أشاد عدد من الخبراء بإطلاق هيئة الأزهر الشريف، برنامج الأخلاق الكريمة لرجل الشرطة، بالتعاون مع وزارة الداخلية، وذلك الأحد 3 أبريل 2016م، قبيل زيارة العاهل السعودي لمصر، والتي بدأت الخميس 7 أبريل 2016م، والذي يهدف لتأهيل كل أفراد الشرطة، والعاملين المدنيين إلى جانب تنمية مهاراتهم في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية والقانونية والأخلاقية والسلوكية.
ورحب الخبير الحقوقي نجاد البرعي بهذا البرنامج، قائلا: “هذه مبادرة جيدة، ولعلها تساعدنا في تأهيل أفراد الشرطة حتى يقدموا عملهم على أكمل وجه ولا يتحولو من مطبيقين قانون إلى خارجين عن القانون”.
وقال البرعي في تصريح خاص لـ”رصد”: “هذا البرنامج سيساهم في نشر التوعية والثقافة الاخلاقية لرجال الشرطة، ما يدعم دور منظمات المجتمع المدني التي تعمل على إرثاء الأخلاق لمؤسسات الدولة”.
وأكد البرعي على ضرورة إشراك ممثلي منظمات حقوقية في هذا البرنامج لتقديم ما يحتاجه الشرطي من قواعد تقويم السلوك ومساعدته على العدول عن ارتكاب أفعال خاطئة لتجاوز كل السلوكيات المعروفة عن هذا الجهاز الأمني.
من جانبه أكد الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية، أن كل خطوة تهدف لتحسين أداء الشرطة المصرية مرحب بها، ولا شك أن الأمن المصري يحتاج إلى توعية دينية لتعديل مسار خاطئ سلكه طوال عشرات الأعوام الماضية.
وأوضح نافعة في تصريح خاص لـ”رصد” أن هذا البرنامج لا يسيء إلى الشرطة المصرية، فكل مؤسسة في مصر تحتاج إلى برامج توعية وإعادة تأهيل أبناءها بداية من المدارس وحتى اكبر المؤسسات.
وأضاف نافعة أن الرئيس الراحل استعان بمشايخ الأزهر وعلماء الدين في إعادة تأهيل القوات المسلحة الذي خرج من انتكاسة 1967م، فرجال الدين ساهموا في نزع الروح الانهزامية لدى الجيش وحولها إلى روح قتالية تحارب لهدف واحد وهو الانتصار ورد الكرامة.
كما رحب العقيد خالد عكاشة الخبير الأمني بالبرنامج الأزهري، قائلا:”لقد تأخر كثيرًا هذا البرنامج، فالشرطة المصرية تقدر الأزهر الشريف وتحتاج لعلمائه في وقت تعاني منه مصر من حرب داخلية”.
وأشار عكاشة في تصريح لـ”رصد” إلى أن إعادة التأهيل تتوجب جهة محايدة لم تعادي الشرطة من قبل، عكس الجهات السياسية أو المنظمات الحقوقية التي لم يتقبل منها جهاز الشرطة.
وقال بيان للأزهر: “إنه في إطار تعاون الأزهر الشريف المستمر مع كل المؤسسات والوزارات والهيئات المعنية بما يحقق الأهداف العليا للمقاصد الشرعية والمصلحة الوطنية لأبناء مصر جميعا، رشح الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، مجموعة من علماء الأزهر لإلقاء عدة محاضرات حول: “القيم الأخلاقية الكريمة لرجل الشرطة”، وذلك بمعهد التدريب التابع لوزارة الداخلية”.
وشهد عام 2015م، تزايد حالات انتهاكات الشرطة المصرية ضد المواطنين، دون رقابة من قبل النظام الذي يستمر بدوره في دعم الشرطة.
وكان عبدالفتاح السيسي قد توجه بالشكر لرجال الشرطة خلال زيارة قام بها في 3 ديسمبر الجاري، بالتوازي مع تصاعد الاتهامات الموجهة للشرطة بممارسة التعذيب ضد المواطنين.
وهذه الأيام تقف الشرطة المصرية موضع اتهام دولي بتعذيب الباحث الإيطالي جوليو ريجيني وقتله حينما كان في مصر، وحتى الآن فشلت محاولات السلطات المصرية حكوميًا وقضائيًا في تهدئة الأجواء بين البلدين، حيث استدعت إيطاليا أمس سفيرها من مصر دون الإعلان عن أي أسباب.