قال الكاتب الصحفي “عماد الدين حسين” إن: “هناك ما يشبه اليقين بأن خصوم الشرطة والحكومة والرئاسة يتضاعفون يوما بعد يوم بمتوالية هندسية وليست عددية، والسبب الأساسي في ذلك هو الطريقة والأسلوب قبل الجوهر والمحتوى”.
وعدد “حسين” في مقاله المنشور بجريدة الشروق هذه الخسائر إلى عدة أسباب هي:
1 – عمليات القبض واسعة النطاق التي تمت في الأيام الأخيرة، ففي اللحظة التي تمت فيها مداهمة المقاهي والبيوت، كانت الشرطة والحكومة قد خسرت كثيرين.. هي خسرت قطاعات واسعة من الشباب منذ الأسابيع الأولى بعد ٣٠ يونيو ٢٠١٣، لكنها خسرت غالبية الشباب في الأيام الأخيرة، حتى الشباب الذين قرروا اعتزال السايسة، وتم القبض عليهم أخيرًا وجدوا أنفسهم يعودون رغمًا عنهم إلى ممارسة السياسة.
2 – قبل هذه المظاهرات خسرت الحكومة قطاعات شعبية واسعة بسبب طريقة التعامل في قضية الجزر، حينما استيقظ المصريون ليتفاجئوا بأن تيران وصنافير لم تعودا مصريتين.
3 – قبلها تسببت طريقة الشرطة -ومعها الحكومة- في التعامل مع أزمة أميني الشرطة في مستشفى المطرية التعليمي في وضع غالبية أطباء مصر ونقابات مهنية أخرى ضد وزارة الداخلية وضد الحكومة، التي لم تتحرك بشكل عملي لاحتواء هذه المشكلة في مهدها قبل أن تتفاقم وتؤدي إلى اعتصام آلاف الناس في شارع قصر العيني طلبوا أكثر من ١٧ مطلبا متنوعا، بما فيها رفع مخصصات الصحة في الميزانية بعد أن كانت كل آمالهم وطموحهم مجرد حبس أميني الشرطة.
4 – وقبلها بشهور كثيرة خسرت الحكومة والرئاسة غالبية معسكر ٣٠ يونيو، الذي كان له دور أساسي في الإطاحة بجماعة الإخوان من الحكم.
وبطريقة الدبة التي تقتل صاحبها تفنن بعض أنصار النظام، خصوصًا بعض الإعلاميين، في تطفيش كل من كان يمكنه أن مساعدة الحكومة على أحداث أكبر توافق سياسي ممكن، أو حتى على التظاهر بوجود تنوع وتعدد وحياة ديمقراطية، كما كان يفعل نظام حسني مبارك.
5 – وأخيرا.. وبسبب الأزمة الاقتصادية المتفاقمة وانهيار سعر الجنيه أمام الدولار وأزمات إقليمية عالمية متنوعة بدأ ملايين المصريين يشعرون بأن الحديث عن انفراجة حقيقية في مستويات معيشتهم يتضاءل، بل إن المعيشة تسوء يومًا بعد يوم.