قال الكاتب الصحفي جمال الجمل، تعليقًا على تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية “إن السلطة القائمة فقدت ورقة المناورة، ودخلت بنفسها إلى فخ جهنمي، لا يمكن لموظفي السياسة البلداء في “حكومة شريف” فهم تداعياته، فهم على الأرجح مأمورون يرددون ما يصلهم من بيانات، لا يقدرون خطورتها، ولا علاقتها بمستقبل البلاد.
وتساءل الكاتب، في مقاله المنشور بجريدة “المصري اليوم” واضعًا كلمة عبرية، ما معنى هذه الكلمة “תעלת הימים”، وأجاب أن معناها “تعالات هاياميم”، وهذا هو المصطلح العبري لقناة “البحار” التي نترجمها بجهلنا العربي إلى “قناة البحرين” وهو اسم المشروع الذي وقعته إسرائيل مع الأردن بالفعل، وهي خطوة تكتيكية تهدف إلى ربط البحر الميت بالبحر الأحمر، بعد رفع منسوب المياه في البحر الميت”.
وتابع: إن “إبعاد مصر من فم خليج العقبة مقدمة لتطهير طريق القناة الإسرائيلية المزمعة التي ستقضي على قناة السويس”، مضيفًا: “بيكملوا ما بدأه توماس لورانس، المعروف باسم “لورانس العرب”، الذي رتب وضعية الجزيرة العربية”.
واختتم الكاتب مقاله، قائلًا: “يرى بعض “الوقوعيين” أن هذا الاحتمال بعيد، وأن السعودية “تابت” وقطعت علاقتها السرية مع لورانس وأحفاده وأحبابه من آل هيرتسل، وقد يكون “الأسد المصري” متيقظًا ويضع في حسبانه كل الاحتمالات، ويعتبر أن الحديث الدائر يقتصر على الملكية القانونية فقط، مع ضمان السيطرة الأمنية لمصر على الجزر وعلى الملاحة في البحر الأحمر كله، باعتباره بحرًا إقليميًا عربيًا بالكامل، وقد يتشدد هؤلاء في الحق والمستحق ويقولون لك إن الخرائط والقواعد التي وضعها المغفور له مارك سايكس وشريكه فرانسوا بيكو، أكدت أن تيران تقع في المياه الإقليمية السعودية، وعلينا ألا نماطل ونتنازل عن ملكيتها لأصحابها، على أن تبقى مصر تسيطر وتدير وتركب الجزر بشكل فعلي لاعتبارات الأمن القومي التي لا يمكن التفريط فيها، لكن السؤال الذي يشاغبني في هذه الحالة: لماذا إذن تصر المملكة على توقيع عقد زواجها بجزيرة، وتتعهد في الوقت نفسه بأن تتركها لزوجها أو عشيقها السابق.. لا فرق”.