أزمة مالية طاحنة يمر بها الإعلام المصري؛ بعد أن تقلص الدعم الخليجي للإعلام، وأصحبت معظم القنوات التليفزيونية تمر بأزمات مالية، وتقلص من عدد موظفيها، كما خفضت معظم وسائل الإعلام المرتبات.
ورغم التطمينات بعودة الدعم الخليجي وخاصة الإماراتي إلى الإعلام المصري، وزيارة محمد دحلان، القيادي المفصول بحركة فتح، وأحد المقربين من دوائر الحكم في الإمارات، والمسؤول عن الملف الإعلامي للإمارات في مصر، إلى صحيفة “اليوم السابع”، وتبع هذه الزيارة الحديث عن عودة الدعم إلى أن هذا الكلام لم يحدث، أو حدث بشكل ضعيف وليس بالشكل المطلوب، ولبعض وسائل الإعلام المعينة.
أزمة قناة ten
وانعكست الأزمة المالية في الإعلام على رجل الأعمال نجيب ساويرس، فبالرغم من أن ساويرس يعتبر إمبراطور الإعلام في مصر، خاصة أنه يمتلك نسبة كبيرة من وسائل الإعلام، إلا أن هذا لم يمنعه من التأثر بشكل كبير في توقف الدعم وتسبب هذا الأمر في أزمة كبيرة له بقناةten التي يعتبر أحد أكبر الشركاء في القناة.
وتدور حرب شرسة بين رجل الأعمال نجيب سايروس، وإدارة قناة “TEN“؛ بسبب قيام الأول بضخ مبلغ مالي بنحو 75 مليون جنيه، في القناة لإنقاذها على أمل استرداد أمواله بعد أيام قليلة، لدخول شخصية إماراتية مرموقة بشراء أسهمه في القناة مقابل أسعار كبيرة جدًا، إلا أن سايروس حتى الآن لم يتمكن من استرداد المبالغ التي دفعها.
اللجوء للقيادة الإماراتية
وساطة بعض رجال الأعمال في محاولة منهم لحل الأزمة لم تشفع كثيرًا؛ حيث إنهم أقنعوا سايروس بضرورة اللجوء إلى القيادة الإماراتية لرد 75 مليون جنيه، وهو الأمر الذي يفكر فيه بجدية، ربما يكون الحل، لإعادة أمواله.
يذكر أنه ترددت أنباء في الوسط الإعلامي عن نية محمد دحلان، المستشار الأمني لولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، في ضخ أمواله وأسهم في قناة TEN، مقابل أموال طائلة، وبأسعار عالية جدًا.
ولم تقتصر الأزمة المالية التي يمر بها نجيب ساويرس على قناةten فقط؛ بل امتدت لتشمل العديد من القنوات والصحف الأخرى التي يمتلكها في مصر.
ضم جميع المؤسسات الإعلامية في مبنى واحد
وكشفت مصادر عن اتجاه ساويرس لشراء مقر ضخم يجمع فيه أكبر عدد من المؤسسات الصحفية التابعة له، منوهة إلى أن هذا المقر قد يكون برجًا مكونًا من 16 دورًا في منطقة “المهندسين” وأن هذا المبنى قد يضم بعضًا من المؤسسات الصحفية المملوكة لساويرس، ومنها موقع “فيتو”، و”مصراوي”، ووكالة “أونا” الإخبارية، إضافة إلى قناة “أون تي في”.
فلترة للموظفين
ويجري ساويرس عملية فلترة وتصفية داخل مؤسساته الإعلامية استعدادًا للتخلي عن عدد كبير من الموظفين بهدف تخطي الأزمة المالية، في ظل الخسائر الكبيرة التي تحققها وسائل الإعلام هذه، وتوقف الدعم الخليجي.
ومن المتوقع أن يترأس مجلس تحرير “المجموعة الإعلامية” التي يمتلكها ساويرس، الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، خاصة بعد توقف مشروع الجريدة اليومية التي كان من المزمع إطلاقها خلال بداية العام الحالي، ولكنها توقفت نظرًا لوجود بعض الاعتراضات الأمنية على الأسماء والسياسات التي ستدار بها هذه الجريدة اليومية.