شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بعد وقف المساعدات السعودية للبنان.. خبراء: الدور على مصر

بعد وقف المساعدات السعودية للبنان.. خبراء: الدور على مصر
جاء قرار السعودية بوقف مساعداتها للبنان بسبب مواقف اعتبرتها الرياض مناهضة لتوجهات المملكة، ليثير التساؤلات حول هل سيتكرر هذا الأمر مع مصر؟ وستقوم السعودية بمعاقبة القاهرة وقطع المساعدات عنها بسبب مواقفها تجاه سوريا.

جاء قرار السعودية بوقف مساعداتها للبنان بسبب مواقف اعتبرتها الرياض مناهضة لتوجهات المملكة، ليثير التساؤلات حول هل سيتكرر هذا الأمر مع مصر؟ وستقوم السعودية بمعاقبة القاهرة وقطع المساعدات عنها بسبب مواقفها تجاه سوريا.

تقف مصر موقفًا واضحًا تجاه الملف السوري بعدم التدخل البري عسكريًا وتعتبر أن الحل في سوريا يجب أن يكون سياسيًا فقط، وهو ما يشير بحسب مراقبين إلى أن موقف مصر مؤيد لنظام بشار الأسد.

مساعدات مصر تفوق لبنان

وتقدر المساعدات السعودية للبنان بقيمة 4 مليارات دولار، لكن المساعدات السعودية والخليجية لمصر تقدر بأكثر من ذلك؛ حيث يقدر حجم المساعدات الخليجية لمصر منذ الإطاحة بالدكتور محمد مرسي بأكثر من 20 مليار دولار حتى نهاية عام 2014.

واستمر الدعم الخليجي لمصر؛ فخلال مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي في مارس من العام الماضي، تعهّدت السعودية بـ4 مليارات دولار لمصر على شكل ودائع ومشروعات استثمارية، وفي زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للقاهرة ولقائه بالسيسي نهاية عام 2015 وعدت السعودية بتلبية احتياجات مصر البترولية خلال السنوات الخمس القادمة، وزيادة الاستثمارات السعودية في مصر لتصل إلى أكثر من 30 مليار ريال سعودي (8 مليارات دولار)، نقلًا عن وكالة الأنباء السعودية.

مصر ليست بعيدة عن لبنان

وقال الإعلامي العراقي مصطفى الحديثي، إن ما حدث في مجلس جامعة الدول العربية وفي منظمة التعاون الإسلامي من عدم إدانة رسمية من الجانب اللبناني للاعتداءات على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران والقنصلية العامة في مشهد، والتي حظيت بتنديد من كل دول العالم، ومن مجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية الأخرى، بل حتى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي أدان الاعتداء بصراحة، إلا أن لبنان التزمت الصمت بسبب سيطرة حزب الله بقيادة رجل الدين المقرب من إيران حسن نصر الله على كل مفاصل الدولة في لبنان.

وأضاف، في مقال صحفي، أن هذا الموقف دفع السعودية في ظل هذه الحادثة إلى مراجعة شاملة لعلاقاتها الخارجية بما يتناسب مع مصالحها، فقد ابتدأت من لبنان وربما ستصل إلى مصر!

وأوضح “الحديثي” أن القرار السعودي يتضمن عدة رسائل إلى الدول المستفيدة من المساعدات السعودية وليس فقط إيقاف المساعدات المقررة لتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلية في لبنان والبالغة 4 مليارات دولار، بل لبنان هو الضحية الأولى لعدة قرارات سعودية لاحقة.

وأضاف أن مصر مرشحة أن تلتحق بالمركب اللبناني بسبب المواقف غير المساندة لتطلعات المملكة العربية السعودية في ظل الأحداث المتسارعة في المنطقة.

وأشار إلى أن مصر حصلت عن طريق عبدالفتاح السيسي على دعم سياسي ومالي كبيرين من بعض دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية، إلا أن جمهورية مصر العربية لم يكن لها موقف واضح وصريح يتماشى مع تطلعات الدول التي أغدقت عليها مليارات الدولارات لا في حرب السعودية مع اليمن ولا في الموقف السعودي من نظام بشار الأسد في سوريا، الحدثين الأبرز في المنطقة.

السعودية في مرحلة إعادة النظر في علاقاتها الخارجية

وبين “الحديثي” أن السعودية الآن في مرحلة شاملة لإعادة النظر في علاقاتها الخارجية؛ لأن المرحلة تتطلب قرارات حاسمة بالنسبة للسعودية بسبب دخولها المباشر في أكثر من جبهة حرب مصيرية ولا مجاملة في الحروب المصيرية هكذا يقول التاريخ، بحسب قوله.

وتابع “الحديثي”: ربما ستخسر مصر بسبب ازدواجية تعامل السيسي مع أحداث المنطقة.. مساعدة السعودية الأخيرة لها في تلبية احتياجاتها البترولية على مدى السنوات الخمس المقبلة، وزيادة الاستثمارات السعودية هناك التي وصلت إلى أكثر من ثلاثين مليار ريال “نحو ثمانية مليارات دولار”، أو ربما سيقلب السيسي المعادلة عندما يُكمل قطع “مسافة السكة”! والأيام حبلى بالمواقف سواءً من السعودية أو مصر.

مصر تحاول نهج جبهات ساخنة

ويقول رئيس قسم الشؤون الدولية بالأهرام العربي، الكاتب الصحفي، أسامة الدليل: إن “مصر تحاول نهج جبهات ساخنة وأخذ موقف مستقل تجاهها وعدم التورط.. هناك توجه للسعودية لتكوين حلف سني إسلامي، كل هذه الطموحات إما أن تحصل عليها السعودية كاملة وإما أن تفقد كل شيء فورًا”.

ولا يستبعد “الدليل” أن تقوم السعودية بالتلويح بقطع المساعدات عن مصر، لكنه يقول: “لا أتصور أن السعودية ستفقد تسعين مليون مواطن مصري.. وهو نفوذ فقدته الولايات المتحدة الأميركية وكسبته السعودية.. ولا أظنها تريد أن تفقده”.

وأضاف “مصر أعلنت دائمًا بوضوح أنها مع الحل السياسي، لا مع حل عسكري في سوريا.. إنها ثوابت السياسة الخارجية المصرية في ما يتعلق بالملف السوري تحديدًا”.

ويضيف أن “انتظار موقف محدد من مصر بقوتها العسكرية وتعداد سكانها، الذي يتجاوز التسعين مليونًا ليس أمرًا هينًا، فمصر تواجه بنفسها تحديات الإرهاب في سيناء والفوضى في ليبيا، فالملابسات التي تحيط بالدولة المصرية تحجمها حتى عن التدخل المباشر في ليبيا، رغم أن جارتها عبء إستراتيجي واضح وقوي وخطير”.

مصر ضمن قائمة الأصدقاء

ونقلت الإذاعة الألمانية “DW“، عن الكاتب السعودي، جمال خاشقجي، قوله: “ينتظر السعوديون موقفًا غير محايد من مصر تجاه ملفات المنطقة الساخنة.. كمراقب أرى أن مصر بحجمها وثقلها، تتمنى السعودية لو كان لها دور أكبر.. ولكن الحد الأدنى المتوفر في العلاقات السعودية المصرية يجعل مصر ضمن قائمة الأصدقاء”.

ويستبعد “خاشقجي” طلبًا سعوديًا من مصر بالدخول بقوة في التحالفات التي تنشئها السعودية بقوله: “من غير اللائق في العلاقات طلب شيء مقابل شيء آخر.. ثم إن الموقف السعودي الذي أعلن أكثر من مرة عن خشيته وحرصه على مصر وعن أهميتها بالنسبة للسعودية.. وكما قلت فإن مصر لا تزال دولة صديقة للسعودية”.

وأضاف “لم يصدر عن أي مسؤول سعودي أي تعبير بشأن عدم الرضى أو المتطلبات”، لافتًا إلى أن “موقف المملكة تجاه لبنان مختلف عن موقفها تجاه مصر.. لا يوجد ربط بين هذا وذاك”.

وذكر أن “موقف لبنان حيال السعودية والقضية السورية يختلف تمامًا عن الموقف المصري، فالموقف المصري مستقل، بينما الموقف اللبناني غير مستقل بل محارب، كما أن السعودية لم تعد تستطيع قبول تقديم مساعدة لبلد تنطلق منه سياسات عدائية تجاهها، قولًا وفعلًا”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023