إن نقل عمليات تنظيم ولاية سيناء من أقصى شرق شمال سيناء الى أقصى الغرب يمثل نقلة نوعية ذات دلالات موحية وقد تكون نقطة فاصلة في تغيير اليات الصراع داخل ش سيناء
تتطلب معها نقل اليات وتغيير خطط بما قد يؤثر بتخفيف الضغط في الشيخ زويد ورفح والعريش ، وهي بكل تاكيد رد على تصريح السيسي ان القوات نجحت في جعل الصراع في منطقة من ثلاث مدن فقط في شمال سيناء ، لتقول الولاية انها قادرة على نقل العمليات اكثر بعدا عن مناطق النشأة والنفوذ في أقصى شمال الشرق الى أقصى غرب المحافظة ويقترب التهديد اكثر من منطقة ذات حساسية خاصة وتمثل اولوية غير مسموح بالاقتراب منها لتأثيرها الاقتصادي ولأنه سيكون لها اثر إعلامي عالمي سيسيئ الى سمعة اداء الانقلاب الأمني وعدم قدرته على حماية منطقة قناة السويس وما تمثل من أهمية لأغلب دول العالم وتاثيرها المباشر على التجارة العالمية
كل هذا جعل هذه العملية مختلفة بالمرة لكن دلالات هذه العملية بالنسبة لتطور اداء الولاية وتقدم قدراتها من حيث العدد في الأفراد والاليات والقدرة على الرصد والمراقبة فليس من السهل ان نتحدث عن عملية نقل مسلحين بأسلحتهم والياتهم في منطقة غريبة بالنسبة لهم وعلى بعد ١٥٠ كم ثم يستطيعوا ان يرصدوا حركة القوات وتحديد نقطة مناسبة للالتحام ثم يزرع العبوات ويراقبها حتى يعطي امر التفجير ثم ينسحب في هدوء ليعود سالما
فهذا يدلل على لغة حوار جديدة بين الولاية والقوات مفادها ان الولاية قادرة على نقل العمليات بعيدا وتشتيت جهود القوات في المتابعة والمراقبة وان الولاية تملك ان تحدد الميدان لا ان يفرض عليها ، ثم هي تضيف عبء جديد على القوات اذ مطلوب منها بعد اليوم تأمين الطريق الدولي بطول ١٥٠كم ضد عمليات الولاية والتي بكل أكيد تأتي من الجبل لانها اذا ازدادت وتيرتها تمثل تهديدا حقيقيا لخط الامداد الوحيد لكل القوات المتمركزة في مناطق شرق المحافظة بما يمثل من خطورة سحب القوات خارج المناطق المجهولة الى غيابات الجبال العقدة ،
بقي ان أشير الى نقطة هل هذه العملية تمثل تمددا جغرافيا للولاية وفتح مناطق تواجد جديدة في غرب المحافظة ، انا استبعد ذلك بالمره على الأقل في الامد القريب اذ ان البيئة والثقافة في منطقة بئر العبدمختلفة تماما عن البيئة التي نشأت فيها الولاية ولان التجربة عادت بنتائج غير مشجعيه بالمره في كل مناطق نفوذ الولاية لكن ذلك كله يظل رهن رد فعل القوات على الارض وكيف ستتعامل مع الناس عقب هذه العمليات فصناعة العنف بالتأكيد مرتبطة بالإفراط في العنف فهذا يظل خارج دائرة الحسابات وخاضع فقط لقدرة الناس على التحمل وتقدير المصالح. والمفاسد ومدى قناعتهم بجدوى الصبر والتعامل السلمي مع اذلالات وتصرفت القوات السادية احيانا كثيرة ، لكن اظنها ليست قريبه في منطقة بئر العبد.
وتظل الأيام كاشفة