قامت ثورة 25 يناير على نظام المخلوع حسني مبارك؛ بعد أن سيطر رجال الأعمال على الوزارات في مصر، ما تسبب في انتشار الفساد، وعمل رجال الأعمال على خدمة استثماراتهم وثرواتهم بدلًا من خدمة الشعب، ولكن في عصر عبدالفتاح السيسي الوضع تغير؛حيث أصبح الاعتماد على موظفين لدى رجال الأعمال بدلًا من رجال الأعمال أنفسهم.
وجاء التغيير الوزاري بثلاثة وزراء جدد من المجموعة الاقتصادية؛ حيث كانوا يعملون في شركات رجال أعمال كبرى في مصر، وهي شركات رجل الأعمال نجيب ساويرس، ورجل الأعمال أحمد هيكل، نجل الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل، أما وزير السياحة فهو نتاج للاستثمارات الخليجية؛ حيث كان يعمل في مجموعة “الخرافي” الكويتية.
وزير المالية ونجل هيكل
رغم تورط نجل الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، أحمد هيكل، في قضايا فساد، إلا أن هذا لم يمنع أحد موظفيه من تولي أهم المناصب الاقتصادية في مصر؛ حيث تم اختيار عمرو الجارحي لمنصب وزير المالية، ليترك منصبه كرئيس لإدارة التمويل المؤسسي ومتابعة الاستثمارات بشركة القلعة القابضة المملوكة لأحمد هيكل.
وشغل “الجارحي” منصب العضو المنتدب بالشركة، بعد أن كان عضوًا غير تنفيذي بمجلس إدارة شركة المقاولون العرب، وبعض البنوك الخاصة، بالإضافة إلى تمثيل المال العام في بعض الشركات والبنوك وآخرها بنك الاستثمار القومي.
وزيرة الاستثمار ونجيب ساويرس
رغم اتهام رجل الأعمال نجيب ساويرس بالتهرب من الضرائب، وقضايا الفساد التي تحوم حوله، إلا أن هذا لم يمنع عبدالفتاح السيسي من اختيار إحدى موظفات ساويرس للعمل كوزيرة للاستثمار، والتي تعتبر إحدى أهم الوزارات التي تتعامل مع رجال الأعمال، ما يزيد الشكوك حول الفساد المتوقع بالوزارة بعد تولي موظفة لدى نجيب ساويرس وزارة الاستثمار.
وحصلت وزيرة الاستثمار، داليا خورشيد -التي خلفت أشرف سالمان في الوزارة- على بكالوريوس إدارة أعمال من الجامعة الأميركية في القاهرة. وبدأت عملها مع البنك التجارى الدولي، كما تولت منصب نائب رئيس “سيتي بنك” لمدة ثماني سنوات.
وانضمت في عام 2005، إلى شركة “أوراسكوم” للإنشاء، ثم تولت منصب أمين الصندوق في الشركة نفسها، علاوة على العديد من المسؤوليات بالشركة، ومنها ملفات السيولة النقدية، وإدارة المرافق الطارئة، ومراقبة الخزانة للمجموعة، وكان آخر منصب تولته هو “المدير التنفيذي لأوراسكوم القابضة”.
وزير السياحة من الخليج ومؤيد لفساد مبارك
ومن رحم الاستثمار الخليجي الخاص، خرج يحيى راشد، ليتولى حقيبة السياحة في حكومة شريف إسماعيل؛ حيث شغل “راشد”، قبل توليه الوزارة، منصب المدير التنفيذي لقطاع الفنادق بمجموعة “الخرافي” الكويتية على مدار سبعة أعوام، وكان قبلها مديرًا لفنادق “ماريوت الشانزليزيه” بفرنسا لمدة 23 عامًا تقريبا، ثم انتقل للعاصمة البلجيكية “بروكسل” لإدارة فندق “الماريوت” لمدة 3 سنوات تقريبا.
وقال المهندس حاتم عزام، البرلماني السابق، إن تعيين داليا خورشيد، وزيرة للاستثمار، يعني تعيين المهندس نجيب ساويرس وزيرًا للاستثمار بالوكالة.
وأضاف “عزام” -في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”-: “السيد نجيب ساويرس (أحد ممولي 30 يونيو) وزيرًا للاستثمار بالوكالة، عبر المديرة التنفيذية لشركته الخاصة.. مزيد من تحالف الفساد السياسي والمالي”، كما جاء فى نص التغريدة.
بيع القطاع العام
ورجح مجدي حمدان، المحلل السياسي، وعضو جبهة “الإنقاذ” وحزب “المصريين الأحرار” السابق، أن “يكون تعيين داليا خورشيد وزيرة للاستثمار تم بناءً على توجيه من قبل رجل الأعمال نجيب ساويرس”.
وقال إن “أوراسكوم تستعد لاغتراف ثروات مصر، خاصة بعد موافقة الدولة على إسناد معظم المشاريع لها ومنها المرحلة الأخيرة للمترو”.
وأضاف، في تصريحات صحفية، أن “التغيير الوزاري يعد إيحاءً للتغيير، بينما الوزراء المفترض تغييرهم مثل وزير الداخلية ما زال في منصبه رغم إخفاقاته المتوالية وحالات التعذيب والاختفاء القسري وقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني”.
وتابع: “نحن أمام عودة جديدة لبيع شركات القطاع العام المتبقية وعودة لإنماء خزينة رجال الأعمال لدورهم في مساندة النظام عبر اختيار 3 وزراء لرجال أعمال عليهم لغط كبير”.