سلطت صحيفة “فاينتشال تايمز” الأميركية على حالة السخط الشعبي التي تواجه السيسي ونظامه، والتي أدت إلى ظهور أصوات معارضة للسيسي من بين أشد المؤيدين السابقين له.
وقالت الصحيفة إنه لا يستطيع أي شخص أن يتهم محمد الكردوسي بمعارضة السيسي؛ فالكردوسي الذي يشغل رئيس تحرير صحيفة الوطن مؤيد شديد الإخلاص للجنرال السابق، ومعروف بهجومه الشديد على ثورة 2011 وقادتها، لكن هذا الأسبوع وجه الكردوسي انتقادات حادة إلى الرئيس المصري قائلاً: “نستيقظ ونصحو على أخطاء تتراوح ما بين كلمات طائشة في الخطابات الرئاسية إلى أخطاء مرتبطة بسيادة الدولة على أراضيها”.
وأوضحت الصحيفة أن كلام الكردوسي” جزء من فورة الغضب تجتاح مختلف الطيف السياسي المصري خلال الأسبوع الماضي؛ بسبب ما يقال عن تسليم مصر لجزيرتين نظر إليهم لفترة طويلة على إنهما مصريتان إلى السعودية تمت في ظل مفاوضات سرية، وبالرغم من قانون التظاهر الوحشي تظاهر عدة آلاف في القاهرة للاحتجاج على اتفاقية ترسيم الحدود، مرددين الهتافات الثورية “الشعب يريد إسقاط النظام”.
وأضافت الصحيفة أن الحادث أحرج السيسي الذي ينظر إليه على أنه المنقذ من قبل قطاعات عريضة من الشعب الفرحين بإطاحته بحكومة الرئيس المنتخب محمد مرسي، وبعد ثلاث سنوات من قيامه بذلك يفقد السيسي بريقه، ويتصارع مع فقدانه لشعبية حكمه.
ورأت الصحيفة أن جزءا كبيرا من هذا الاستياء الشعبي نابع من الإقتصاد المتعثر ;فقد تدهورت السياحة بشكل كبير بسبب الهجوم الإرهابي ضد الطائرة الروسية، وسجل الجنيه المصري إنخفاضات قياسية أمام الدولار في السوق السوداء بالرغم من تخفيض قيمته في مارس، وهو ما زاد من الأسعار.
ويقول “إتش. إيه هيلر” كبير الزملاء بمعهد “أتلانتك” “تظاهر ما يقرب من 4.000 شخص لا يمثل أزمة للحكومة، لكن أعتقد أن له دلالة كبيرة؛ لأنه نابع من قضية سياسية للغاية، ولم تقتصر على طيف سياسي معين”.
وأشارت الصحيفة إلى أن رفض التنازل عن الجزيرتين وصل إلى معارضة رئيس تحرير الأهرام المملوكة للدولة لتنازل مصر عن الجزيرتين بوصفهما أراضي مصرية.
ويقول شادي الغزالي حرب الرئيس السابق للجبهة الديمقراطية المعارضة “بمرور الوقت أصبح السيسي أقل شعبية؛ لأنه اتضح أن من يحكمون البلاد هم مؤسسات الدولة العميقة، ويضيف: “في الوقت الذي يبدو فيه انتقاد الرئيس جديد فإنه ليس هناك مؤشر على أنه تكون هناك ثورة جديدة، فالرئيس مازال يحتفظ بدعم قوي من حزب الكنبة”.
وختم “الغزالي” بالقول: “حزب الكنبة يمثل الأغلبية، وهذا يعني أن أي تحرك شعبي ضد النظام سيكون محدودا، وليس هناك أي شىء الآن يقودنا إلى حالة تقودنا إلى ما يشبه ثورة 2011”.