قرر نظام عبدالفتاح السيسي إيفاد سامح شكري وزير الخارجية، ليترأس الوفد المصري في القمة الإسلامية المنعقدة حالياً بمدينة إسنطبول التركية، وسيتولى شكري تسليم رئاسة القمة من مصر إلى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.
يُذكر أن القمة الأخيرة التي عُقدت في العاصمة الإيرانية طهران ترأستها مصر، وكان الدكتور محمد مرسي ألقى البيان الافتتاحي لتلك القمة باعتباره رئيس الجمهورية آنذاك.
وهناك 3 أسباب منعت السيسي من حضور القمة الاسلامية كباقي الرؤساء نستعرضها لكم في هذا التقرير:
التوتر بين القاهرة وأنقرة
أبرز الأسباب هو حالة التوتر السياسي والدبلوماسي الشديد بين القاهرة وأنقرة في أعقاب أحداث 30 يونيو، حيث تراجعت العلاقات بين البلدين، وتبادل النظامان حملات إعلامية وسياسية ضد بعضهما، وصلت إلى اتهامات بدعم الإرهاب وتبنيه.
أردوغان
بعد أحداث 30 يونيو والإطاحة بالدكتور محمد مرسي من السلطة، شنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حملة إعلامية، وخاض مواجهة سياسية مع المؤسسة العسكرية المصرية، وأطلق على مؤيدي الجيش وصف “الانقلابيين”، واعتبر أن ما حدث في مصر بمثابة “انقلاب عسكري” ضد رئيس مدني منتخب، داعيًا إلى الإفراج عنه، والعودة إلى أوضاع ما قبل الثالث من يوليو 2013.
ولم يترك أردوغان محفلا دوليا عالميا إلا وذكر ما حدث في مصر من إسقاط محمد مرسي بـ”الانقلاب العسكري”، وأكد دعمه للشرعية في مصر، ورفضه عمليات القتل التي شهدتها الميادين والشوارع المصرية على رأسها ميدانا رابعة والنهضة.
وسبق وهاجم أردوغان نظام السيسي بعد الإطاحة بمرسي، مطالبًا الأمم المتحدة بالدفاع عن الديمقراطية وعدم الإعتراف بمن جاء بعد قتل الآلاف الذين خرجوا ليطالبوا بأصواتهم، في إشارة منه إلى عبدالفتاح السيسي.
وفي مشهد مفاجئ رفع أردوغان إشارة “رابعة” خلال كلمته بالجمعية العامة قائلا: “في مصر، أسقط الرئيس المنتخب بأصوات الشعب بانقلاب عسكري، وفي حين تم قتل الآلاف الذين طالبوا بأصواتهم، اكتفت الأمم المتحدة والدول الديمقراطية بالمشاهدة”، مضيفًا: “والشخص الذي قام بالانقلاب يُشرعن”.
انتشار الإخوان في تركيا
تُعتبر تركيا قبلة الإخوان بعد شن نظام عبدالفتاح السيسي حملات أمنية أدت إلى اعتقال الآلاف منهم وقتل المئات، ونظرا لسياسة تركيا المناهضة للسيسي أصبحت أكثر الدول أمانا لهم، من خلالها مارسوا العمل السياسي والإعلامي بحرية دون قيود، وتواجد السيسي في تركيا قد يتزامن معه مظاهرات حاشدة تجوب إسطنبول، حيث ستلقى دعما من مواطنين أتراك ولاجئين سوريين يرفضون نظام السيسي.
وللإخوان ومعارضي نظام السيسي عدد من الفضائيات تتحدث وفقا لرؤيتهم التي اجتمعت على معارضة هذا النظام، ووجود السيسي في تركيا سيكون فرصة سانحة لتقديم فقرات تهاجمه وتغطي المظاهرات المتوقع حدوثها.
يقول الدكتور جمال حشمت القيادي بجماعة الإخوان وعضو برلمان 2012، إن عبدالفتاح السيسي يخشى مواجهة بلاد تضم الأحرار ولا تعترف بانقلابيين أو مجرمين قتلوا شعوبهم مقابل السلطة، لافتا إلى أن نظام السيسي أرسل سامح شكري بضغوط دولية لا أكثر ولا أقل”.
وأضاف حشمت: السيسي يخشى أن يهبط على أرض تركيا فسيجد على أبواب المطار الآلاف من أحرار العالم في انتظاره؛ ليعلنوا استمرارهم في رفضهم لهذا النظام القاتل وقائده السفاح، كما أنه يخشى مواجهة أردوغان الذي وقف ضده وفضح أمره أمام العالم أجمع”.