد قتلها".
تلاعب وهروبه من يد العدالة
واستكملت والدة الضحية: "هذه الحادثة وقعت منذ أكثر من 100 يوم وحتى الان لم يتم الحكم عليه لأنه يسيّر أموره بالرشاوى وأنا الآن أحاول مقابلته بعدما أودعوه مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية رغم أنه بكامل قواه العقلية, أريد مقابلته حتى آخذ منه أموالا أصرف بها على بناتي لأن لديه أملاكا وبيوتا وأموالا في البنك, ولكن المسئولين يرفضوا إعطائي تأشيرة لمقابلته رغم أنهم يسمحوا لأخوته بزيارته "بعد دفع الرشاوى"
"أنا حاليا أعمل بائعة ملابس حتى أستطيع قضاء احتياجات بناتي, وأقترض من الجيران أحيانا, وأجلس عند والدي لأن أهل زوجي يحاربونني عندما أذهب لأجلس في شقتي، وخلال الفترة الماضيه فوجئت به يتصل بى على تليفوني ويهددني من محبسه بمستشفى الأمراض العقلية.. والسؤال كيف يسمح له باستخدام الموبايل وكيف يفعل ذلك وهو مجنون؟ ولكن كله بالفلوس
"كل ما أطالب به الآن هو العدل, أطالب بحق ابنتي, و أطلب من محمد مرسي الذي قال إنه أتى ليحقق العدل, أطلب منه أن يأتي لي بحق دم ابنتي"
بهذه الكلمات تنهي أم الضحية حوارها معنا لتضاف إلى قائمة طويلة وعريضة من المظلومين مثلها تماما مثل أهالى الشهداء الذين فقدوا أبناءهم إلى الأبد في الوقت الذي يتمتع فيه المجرمين والقتلة بالحرية بعد أن نجحوا من الإفلات من يد العدالة، كل هذا يحدث في مصر الثورة بعد أن أصبح القانون في مصر مثل خيط العنكبوت تمزقه الطيور الكبيرة وتقع فيه الطيور الصغيرة.