تساءل د. مصطفى حجازي، المستشار السياسي للرئاسة في عهد عدلي منصور وعضو الفريق الرئاسي في عهد السيسي ، هل مصر ما زالت دولة ، مؤكدًا أن هذا السؤال ليس للمتشنجين.. ولا لمحتكرى الحقيقة.. ولا لأنصاف الآلهة أصحاب الكمال “الدينى” أو الكمال “الوطنى” أو الكمال “الثورى” ، فلهؤلاء دولتهم ولنا وطن ، بل هو سؤال لآحاد الناس.. البشر العاديين أمثالنا ممن يعرفون أنهم خُلقوا بشراً.. يسرى عليهم ما يسرى على البشر من سنن إلهية ، مضيفًا أن مصر لم يبق منها سوى ركام مما كان.
وضع حجازي في مقاله المنشور بجريدة “المصري اليوم” ، 12 سؤالًا تكشف الاجابة عليها مقدرة مصر على أن تكون دولة ديموقراطية صاحبة اقتصاد قوي :
1 – هل مصر تعرف الآن.. دوراً للاقتصاد أو تعريفاً له بمفهوم تلك اللحظة من التاريخ عام 2016..؟!
2 – هل مصر جادة فى أن تعرف كما عرف العالم الجاد العاقل احتياجاته عندما واجه الكساد أو عصفت الحروب العالمية بأحلام الرفاه والرخاء..؟!
3 – هل تعرف مصر الرسمية والأهلية- بحق وبعيداً عن الأرقام والمؤشرات التقليدية- حقيقة تحدياتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية والثقافية والنفسية..؟!
4 – هل تعرف إلى أى مدى كل ذلك متداخل ومتشابك على نحو لا يُغنى معه إقرار لفظى.. من نوع «إحنا عارفين إن عندنا مشاكل» أو «إحنا عارفين أمراضنا كويس»..!
5 – هل تعرف مصر أن العالم عندما- كان ومازال- جاداً عاقلاً فى مواجهة كوارث بقائه.. رجع إلى الفلسفة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التى تحكمه.. وبحث عن العوار فيها قبل أن يبقى يدور فى فراغ الممارسات اليومية.. فيغير الوجوه ويمارس فعلا مسرحيا كأنه يدير حياة..؟!
6 – هل تعرف مصر أن الدول الحقيقية.. تُلزم نفسها بالبحث عن الحقيقة فى أصولها وليس على تخومها.
6 – هل تعرف مصر كل هذا أو تريد أن تعرف كل هذا.. بعيداً عن شبح الكيد السياسى أو التسويق السياسى.. وبعيداً عن سياق الخوف على السلطة أو الخوف منها..؟!
7 – هل تستطيع مصر أن تضع قاعدة لحوار منهجى علمى إنسانى.. بعيداً عن الصخب والمكايدة والرغبة فى الانتصار للشخوص أو للمؤسسات.. وبعيدا عن التوجس من الانكشاف أو المحاسبة.. نتحدث فيه بموضوعية عن حقيقة وضعنا الإنسانى.. كيف كنا.. وكيف أصبحنا.. وكيف يلزم أن نكون..؟!
8 – هل تريد مصر أن تعرف.. وتستطيع أن تتحمل المؤونة- النفسية قبل المادية- لمواجهة نفسها بحقيقة دور الأمن ومؤسساته فى المجتمعات.. بعيداً عن أمن السلطة وتأمين بقاء الأنظمة، وهو ما عرفناه فى مصر التى كانت.. والذى أودى بنا لمصر التى أصبحت.
9 – هل تريد مصر أن تعرف.. جوهر مشاكل الأمن ومؤسساته بداية من عقيدته ونظرته للمجتمع الذى يؤمِّنه.. إلى وعيه بفلسفة الأمن كعنصر ضمان الحرية والعدل بإقراره للقانون وإنفاذه له.. وأنه وُجد لكى يحمى ويدعم.. لا لكى يقمع ويتسيَّد..!
10 – هل تستطيع مصر- دون مزايدات سياسية أو دغدغة لمشاعر الناس- أن تواجه نفسها بحقيقة دور المواطن وحال المواطن الذى تريد.. وباعوجاج الفطرة الذى طال قطاعات كبيرة فى مجتمعها..؟!
11 – هل تستطيع مصر أن تجد لكل ملف: صحة وتعليم وإعلام واقتصاد وأمن وقضاء.. «إطارا قادرا مؤهلا» يقف على حقيقة الواقع «القائم».. ووضع ملامح لطريق ورؤية للمأمول «القادم»..؟!
12 – إذا استطاعت مصر- عقلاءً وعدولاً أيا كان موقعهم سلطة وحكاماً ومحكومين- أن تقرر ألا تستقيل من التاريخ بأن تصدق نفسها وتتلمس طريق الصدق عملياً فى الإجابة عن بعض مما سبق.. تكون قد أجابت عن سؤال بقائها..