شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

هويدي: بيان مجلس الوزراء ببيع الجزر المصرية صادم ومهين

هويدي: بيان مجلس الوزراء ببيع الجزر المصرية صادم ومهين
وصف الكاتب الصحفي فهمي هويدي انطباعة حينما قراء بيان مجلس الوزراء حول بيع جزيرتي تيران وصنافير بالصادم والشكل مهين.
وصف الكاتب الصحفي فهمي هويدي انطباعه حينما قرأ بيان مجلس الوزراء حول بيع جزيرتي تيران وصنافير بالصادم والشكل مهين؛ حيث قال في مقال له: “حين قرأت في عناوين صحف الأحد ١٠ أبريل أن مجلس الوزراء المصري أصدر بيانا قرر فيه أن جزيرتي تيران وصنافير سعوديتان وليستا مصريتين، كان الموضوع صادما، إذ ليس سهلا أن يستيقظ المرء ذات صباح ليفاجأ بأن ما تعلمه في المدارس وما وقع عليه في الخرائط وما قرأه في النشرات السياحية وما ردده المطربون في بعض الأغاني، ذلك كله غير صحيح”.

وأضاف “هويدي”: “تقترن الدهشة بالصدمة حين يجد أن الاكتشاف المثير ورد في بيان لمجلس الوزراء وكأنه إحدى فقرات الاحتفال بزيارة العاهل السعودي”، متابعا: “أعني أنه ليس ثمرة جهد الباحثين من أجل التحقيق والعلم ولكنه قرار انفردت به السلطة وباغتت به الجميع في سياق الحفاوة بالزائر الكبير”.

وأشار “هويدي” إلى أنه حتى صحيفة “نيويورك تايمز” حين نشرت الخبر في اليوم ذاته (١٠/٤) صاغته على نحو يختلف عما أبرزته الصحف المصرية، فكان عنوانها كما يلي: مصر تهدي السعودية جزيرتين تعبيرا عن الامتنان.
واستطرد “هويدي” في مقاله قائلا: “لست في وارد تحقيق الواقعة وحسم الجدل الذي فجره القرار في أوساط عموم المصريين، ذلك أن حسم الأمر يتطلب إحاطة بخلفيات الموضوع وأسانيده التي لا تتوفر لي، وإن أثار انتباهي في هذا الصدد أن حديث البعض منصب على المراسلات التي تمت مع السعودية بخصوص الجزيرتين في خمسينيات القرن الماضي، في حين لم يشر أحد إلى وضعهما قبل إقامة المملكة السعودية في عام ١٩٣٢؛ حيث كانت كل خرائط المرحلة السابقة تدرجهما ضمن الحدود المصرية، ومن المؤسف أن القرار السياسي وضعنا أمام أمر واقع؛ بحيث أضعف كل دور للبحث والتحقيق، الذي لم يعد له جدوى، بل صار من قبيل الثرثرة في الموضوع التي لا تقدم ولا تؤخر”.
وأكد “هويدي” أنه بقدر ما كان عنوان إعلان القرار المفاجئ صدمة لي ولغيري، فإنني شعرت بالإهانة حين قرأت عنوانا آخر تصدر الصحفة الأولى لصحيفة الأهرام في اليوم التالي (١١/٤) ذكر أن القاهرة أطلعت تل أبيب على الموضوع، وأن الاتصالات المصرية الإسرائيلية كان محورها توقيع اتفاقية تعيين الحدود البحرية في خليج العقبة، وما يترتب على ذلك من آثار تمس معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام ١٩٧٩، ذلك أنني شعرت بغصة حين وقعت على هذا الكلام، إذ أدركت أن السلطة المصرية لم تخف الأمر عن الشعب المصري فحسب، وإنما أطلعت الإسرائيليين عليه قبل عدة أسابيع من إعلانه في القاهرة.

وأضاف أن توجيه الرسالة إلى الحكومة الإسرائيلية التي يفترض أنها تولت دراستها لأنها تقتضي تعديلا في معاهدة ١٩٧٩، وذلك أمر ينبغي أن يتم من خلال الكنيست، ثم رد تل أبيب على السلطات المصرية، هذه الإجراءات لا تتم بين يوم وليلة، وتحتاج إلى بعض الوقت، وإذا علمنا أن المداولات بين مصر والسعودية حول موضوع الجزيرتين مستمرة منذ شهر يوليو من العام الماضي؛ أي منذ نحو تسعة أشهر، فلن نبالغ إذا قلنا إن الحكومة الإسرائيلية ربما علمت بالموضوع قبل مجلس النواب في مصر وقبل إطلاع الرأي العام المصري على الخبر.

وتابع قائلا: “استهولت هذه النتيجة، التي ولدت عندي مجموعة أخرى من الأسئلة التي منها ما يلي: بماذا يفسر تجاهل المجتمع المصري في أمر بهذه الأهمية؟ وما هي الجهة المصرية التي تصدت لبحثه وأصدرت قرارها بشأنه؟ وهل هذه الجهة مؤهلة علميا وتاريخيا لحسم الأمر على ذلك النحو؟ وما قيمة توقيع الاتفاق وإعلانه ثم عرضه على مجلس النواب؟ وأما كان ينبغي أن يناقش الأمر في لجنتي الأمن القومي والشؤون العربية على الأقل قبل الإعلان؟ وحين تفاجأ الدولة بالقرار، كيف سيكون موقف ائتلاف دعم مصر أو مجموعة حماة الوطن؟ وألا يعني ذلك أن الدولة ومؤسساتها تم تجاهلها في الموضوع وأن السلطة وحدها، أو إحدى حلقاتها الضيقة هي التي تعاملت مع الملف؟ ثم هل انفراد حلقة السلطة الضيقة بالقرار مقصور على موضوع تعيين الحدود البحرية مع السعودية، أم أنها تتبنى نفس السياسة إزاء ملفات أخرى؟”.

واختتم هويدي مقالته قائلا: “لم أتخلص من الغصة والشعور بالإهانة منذ وقعت الواقعة يوم الأحد الماضي، لذلك لا أخفي تضامنا مع سيل التغريدات والتعليقات الغاضبة التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، وأزعم أنه كان يمكن تجنب كل ذلك لو أديرت الأزمة على نحو أكثر ذكاء ورصانة بحيث أشرك المجتمع في الموضوع ولم يتم تجاهله، ولو اتسم إخراجه بكفاءة تحترم الرأي العام، وتعطي انطباعًا بأن في البلد أناسا لهم ذكر، وأن زمن الفراعين الذين يتحكمون في المصائر ويصنعونها قد طويت صفحته”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023