أثارت دعوة حمزة، نجل الزعيم السابق لتنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن، في تسجيل صوتي منسوب إليه، نشر الإثنين، المسلمين إلى “الجهاد” في سوريا؛ الجدل في جميع أنحاء العالم والشكوك حول إمكانية إعادة حمزة بن لادن لعهد أبيه أسامة.
ونستعرض لكم في هذا التقرير المعلومات عن حمزة بن لادن:
نشأته
حمزة بن أسامة بن محمد بن عوض بن لادن، ولد عام 1991 في جدة، وهو معروف باسم حمزة بن لادن أو “حمزة لادن”، هو أحد أبناء أسامة بن لادن قتل شقيقه خالد بن لادن في عام 2011 في الغارة التي أسفرت عن مقتل والده.
وتدرب من صباه على صنع واستخدام المتفجرات، والتحق بصفوف الجهاديين، وظهر في مقطع مرئي في عام 2005 ضمن قوة من مقاتلي طالبان استهدفت جنودا باكستانيين في وزيرستان الجنوبية.
وكانت قنوات فضائية بثت شريطا يظهر حمزة بن لادن بين مجموعة من مقاتلي طالبان في أفغانستان.
نقطة تمركزه
وذكر في عام 2007 أنه يتمركز في المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان، ويقوم بدور قيادي في تنظيم “القاعدة”.
رسالته بعد مقتل والده مهاجما الحكام العرب
وبعد مقتل والده أسامة على يد القوات الأميركية في باكستان نشر تنظيم القاعدة تسجيلا صوتيا لحمزة بن لادن يهاجم فيه الحكام العرب.
رسالته مع الظواهري
نشر تنظيم القاعدة في أغسطس العام الماضي رسالة صوتية نسبها إلى حمزة بن لادن، وبتقديم من زعيم التنظيم الحالي الدكتور أيمن الظواهري.
ووصف الظواهري نجل أسامة بن لادن بأنه أحد ليوث “مأسدة الجهاد” التي أسسها والده، مباركا في الوقت ذاته ما تقوم به فروع القاعدة، خاصا بالذكر عملية “شارلي إيبدو” التي تبناها “تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب”.
وواصل الظواهري مديحه لحمزة بن لادن، قائلا: “أترككم مع الأسد بن الأسد، المجاهد بن المجاهد، المرابط بن المرابط، الحبيب بن الحبيب، ابن الشهيد وأخو الشهداء كما نحسبهم ولا نزكيهم على الله، ولدنا الحبيب حمزة بن أسامة بن لادن”.
وحيّا حمزة بن لادن الذي يعيش برفقة الظواهري في أفغانستان، في بداية كلمته “الأمة الإسلامية” بأكملها على “جهادها الطويل، وتحملها لطغيان الصليبيين”، قائلا إن “الأمة الإسلامية أمة ولود لا تنتهي”.
وجدّد حمزة بن لادن في الكلمة التي تعود لشهر شعبان البيعة لأمير حركة “طالبان” السابق “الملا عمر”، واصفا إياه بـ”الجبل الأشم الخفي”.
كما حيّا ابن لادن الابن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، ونائبه حينها اليمني ناصر الوحيشي “أبو بصير”، أمير تنظيم القاعدة في اليمن، الذي قتل قبل أكثر من شهر.
وواصل حمزة بن لادن تحيته لفروع “القاعدة” في الصومال، والمغرب الإسلامي، وسوريا؛ حيث وصف “أبو محمد الجولاني” بـ”الشيخ المغوار الفاتح”.
تبادل الأبيات الشعرية بين حمزة ووالده أسامة
في عام 2003 ظهرت أبيات شعرية بين حمزة ووالده أسامة بن لادن، قصيدة حمزة بن لادن يخاطب فيها والده الشيخ أسامة بن لادن
وقال حمزة لأبيه..
أبتاه أين هو المفر ومتى يكون لنا مقر؟
آه أبي كيف ما أبصرت دائرة الخــــــطر؟
ما بال منزلنا اختفى عني فليس له أثــــــر؟
قل لي أبي فيما أرى قـول مفيـد مختصر
ورد أسامة على ابنه حمزة:
ابني يكفي إني شبعا بالآهات والحسر
عقد اللسان فمقلتي نبع ووجداني سقر
ماذا أقول ونحن في دنيا التكاسل والبطر
ماذا أقول لعالم أعمى البصيرة والبصر
الدعوة للجهاد من سوريا
ودعا حمزة بن لادن أمس جموع المسلمين للجهاد لتحرير الأقصى، وقال حمزة بن لادن إن “الجهاد” في سوريا يمهد الطريق لـ”تحرير فلسطين”.
واعتبر ابن لادن الابن أن القتال في سوريا هو خير الميادين لهذه المهمة العظيمة، مشيرا إلى أن الطريق لتحرير فلسطين اليوم أقرب بكثير مما كان عليه سابقا.
وجاء التسجيل بعد تسجيل مماثل تم تداوله أول أمس الأحد، 8 مايو، دعا فيه زعيم التنظيم أيمن الظواهري إلى “دعم الجهاد” في سوريا.
وفي الرسالة الصوتية التي حملت عنوان “ما القدس إلا عروس مهرها دمنا” قال بن لادن الابن إن المسجد الأقصى “يبكي دما”، وإن المدافعين عنه على حد تعبيره “فطرتهم لم تؤثر فيها اتفاقيات السلام والاستسلام.. وكفروا بالديمقراطية والوطنية وبرئوا من السلطة الفلسطينية” مشيدا بهجمات الطعن بالسكاكين التي ينفذونها.
وتابع بن لادن، الذي يبدو أن التنظيم يحضّره للعب دور أكبر مستقبلا بالقول: “على الأمة المسلمة المشاركة من الخارج في الانتفاضة الفلسطينية بقتل اليهود وضرب مصالحهم في كل مكان”، داعيا أيضا إلى “تطهير” الدول الإسلامية من داعميهم الذين حددهم بـ”أمريكا والغرب”، مضيفا: “لا بد أن نذيقهم مما ذاقه أهلنا في فلسطين وغزة فعلى كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يشارك بالدفاع عن المسجد الأقصى بنفسه في الجهاد بسبيل الله”.
وحض بن لادن أيضا على “تكوين جيش عظيم كالسحاب عرمرم لتحرير القدس فمعركة” التي قال إنها “ليست معركة تحرير قرية أو مدينة وليست معركة تنظيم أو جماعة بل هي معركة فاصلة معركة أمة بأكملها أمام أمم الكفر”، وركّز في كلمته على الموضوع السوري بالقول: “خير الميادين المهيئة لهذه المهمة هي ميدان الشام المبارك، وعلينا أن نتذكر أن طريق تحرير فلسطين اليوم أقرب بكثير مما كان عليه قبل الثورة السورية المباركة، وعلى الأمة أن تصب اهتمامها بميدان الشام”.
وختم بن لادن كلمته بالقول: “لم يعد اليوم أي عذر للمصرّين على الفرقة والاختلاف وقد اجتمع العالم بأسره على أهل الإسلام، ويجب التحذير من التعصب للجماعات والفصائل ولا يكون الولاء والبراء على حسب الانضمام للجماعة أو الفصيل فهذا كله من أمور الجاهلية”.