تمر، اليوم، ذكرى مولد الفنان “فريد الأطرش” أو كما يجب تعريفه فهو الأمير السوري الذي لقب بملك العود، وكان يطلق عليه أنه مثال حي للوحدة العربية؛ حيث إنه كان يحمل 4 جنسيات، السورية واللبنانية والمصرية والسودانية.
وكانت جنسية “الأطرش” الأصلية هي السورية، وحصل على الجنسية اللبنانية من أمه وربما لأنه أقام بلبنان في الفترة من 1966 إلى 1974 باعتباره مواطنًا لبنانيًا كامل المواطنة وحاز جواز سفر لبنانيًا.
ثم حصل على الجنسية المصرية بعد تقدمه بطلب بذلك أثناء حياته في مصر، وحصل على الجنسية “السودانية” قبل وفاته؛ حيث إنه في عام 1974 زار السودان بمناسبة احتفالاته بثورة جعفر النميري، وغنى للثورة السودانية آخر أغانيه القومية ياثورة مايو نحييكي، وعلى إثرها مُنح الجنسية السودانية.
اسمه ونسبه:
اسمه فريد فهد فرحان إسماعيل الأطرش، الشهير فنيًا بفريد الأطرش، ولد في منطقة جبل العرب بسوريا عام 1910، وهو أحد زعماء جبل الدروز في سوريا، ينتمي إلى آل الأطرش وهم أمراء وإحدى العائلات العريقة في جبل العرب جنوب سوريا هذه المنطقة المسماة جبل الدروز أيضًا نسبة لسكانها الدروز.
ووالدته هي الأميرة والمطربة (علياء حسين المنذر)، بعد وفاة والده عام 1925 اضطر فريد للسفر هو ووالدته وشقيقه فؤاد وشقيقته المطربة أسمهان من سوريا إلى القاهرة هربًا من الفرنسيين الذين رغبوا في اعتقاله هو وعائلته لنضال والده ضدهم.
دخوله عالم الموسيقي:
درس فريد بمدرسة (الخرنفش) الفرنسية، إلا أنه لم يكمل بها، والتحق بعدها بمدرسة البطريركية للروم الكاثوليك، ثم دخل معهد الموسيقى، وفي الوقت نفسه بدأ في بيع القماش وتوزيع الإعلانات من أجل توفير ذات اليد له ولأسرته، بعدها التحق بفرقة بديعة مصابني كعازف عود وهناك لفت فريد الأنظار إليه.
وبدأ بعدها في الغناء، ولفت إليه الأنظار بشدة وخاصة مدحت عاصم، الذي قدمه بعد ذلك إلى الإذاعة، ولاقت أغنيته الشهيرة “ياريتني طير” نجاحًا بالغًا، ثم ذاع صيته كملحن ومطرب بعد ذلك.
واستعان “الأطرش”بفرقة موسيقية وبأشهر العازفين كأحمد الحفناوي، وزود الفرقة بآلات غربية، إضافة إلى الآلات الشرقية وسجل الأغنية الأولى وألحقها بثانية (يا بحب من غير أمل) وبعد التسجيل خرج خاسرًا، ثم وقف على قدميه من جديد ولقب بـ”ملك العود” و”موسيقار الأزمان”.
عالم السينما:
اشترك فريد الأطرش في 31 فيلمًا سينمائيًا كان بطلها جميعًا؛ حيث في عام 1941 كانت بدايته الفنية في السينما عبر فيلم “انتصار الشباب”، ويعد فيلم “حبيب العمر” من أشهر أفلامه وجنى أرباحًا طائلة؛ لأنه مثل قصة حب حقيقية. ثم قدم بعده عددًا من الأفلام البارزة التي لعب بطولة معظمها مثل (شهر العسل) عام 1945، (بلبل أفندي) عام 1948، وفي عام 1955 خاض تجربة التأليف عبر فيلم (قصة حبي)، والذي كان أيضًا من إنتاجه.
وكان فريد الأطرش يختار القصص بعناية، وخاصة القصص التي تتقاطع ولو قليلًا مع قصة حياته.
جوائز وأوسمة:
حصل فريد الأطرش على عدة أوسمة؛ منها وسام الاستحقاق اللبناني، ووسام الاستحقاق المصري، ورئاسة نقابة الفنانين اللبنانيين مدى الحياة، ووسام الكوكب الأردني برتبة فارس، من جلالة الملك حسين بن طلال 1955، وقلادة النيل المصرية 1962، وجائزة أحسن عازف عود من تركيا عام 1962، وهو أول فنان عربي تمنحه فرنسا ميدالية الخلود التي حصل عليها بعد وفاته 1975، وطبعت كل أعماله في باريس أيضًا.
وعكاته الصحية:
ذات يوم وفيما كان في ميدان السباق، راهن على حصان وكسب الجائزة، وعلم في الوقت عينه بوفاة أخته أسمهان في حادث سيارة فترك موت أخته أثرًا عميقًا في قلبه ولجأ إلى المقامرة ظنًا أنها ستنقذه.
ثم تعرض إلى ذبحة صدرية وبقي سجين غرفته، تسليته الوحيدة كانت التحدث مع الأصدقاء وقراءة المجلات، اعتبر أن علاجه الوحيد هو العمل. وبينما كان يكد في عمله سقط من جديد واعتبر الأطباء سقطته هذه النهائية، ولكن في الليلة نفسها أراد الدخول إلى الحمام فكانت السقطة الثالثة وكأنها كانت لتحرك قلبه من جديد وتسترد له الحياة، فطلب منه الأطباء الراحة.
وتوفي “الأطرش” في مستشفى الحايك في بيروت؛ إثر أزمة قلبية، وذلك عام 1974 عن عمر ناهز 57 سنة.