في ظل عدم رضا عبدالفتاح السيسي عن مستوى الإعلام في الفترة الحالية، كشف مراقبون أن مدير مكتب السيسي عباس كامل استعد بالفعل لتجهيز أذرع إعلامية بديلة، وتم تدريبها بمعرفة المخابرات العسكرية خلال الشهور الثلاثة الماضية، ولكن المشكلة كانت في طريقة إبعاد الأذرع القديمة، والتي تم حلها عن طريق نقل ملكية الفضائيات لآخرين، وهو ما يظهر أن الاستغناء عن الأذرع القديمة بات منطقيًا.
الحياة ثاني القنوات بعد “أون تي في”
وبعد بيع رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس قناة “أون تي في” التي يملكها لرجل الأعمال أحمد ابوهشيمة، جاء الحديث عن بيع قناة “الحياة” التي يمتلكها رجل الأعمال الدكتور سيد البدوي، رئيس حزب الوفد، في ظل التوقعات بتغير الخريطة الإعلامية في مصر خلال الشهور المقبلة.
وكشف الإعلامي محمد مصطفى شردي أن “هناك صفقة لبيع فضائية الحياة يتم الحديث عنها حاليًا”.
وأضاف شردي -في برنامجه “يوم بيوم” المذاع على فضائية “النهار اليوم”- أن هناك نقاشًا أثير مؤخرًا حول هذه الصفقة التي يمكن القول إنها تمت بشكل فعلي، وتساءل شردي: ما سبب بيع الفضائيات خلال الفترة الحالية؟”.
وكشفت مصادر لعدد من الصحف القريبة من النظام أن هناك مستثمرين من الإمارات دخلوا في مفاوضات شبه نهائية لشراء شبكة قنوات “الحياة”، إلا أن مصادر أخرى أكدت أن هناك رجال أعمال مصريين يحاولون شراء الشبكة وإقناع البدوي ببيعها لهم، إلا أن المبالغ التي طلبها البدوي تصل إلى ما يقرب من ٢ مليار جنيه تقريبًا، وهو ما تسبب في تأخر الصفقة بسبب حجمها وقيمتها المالية الكبيرة.
قنوات أخرى بعد الحياة
ولم يتوقف تغيير خريطة الإعلام الخاص في مصر على “ontv” و”الحياة” فقط، ولكن الأيام القادمة ستشهد خروج قنوات أخرى وتغيير ملاكها، ومنها قناة “دريم” التي قرر مالكها رجل الأعمال أحمد بهجت الانسحاب من السوق الإعلامية بسبب أزماته المالية، إضافة إلى قناة “المحور”، والتي يدرس أيضًا مالكها حسن راتب بيعها بصورة نهائية، خاصةً أن ملاك هذه القنوات يعانون من خسائر كبيرة بسبب هذه القنوات، ولم يسددوا أجور العاملين منذ فترة طويلة، كما ستشهد شبكة قنوات “النهار” وشبكة قنوات “سي بي سي”، تغير الأذرع الإعلامية للعاملين فيها بنهاية عام ٢٠١٦؛ حيث تم الاتفاق معهم على ترك هذه القنوات لإتاحة فرصة للأذرع الجديدة.
عمرو أديب: بيع أربع محطات والسيسي غير راض عنا
وأكد الإعلامي عمرو أديب على أن (قناة أون تي في) لن تعود إلى ما كانت عليه أيام نجيب ساويرس.
وأضاف أديب أثناء حديثه في برنامجه القاهرة اليوم أن هنال أربع محطات يتم بيعها في المرحلة الحالية بالمليارات وأن شكل الإعلام والمحطات المصرية سيتغير تماما، وسيكون هناك ضخ لأموال ضخمة في الفترة القادمة لبرامج “التوك شو”.
وقال أديب: “الحكومة مش مبسوطة مننا والإخوان مش مبسوطين مني ولا بتوع السيسي مبسوطين مني ولا النشطاء مبسوطين مني مفيش حد مبسوط مننا”.
وأضاف أديب -خلال برنامجه “القاهرة اليوم” المذاع عبر فضائية “أوربت”-: “نهاجم الحكومة نتشتم ندافع عن الحكومة نتشتم نتكلم عن التقصير نتشتم، واضح أنه الإعلام كله هيتغير وكلنا هنمشي وناس تاني هتيجي مكانا”.
وتابع: في جيل سيأخذ مكان جيل آخر في الإعلام وفي ظرف سنتين كله هايتغير وهاتشوفوا حاجة تانية، خاصة أن صناعة الإعلام مكلفة والمنافسة ستكون قوية جدًّا في السوق المصرية بين ثلاث كتل قوية جدًّا وستكون المنافسة على أشدها.
تغير شكل خارطة الإعلام
وعلقت الإعلامية لميس الحديدي على صفقة شراء قناة “أون تي في”، قائلةً: إن هذه الصفقة ستعمل على تغيير شكل خارطة الإعلام في مصر.
وأضافت خلال برنامج “هنا العاصمة” على فضائية “سي بي سي”: “إحنا كنا بنقول إن الصحافة الورقية والمكتوبة فقدت قيمتها وأهميتها، ولكن من الواضح أن شخصًا مثل أحمد أبو هشيمة بيشتري محطة تليفزيون، بالرغم من وجود منافسات غير عادلة من محطات عربية ومجموعة من المشكلات الإعلامية في مصر.
وقال الإعلامي محمد ناصر عن شراء أحمد أبو هشيمة لقناة “أون تي في”، “شراء العبد ولا تربيته”.
القرموطي: أنا أول المطرودين من جنة أبو هشيمة
وعقب الإعلامي جابر القرموطي، على خبر بيع قناة “أون تي في”، لرجل الأعمال، أحمد أبوهشيمة، قائلاً: “لم أعلم ببيع القناة إلا من خلال المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام، ولم أكن أتمنى بيع القناة مع الاحترام والتقدير للبائع والمشتري”.
وأضاف خلال تقديمه برنامج “مانشيت”: أنا أول المطرودين من جنة أبو هشيمة ودا طبعًا زي ما الصحف بتقول لكن لي عتب على أشياء كثيرة، ولكن القناة بيعت وانتهى الأمر.
وتابع: “الحيرة والقلق يسيطران على الناس اللي شالت القناة على أكتافها، والناس اللي بيتأخر قبضها، وبتسأل مصيرها إيه؟ وطالب أبوهشيمة بعدم الاستغناء عن العاملين في القناة من فنيين ومخرجين ومعدين ومنتجين وأفراد أمن.
ليليان داود: السكوت علامة القهر
وفي أول تعليق لها على بيع رجل الأعمال نجيب ساويرس لفضائية “أون تي في” لمالك “اليوم السابع” أحمد أبو هشيمة، قالت ليليان داود الإعلامية والمذيعة بالقناة: “إن السكوت علامة القهر”، في إشارة منها إلى عدم رضاها عن عملية البيع وحالة الصمت التي سيطرت عليها وعلى جميع الإعلاميين بالقناة.
تصادم الأداء الإعلامي مع مصالح ملاكها
ويرى د. محمود علم الدين، الأستاذ بكلية الإعلام، أن اتجاه بعض رجال الأعمال للخروج من السوق الإعلامية، له سببان؛ الأول يتعلق بالجانب الاقتصادي وعدم تحقيق مؤسساتهم لأرباح تدفعهم للاستمرار، بل إن البعض منهم يحاول الهرب من خسائر في قنواته بسبب الأزمة الاقتصادية، والسبب الثاني يرجع إلى تصادم الأداء الإعلامي لقنواتهم مع مصالحهم الشخصية كرجال اقتصاد، وهو ما اضطره على حالة بيع رجل الأعمال نجيب ساويرس لقنوات “أون تي في”.
ويوضح د. علم الدين أنه بوجه عام ما يتردد عن البيع محصور في قنوات لديها مشاكل اقتصادية، وأن في اعتقاده بأن القنوات المستقرة اقتصاديا لن تتجه للبيع.
وأشار إلى أن بعض المؤسسات الإعلامية توسعت بشكل كبير في إطلاق القنوات دون دراسات اقتصادية دقيقة، وأنه يتوقع أن تنكمش هذه المؤسسات في الفترة المقبلة، وإن كان هذا سيعرضها إلى فقد بعض من ثقلها عند المشاهد.
