كشفت وثائق بنما عن تورط شركات مصرية في عمليات فساد مع رجلي الأعمال اليمنيين شاهر عبد الحق بشر وشقيقه عبدالجليل مدير شركة كوكاولا مصر، المنتميين إلى العائلات التجارية الثرية في اليمن، والتي تسيطر على جزء حيوي من الاقتصاد اليمني، بعد تنامي نفوذها خلال حكم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
كوكاولا مصر
وعبدالجليل عبدالحق بشر، فهو الشقيق الأصغر لشاهر، ويحمل جوازي سفر ألمانياً وبريطانياً، إلى جانب جواز سفره اليمني، وحاصل على الماجستير في الهندسة المعمارية من ألمانيا في عام 1972، يعمل عبدالجليل حالياً مديراً تنفيذياً لمجموعة شركات شاهر للتجارة (STCO) ورئيساً لمجلس إدارة شركة تعبئة كوكاكولا في مصر واليمن وليبيا. كما يرأس مجلس إدارة شركة الشرق الأوسط في مصر لصناعة الزجاجات المستخدمة في تعبئة الأغذية والمشروبات الغازية. بحسب معلومات أُرفقت عند تأسيس الشركات في “الأوفشور”.
وكانت الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد في اليمن، قد اتهمت في عام 2014 شركة “إم تي إن يمن”، والتي تأسست في عام 2000 كشركة مساهمة محلية وأجنبية تحت الاسم التجاري سبيستل يمن، بالتهرب الضريبي، وطالبت بتحويل ملفها إلى القضاء لقيام الشركة بتغيير اسمها “سبيستل يمن” المسجل رسمياً لدى السلطات اليمنية إلى “إم تي إن يمن”، دون دفع أي مستحقات مطلوبة عند تغيير الاسم وضريبة المبيعات المفروضة.
يقول عبدالواحد الصايدي، محام متخصص في قضايا الشركات التجارية، في تصريحات خاصة لـ”العربي الجديد”، إن الشركة لا تعمل بشكل طبيعي منذ عام 2006 عندما اندمجت مع شركة “إم تي إن” العالمية، لأنها مسجلة تحت اسم “سبيستل يمن” وترخيصها تحت هذا الاسم، وبالتالي فالشركة لم تعد موجودة فعلياً، إلا في حال تم إعلام وزارة الاتصالات والمواصلات وتم الاتفاق على تغيير الاسم، ومن ثم تدفع الشركة رسوم تغيير الاسم وتدفع ضريبة مبيعات ناتجة عن عملية الدمج وتغيير مالكيها، وهو ما لم يحدث
يلقب رجل الأعمال اليمني شاهر عبدالحق بشر، في وسائل الإعلام الغربية بأنه “الرجل الحديدي”، و”ملك السكر” في الصحف العربية.
هو صديق شخصي للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، ومبعوثه في مهمات سرية، آخرها زيارته الزعيم الليبي معمر القذافي، أثناء الثورة التي اندلعت ضد صالح في عام 2011. كما أنه وكيل لشركات عالمية منها مرسيدس بنز (اليمن) وكوكا كولا للمشروبات الغازية.
وارتبطت شركاته بفضائح عقود تبادل النفط العراقي مقابل الغذاء، أثناء الحصار الذي فُرض على العراق بعد صدور قرار الأمم المتحدة رقم (661) في 6 أغسطس 1990 وألغي عملياً بسقوط نظام الرئيس صدام حسين في عام 2003، بحسب تقرير للأمم المتحدة.
مراسلات مع بنوك مصرية
وكشفت الوثائق الخاصة بتسجيل الشركات والمراسلات، الصادرة عن بنوك ألمانية ومصرية، امتلاك الأخوين بشر 18 شركة في جزر العذراء البريطانية.
ويحمل تسجيل بعض تلك الشركات ذات الاسم الذي تعمل به الشركة على أرض الواقع؛ مثل جبل صلب، سبأ، البشائر وشركة شاهر للتجارة المحدودة.
وهذه المعادلة تمنح الأخوين بشر أماناً أكثر في حال تم الحجز على شركاتهم الأصلية في بلدانهم عن طريق تحويل جزء من أموالهم في شركاتهم الأصلية بشكل دوري إلى حسابات بنكية لشركاتهم في “الأوفشور”، وهو ما يعطيهم مرونة أكبر عند تحويل تلك الأموال وتجنب هيئات التحقق من عمليات غسيل الأموال، بحسب مصادر قانونية.
شركة شاهر فرع مصر
شركة أخرى لها نشاط فعلي باسم “شركة شاهر التجارية” ومسجلة في الأوفشور “Shaher Trading overseas Limited“، بتاريخ 12 إبريل 1999.
وتمتلك شركة شاهر التجارية فروعاً في اليمن ومصر والسودان وإثيوبيا. وتعمل في مجالات تجارية في اليمن؛ منها القطاع المصرفي مثل بنك اليمن الدولي، وسياحية واتصالات ونفط.
كما تحتكر وكالات عالمية مثل كوكا كولا للمشروبات الغازية ومرسيدس بنز وزيروكس.
وتظهر الوثائق أن شاهر للتجارة مسجلة في الجزر العذراء البريطانية بأسماء شاهر عبدالحق وعبدالجليل عبدالحق، بيتر جيمس كاربنتر وسكاتليف براين.
وتلقت هذه الشركة تسهيلات من نظام الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح. ولسنوات طويلة مُنحت عقوداً مع وزارة الدفاع اليمنية لإمدادها بمدرعات وعربات ألمانية وتسهيلات جعلتها من أكثر الشركات التي حازت على عقود توريد وصيانة، بحسب وثائق مسربة من وزارة الدفاع اليمنية في ديسمبر 2012.