سادت حالة من الغضب بين فلاحي مركز أبشواي بمحافظة الفيوم، بسبب تلف وتلوث بعض المحاصيل الزراعية، نتيجة لتحويل الأهالي مياه الصرف الصحي الخاصة بمنازلهم إلى مصارف الري، إلى جانب تفريغ سيارات الصرف الصحي في مياه الري.
ويشكو المزارعون من امتلاء مصرف وبحار الري بمياه الصرف الصحي، مما تسبب في عدم وصول مياه الري النظيفة إلى أراضيهم، الأمر الذي ينذر بكارثة، ويهدد العملية الزراعية بالمركز، وكان عدد من الأهالي قد تقدموا بشكوى لكل من محافظ الفيوم، ومديرية الزراعة، ومديرية البيئة بالفيوم، ولكن تلك الشكاوى لم تجد أي تحرك لدى المسؤولين.
يذكر أن مياه الصرف الصحي تحتوي على بكتيريا كثيرة تسبب أمراضا عديدة، فمثلاً الجرام الواحد من مخرجات الجسم يحتوي على 10 ملايين فيروس، بالإضافة إلى الملايين من البكتيريا، مثال ذلك بكتيريا السالمونيلا التي تؤدي للإصابة بمرض حمى التيفود والنزلات المعوية، وتسبب بكتيريا الشيجلا أمراض الإسهال، كما تسبب بكتيريا الإسشيرشيا كولاي القيء والإسهال، وقد تؤدي إلى الجفاف خاصةً عند الأطفال، أما بكتيريا اللبتوسبيرا فيترتب عليها أمراض التهابات الكبد والكلى والجهاز العصبي المركزي، أما بكتيريا الفيبريو فتسبب مرض الكوليرا.
وتسبب تلك الأنواع من البكتيريا وغيرها، العديد من الأمراض المختلفة نتيجة للتعامل مع المياه الملوثة بالصرف الصحي، سواء بالشرب، أو الاستحمام، أو حتى تناول الأسماك التي تم اصطيادها من هذه المياه، عوضاً عن الإقامة بالقرب من المسطحات المائية الملوثة، فإنه يمكن الإشارة إلى أمراض شلل الأطفال والحمى الصفراء والجرب والملاريا.
وخلال جولة لـ”رصد” بين الفلاحين، قال جمعة عثمان: “نسقي الأراضي من مياه الصرف الصحي والمواشي وده بصيب الإنسان بأمراض فتاكة زي الفشل الكلوي”.
يضيف محمد محمود: “إنهم يواجهون مشكلة كبرى بسبب أزمة المياه، فاعتمادهم الكلي على مياه الصرف الصحي، سيصيبهم بأمراض الفشل الكلوي وفيروس سي، نتيجة ري الأراضي الزراعية بمياه الصرف دون معالجة”.
ويضيف جمعة عمر: “بنزرع بمية الصرف لأن مافيش مية خالص، وخيار بناكل وملوخية بناكل، يعني بناكل ونشرب من الصرف، وماحدش من المسؤولين بيسأل فينا”.